من هي الدول التي قد تلحق بفرنسا للاعتراف بالدولة الفلسطينية؟!

ترجمة صدى نيوز - نشر موقع صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، السبت، تقريرًا حول اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967.

ورصد التقرير بعض الخطوات التي اتخذت في هذا الصدد، كما رصد الدول التي يمكن أن تتبع فرنسا وتتخذ خطوة مماثلة.

وقالت مصادر فلسطينية للموقع العبري، كما ترجمت صدى نيوز، إن إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لم يأتِ من فراغ، بل هو خطوة نضجت على مدى أشهر من المفاوضات الهادئة والضغط المتزايد من الداخل والخارج، ونتيجة مباشرة لسنوات من العمل الدبلوماسي.

فيما قال مصدر دبلوماسي فلسطيني رفيع المستوى، إن الظروف كانت مهيأة بعد أن غرقت إسرائيل في وحل غزة، خاصةً وأن العالم بات يدرك أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار.

ووفقًا للتقرير العبري، فإن القرار الفرنسي يستند إلى مراسلات رسمية بين ماكرون والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفي رسالته، أكد الرئيس الفرنسي أن الاعتراف مبني على سلسلة من الالتزامات كان أبلغها عباسر لباريس، منها إدانته لهجوم 7 أكتوبر، والالتزام بإجراء إصلاحات جذرية في السلطة الفلسطينية، وإجراء انتخابات عامة خلال عام تحت إشراف دولي.

وقال جمال نزال، المتحدث باسم حركة فتح، للموقع العبري: ذا عمل مستمر بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وأبو مازن .. هذا ليس ردًا على حرب أو نتيجة إرهاب، بل إنجاز سياسي مشروع .. لقد اتخذت فرنسا قرارًا شجاعًا، ونتوقع من دول أخرى، مثل بريطانيا، أن تحذو حذوها".

من سيكون التالي؟

في الوقت الحالي لا تتعجل بريطانيا الانضمام، وكذلك العديد من الدول، وبالأمس أصدرت بريطانيا بيان مشترك مع فرنسا وألمانيا، دعت فيه الدول الثلاث إلى إنهاء الحرب بوقف فوري لإطلاق النار، مؤكدةً التزامها بدعم جهود الوساطة التي تبذلها الولايات المتحدة وقطر ومصر. وقال قادة الدول في بيان مشترك: "يجب أن تنتهي الكارثة الإنسانية التي نشهدها في غزة الآن. نعارض بشدة جميع الجهود الرامية إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الأراضي المحتلة".

ويقول الموقع: مع ذلك، لا ألمانيا ولا بريطانيا تنويان الاعتراف بدولة فلسطينية، على الأقل في القريب العاجل، كما أن إيطاليا صرحت بشكل واضح أنها لن تتخذ خطوة مماثلة.

يعتقد عوفر برونشتاين، مستشار ماكرون لشؤون الشرق الأوسط، أن دولًا أخرى ستنضم إلى فرنسا، مشيرًا في مقابلة مع موقع صحيفة يديعوت أحرونوت، إلى أن بريطانيا والبرتغال وبلجيكا ومالطا وهولندا والدنمارك والسويد ودول أخرى أعطت موافقتها الأولية لمبدأ الاعتراف بدولة فلسطينية.

وأضاف كما ترجمت صدى نيوز: "فرنسا هي أول دولة في مجموعة السبع تعترف بدولة فلسطينية، ونعتزم ضم المزيد من دول مجموعة السبع، مثل اليابان وكندا وأستراليا، وربما نيوزيلندا أيضًا، وهي ليست عضوًا في هذه المنظمة".

هدف ماكرون

يقول الموقع العبري، إن اعتراف ماكرون بالدولة الفلسطينية، يأتي في ظل الوضع الداخلي المتدهور للرئيس الفرنسي، فمنذ أن حل البرلمان في يونيو من العام الماضي ودعا إلى انتخابات مبكرة، في قرار محير لم يستطع أي معلق تفسيره، تشهد شعبية ماكرون تراجعًا ملحوظًا في الرأي العام، وأصبحت حكومته حكومة أقلية، وتعرض لإهانات برلمانية من اليسار واليمين على حد سواء.

في الواقع، يقترب ماكرون من نهاية ولايته الرئاسية وهو في أسوأ حالاته، عاجزًا عن قيادة التحركات السياسية، وسيلته الرئيسية لإظهار حضوره وفعاليته وقيادته هي السياسة الخارجية، ويحاول قيادة التحركات في أوروبا ضد روسيا، لكنه لا يحظى بدعم كبير، ويعاني من الإذلال في أفريقيا، ولا يحسب له حساب ترمب، ويبدو أنه يعتقد أن الاعتراف بدولة فلسطينية سيساعده على استعادة مكانته.

وأضاف الموقع: لا يستطيع ماكرون الترشح لانتخابات عام 2027، لأنه، كما هو الحال في الولايات المتحدة، لا يجوز للرئيس البقاء لأكثر من ولايتين متتاليتين، لكن ماكرون ألمح مؤخرًا إلى أنه قد يسعى للترشح مجددًا في الانتخابات الرئاسية لعام 2032، ويبدو أنه يعتقد أن إعلانه التاريخي لن يعزز شعبيته في استطلاعات الرأي فحسب، بل سيرسخ أيضًا إرثًا لنفسه.