يديعوت أحرونوت: اغتيال أبو شباب كشف مدى تصدع الفكرة الإسرائيلية بتشكيل قوة محلية بديلة من الداخل
تقارير مميزة

يديعوت أحرونوت: اغتيال أبو شباب كشف مدى تصدع الفكرة الإسرائيلية بتشكيل قوة محلية بديلة من الداخل

ترجمة صدى نيوز - قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، الجمعة، إن مقتل ياسر أبو شباب زعيم الميليشيات المسلحة في قطاع غزة، والذي صُوِّر كقوة صاعدة ستتحدى حكم حماس، عن صورة أكثر إثارة للقلق من التقارير الرسمية عن هذه  الميليشيات التي تدور داخلها حرب صامتة ووحشية ومشوشة في ظل مزاعم أنها تحاول بناء واقع جديد.

واعتبرت الصحيفة، كما ترجمت صدى نيوز، أن اغتيال أبو شباب لم يكن مجرد خطوة عادية، بل كان بمثابة لحظة كشفت عن مدى تصدع الفكرة الإسرائيلية بتشكيل قوة محلية بديلة من الداخل.

وأشارت إلى أنه قبل يوم واحد من مقتل أبو شباب كان هناك معارك عنيفة بين عناصر أبو شباب وعناصر حماس، مشيرةً إلى أن غسان الدهيني نائب أبو شباب كان تفاخر بتلك الاشتباكات ومشاركة قواته في ملاحقة عناصر "القسام" الذين لا زالوا في جيوب الأنفاق المتبقية في رفح، وانهيارهم بعد قتلهم واعتقال آخرين.

وتقول الصحيفة: في تلك اللحظة تحديدًا، اندلعت الحرب الحقيقية داخل النظام نفسه الذي أعلن النصر على حماس برفح .. حرب داخلية كما تصفها مصادر داخل الميليشيا، وساعات من التوتر والريبة والشجارات بين العائلات والمجموعات، ما بدأ كشجار سرعان ما احتدم، حتى أصبح عملاً مسلحًا في إحدى المواجهات، وتصاعد الصراع إلى إطلاق نار على القائد الأعلى أبو شباب ما أدى لمقتله.

وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، تعرض أبو شباب لضرب مبرح خلال شجار داخلي، على ما يبدو بسبب خلافات حول مدى تعاونه مع إسرائيل، ثم نقلته القوات الإسرائيلية إلى خارج القطاع، لكنه توفي متأثرًا بجراحه في طريقه إلى مستشفى سوروكا. وهي رواية نفتها قوات أبو شباب التي أكدت تعرضه لإطلاق نار.

واعتبرت الصحيفة ذلك ضربة مباشرة للخطة الإسرائيلية لإنشاء قوة محلية في قطاع غزة لملء الفراغ الأمني ​​المدني مكان حماس.

وقال مصدر أمني إسرائيلي: "أي تصفية داخلية كهذه ستمزق الأساس الذي حاولنا بناء آلية بديلة عنه، فبدلاً من الاستقرار، نرى انهيارًا".

وتوقعت مصادر من غزة تحدثت لهم صحيفة يديعوت أحرونوت، كما ترجمت صدى نيوز، أنه من المتوقع أن تزداد الانقسامات، والتنافسات العائلية، والتنافس على السلاح والسلطة، والمزيد من الصراعات.

وقال مصدر محلي من غزة: "النظام بأكمله قائم على أسس هشة .. كل قائد يسقط يُحدث فراغًا، والفوضى تزداد".

وتقول الصحيفة إن أبو شباب في مقابلة سابقة تفاخر بأنه أصبح الرجل الأقوى في قطاع غزة وكان يرى نفسه بديلاً لحماس، لكن هذا الرجل الذي اعتبر نفسه قائدًا للثورة، قُضي عليه من قبل القوى التي ساهم في نموها، وتحطمت رؤيته لـ"غزة مختلفة" بالرصاصة التي وجهت إلى ظهره.

وترى الصحيفة أن مقتل أبو شباب خلق فراغًا خطيرًا، ولا يوجد حاليًا كيان مستقر قادر على استبدال حماس في قيادة غزة، خاصةً وأن الميليشيات الحالية منقسمة وغير منظمة، وأن غسان الدهيني نائب أبو شباب قد يستلم بدلاً منه الزعامة لكن منصبه غير مستقر تمامًا.

وتعهد الدهيني في مقابلة مع الصحيفة بمواصلة مشروع ياسر أبو شباب ومقاومة حماس، واصفًا إياها بالحركة الضعيفة وأنه أكثر تصميمًا على مواجهتها.