شخص واحد يمكن ان يقتلنا جميعاً
رئيس التحرير

شخص واحد يمكن ان يقتلنا جميعاً

كَتَبَ رئيس تحرير صدى نيوز: معظم ما يُكتب وما يُنشر هذه الايام يتحدث عن الوباء الخطير والمستحدث فيروس كورونا وبالتالي الكل اصبح ملم بمخاطره وطرق الوقاية منه.

خطورة الفيروس تكمن في الاختلاط وبالتالي اي ممارسة عكس ذلك ستدمر كل الإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها، لذلك لا داعي لزيارة الاهل اذا لم يكونوا في نفس المنزل، هذه ابسط الأمور وعلينا ان نقيس عليها، فقد تم وقف العبادات لكل الأديان والتعليم رغم حساسيته وضرورته، لهذا علينا ترك اي فعل فيه اختلاط ويتسبب بنقل الفايروس.

العمال القادمين من العمل في الداخل الفلسطيني المحتل قنبلة موقوتة علينا ان نحذر منها ونتابع مدى التزام العامل بما طلب منه بشأن الوقاية،  بعضهم قال ان الجوع كافر  ليبرر ذهابه وتجاوز المحظور دون احتياطات، لكن لم يفهم انه لا يمكن ان نسمح بان يكون الجوع قاتل، وقاتل مَن؟ قاتل والده او والدته او جدته أو ينقل العدوى لقرية باكملها او محافظة ومن ثم يقتل شعب بأسره، وما نقوله علمي وحقيقي وليس كلام مبالغ به.

إجراءات الحكومة ذكية فلم تحظر التجوال وتركت لك الوقت الكافي من الصباح حتى المساء يوميًا للخروج لعمل ضروري مثل شراء الدواء او الخبز او المواد التموينية، وتركت لك عقلك كيف تحتاط اثناء ممارسة ذلك وبتعليمات واضحة، لبس القفازات، غسل اليدين وتعقيمها عند لمس اي سطح او حاجة وخلع الحذاء خارج المنزل، وعدم دخول المخبز او المحل التجاري اذا تواجد فيه عدد كبير،الخ... من الإجراءات المطلوبة.

صرف الرواتب سيكون خلال الايام القادمة، وسوف يتم صرفها من خلال الصراف الآلي وسيقوم بلمسه عدد كبير  من الناس والتعليمات صدرت من وزارة الصحة وغيرها بضرورة تعقيمه قبل الاستعمال فلماذا لا يكون لدى كل منا معقم او حتى محرمة نستخدمها قبل لمسه، ولماذا نقف بمسافة قريبة اقل من ثلاث أمتار من شخص يقف أمامنا، اياكم والتهاون في ذلك والتعقل قبل الاندفاع بالخروج جماعات.

يكفي شخص واحد جاهل و مستهتر لهزيمتنا، فتخيل إهمال عامل قادم من الداخل يختلط بوالده كبير السن او احد أفراد أسرته، ثم يستخدم المواصلات، ويدخل المسجد، ويدخل المتجر، ويذهب للطبيب، ويذهب لعزاء او حفله كم عدد المصابين سيكون، يكفي هذا الشخص الجاهل المصاب بالفيروس بعلمه او دون علمه لإعلان سقوط النظام الصحي في فلسطين وفقط نتفرغ لإحصاء الجثث وإحضارهم ان استطعنا من منازلهم حيث لن تبقى مشافي لاستيعاب الأعداد التي تسبب بها هذا الجاهل ( القاتل) المصاب فماذا سيكون مصيرنا ان وجدنا جاهل آخر مصاب بالفيروس  من الموظفين يريد قبض راتبه ؟! وجاهل آخر يزور جيرانه وجاهل آخر  ينتقل إلى مدينه أخرى، انها الكارثة.

يجب على الجميع الحرص الذاتي ومراقبة اي انتهاك للتعليمات الصادرة من الجهات المختصة والتبليغ عنها ، فمصيرنا لا يجوز ان نتركه لجاهل مستهتر، جهله سيقتلنا، لا تسمحوا له.