مصر تكتشف محاولات إسرائيلية لاغتيال قيادات حماس على أراضيها
أهم الأخبار

مصر تكتشف محاولات إسرائيلية لاغتيال قيادات حماس على أراضيها

ترجمة صدى نيوز - صرح مسؤولون مصريون كبار لموقع "ميدل إيست آي" بأن مصر اكتشفت مؤامرات إسرائيلية لاستهداف قادة حماس في القاهرة، وحذرت إسرائيل من أن أي هجوم سيُقابل بالقوة.

وقال مصدر أمني رفيع المستوى وفق ترجمة صدى نيوز: "تشير تقارير استخباراتية إلى أن إسرائيل تُخطط لاغتيال قادة حماس في القاهرة منذ فترة، حيث أحبطت مصر بالفعل محاولة سابقة خلال مفاوضات وقف إطلاق النار في المدينة على مدار العامين الماضيين".

جاءت تصريحات كبار المسؤولين المصريين لموقع "ميدل إيست آي" ردًا على تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستهداف إسرائيل لحماس في دول أخرى.

وقال المصدر الأمني: "أي محاولة لاغتيال قادة حماس على الأراضي المصرية ستعتبرها مصر انتهاكًا لسيادتها، وبالتالي إعلان حرب من جانب إسرائيل، ولن نتردد في الرد عليها".

على الرغم من عدم الإعلان رسميًا عن إقامة شخصيات قيادية في حماس في مصر، إلا أن المصدر الأمني صرّح، أن العديد منهم يقيمون في البلاد منذ سنوات، حتى قبل حرب غزة الحالية. ولا تزال هوياتهم وأعدادهم ومواقعهم الدقيقة سرية لأسباب أمنية.

ووفقًا للمصدر، حثّ المسؤولون المصريون نظراءهم الإسرائيليين على العودة إلى المفاوضات والعمل على التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، بدلًا من جرّ المنطقة إلى حروب لا نهاية لها وتصعيد التوترات.

وأشار المصدر وفق ترجمة صدى نيوز إلى أن "العلاقات المصرية الإسرائيلية شهدت توتّرًا بالفعل في الأشهر الأخيرة بسبب تردد تل أبيب تجاه هدنة محتملة في غزة".

ويبدي المسؤولون المصريون حذرًا من محاولات تحميل القاهرة مسؤولية مستقبل غزة - بما في ذلك النزوح المحتمل للفلسطينيين إلى شمال سيناء.

في 19 أغسطس، كشفت مصادر أمنية أن مصر نشرت حوالي 40 ألف جندي على طول الحدود المصرية مع غزة لمنع عبور الفلسطينيين المحتمل إلى سيناء.

وأفادت أيضًا بتهميش القاهرة في مفاوضات وقف إطلاق النار المنهارة في غزة، وسط مخاوف من أن هجومًا إسرائيليًا كبيرًا على القطاع قد يجبر الفلسطينيين على خرق حدود سيناء وإحداث فوضى.

وقال مسؤول استخباراتي كبير الأسبوع الماضي، قبل هجوم الدوحة، إن المراسلات بين مصر وإسرائيل مقطوعة تمامًا، دون أي تقدم في محادثات تأمين هدنة في غزة.

"مصر لا تدافع عن حماس"
في غضون ذلك، صرّح مسؤول عسكري إسرائيلي كبير حسب ترجمة صدى نيوز بأن الضربة الإسرائيلية في الدوحة لم تشمل الأجواء المصرية. وأضاف: "لم تعبر أي طائرة إسرائيلية شاركت في هجوم الدوحة المجال الجوي المصري على الإطلاق".

وأكد المسؤول العسكري أيضًا أن "مصر لم تكن على علم مسبق بضربة الدوحة، وأنه لم يكن هناك أي تنسيق على الإطلاق بين مصر أو إسرائيل أو الولايات المتحدة بشأن العملية".

وصرح المسؤول قائلاً: "يُنشر حاليًا نظام دفاع جوي صيني في شبه جزيرة سيناء، على الحدود مع إسرائيل، مما يجعل عبور أي طائرة أمرًا مستحيلًا دون الحصول على إذن مسبق أو اكتشافها".

وقال: "أقول لقطر وجميع الدول التي تؤوي قادة حماس: إما أن تطردوهم أو تقدموهم للعدالة. لأنكم إن لم تفعلوا، فسنفعل نحن".
يرى محلل أمني بارز، تحدث إلى موقع "ميدل إيست آي" شريطة عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن تحذيرات المصادر لا تتعلق بحماس نفسها بقدر ما تتعلق برؤية القاهرة لمكانتها في المنطقة.

وجادل المحلل قائلاً: "مصر لا تدافع عن حماس، بل تنظر إليها بريبة وتربطها بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة".

وأضاف وفق ترجمة صدى نيوز: "لكن مصر تعتبر نفسها الدولة العربية الأكثر استراتيجية، وأي ضربة إسرائيلية على أراضيها ستُعتبر شكلاً من أشكال الإذلال. ستقوض هذه الضربة هيبة مصر وتُهدد مكانتها الإقليمية التي تسعى للحفاظ عليها رغم ازدياد نفوذ الدوحة في محادثات السلام خلال الأشهر الماضية".

لعبت القاهرة تاريخيًا دورًا محوريًا في التوسط بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وخاصة حماس. لكن في الأشهر الأخيرة، تم تهميشها بشكل متزايد من محادثات وقف إطلاق النار في غزة، وسط مخاوف في القاهرة من أن هجومًا بريًا إسرائيليًا على القطاع قد يجر مصر إلى الصراع.

وأوضح المحلل: "ستنهار قدرة مصر على العمل كوسيط موثوق في غزة إذا سُمح لإسرائيل بتنفيذ اغتيالات في القاهرة دون رادع".

وأضاف: "لقد استثمرت أنظمة البلاد بشكل كبير في هذا الدور. إن هجومًا في العاصمة من شأنه أن يحطم تلك الصورة ويُظهر للمنطقة أن مصر لا تستطيع حتى حماية حديقتها الخلفية".

كانت مصر أول دولة عربية تُطبّع العلاقات مع إسرائيل، حيث وقعت معاهدة سلام بوساطة أمريكية عام 1979 على الرغم من المعارضة الشعبية. ولطالما كان المصريون على خلاف مع الأنظمة المتعاقبة بشأن التطبيع، معتبرين إسرائيل عدوًا ومحتلًا لفلسطين.