
قرارات القمة في قطر
من المقرّر أن تُعقد قمة عربية إسلامية في الدوحة يوم غد الإثنين لمناقشة الاعتداء الإسرائيلي على دولة قطر. وقد تمّت الدعوة في أجواء من الغضب إزاء ما قامت به إسرائيل من استهتار بسيادة قطر، الدولة التي تستضيف المفاوضات ووفد حركة حماس.
محاولة الاغتيال تشكّل ضوءًا أحمر أمام الدول العربية التي تعتبر أميركا صديقة وحامية لها، فإذا بها لا تقيم وزنًا لهذه العلاقات ولا تحترمها، رغم تريليونات الدولارات التي تبتزها أميركا من دول المنطقة، ورغم إقامة أكثر الدول العربية علاقات تجارية وتنسيقًا أمنيًا مع إسرائيل، ورغم اتفاقات سلام وإعدادات لاتفاقات تطبيع جديدة، بل ورغم تواطؤ بعضها مع ما يجري من إبادة في قطاع غزة. فإن نتنياهو وترامب لا يقيمان للعرب وخدماتهم و"تبرّعاتهم" أي وزن.
يُفترض أن تبحث هذه القمة في طريقة الردّ على العدوان الإسرائيلي على الوسيط القطري الذي نجح في إنجاز صفقات سابقة. لكن هل سيكون الردّ حقيقيًا أم مجرد إضافة بروتوكولية أخرى إلى ما سبق من قمم؟
لو نجحت إسرائيل في اغتيال القيادة الحمساوية في قطر، لكانت وُجّهت إلى قطر تهمة التواطؤ، بأنها هي التي وشت بمكان وزمان اجتماع القيادة، وهذا هدف لا يقلّ أهمية – من وجهة نظر نتنياهو – عن عملية الاغتيال نفسها، لأنه يعني أن كل الأقطار العربية معنية بالتخلّص من حركة حماس، بما فيها قطر التي تستضيف بعض قياداتها.
في ردّه على فشل العملية، هدّد نتنياهو دولة قطر مرة أخرى قائلًا: إما أن تعتقلوا قادة حماس وتحاكموهم أو سنعمل نحن على التخلّص منهم. وهو مطمئن، ليس فقط لأن أميركا تدعمه سياسيًا وعسكريًا، بل لأنه يعتمد كذلك على قيادات عربية وإسلامية ستعمل ما بوسعها لتفريغ أي قرارات جدّية من مضمونها. ويقود هذا التيار "التخفيفي" مصر التي تسعى لإثبات أنها حليف يعتمد عليه، حتى بعد إعلانها تخفيف التنسيق الأمني مع إسرائيل.
لا يهم كثيرًا موقف إيران أو الجزائر أو سورية أو العراق أو اليمن أو تونس. ما يهم في هذه القمة هو مواقف الدول التي تقيم علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل، وخصوصًا مصر والأردن والإمارات والمغرب والبحرين والسودان. وما دامت هذه الدول مضمونة الموقف بحيث لن تصل إلى حدّ قطع العلاقات، فإن التنديد لن يكون سوى مادة بروتوكولية أخرى لا تقدّم ولا تؤخّر.
فهل العرب ضعفاء إلى هذا الحد، بحيث يعجزون عن اتخاذ قرار سياسي يؤلم نتنياهو ويوقظ الشعب الإسرائيلي من سكرة القوة؟ وهل يستطيعون التلويح بتهديد حقيقي لنتنياهو وحكومته الفاشية، بأن ما بُني خلال عقود من اتفاقات سلام وتطبيع وتعاون اقتصادي وعسكري مع إسرائيل قد ينهار إذا لم تتوقف عن حرب الإبادة في غزة والاستهتار بسيادة دول المنطقة؟
العرب ليسوا ضعفاء، فهم يملكون مصادر قوة لا تتوافر إلا لدى الدول العظمى: موارد طبيعية، أموال، طاقات بشرية ومساحات شاسعة. لكن هذه الطاقات معطّلة وتحتاج إلى قيادات تملك الجرأة والموقف والمبدأ والنوايا.
الأنظمة العربية في موقف محرج، فلا هي قادرة على حماية نفسها من إسرائيل، ولا أميركا تحميها، ولا هي في سلام وفي خندق واحد مع شعوبها.
من المتوقع أن تدين القمة "العدوان الإسرائيلي على دولة قطر الشقيقة بأشدّ عبارات التنديد"، وأن تقرر تشكيل طاقم للمتابعة القانونية حول الاعتداء على سيادة قطر، وأن تطالب المجتمع الدولي بمزيد من الجهود لوقف حرب الإبادة والتهجير في قطاع غزة، وفتح المعابر للمساعدات الإنسانية، ووقف التصعيد، والعودة إلى مسار "حلّ الدولتين".
هناك احتمال كبير بتعليق التنسيق العسكري والأمني مع إسرائيل، وهو ما مهّدت له مصر بإعلانها "تخفيض التعاون الأمني". لكن ماذا يعني ذلك؟ يعني حجب بعض المعلومات التي تملكها المخابرات المصرية عن قيادات فلسطينية وعربية وتحركاتها، وهي معلومات سهّلت عمليات اغتيال تحت بند "مكافحة الإرهاب". هذا لا يعني وقف التنسيق الأمني، بل هو مجرد تلويح بأن ما تقوم به إسرائيل غير مقبول، وهو التعبير الدبلوماسي ذاته الذي تستعمله دول أوروبية حليفة وداعمة لإسرائيل.
لا تنتظروا من القمة العربية الإسلامية الجديدة شيئًا جديدًا، إلا إعادة صياغة بنود متكرّرة ومعروفة. فهذه دول عاجزة عن اتخاذ قرارات اتخذتها دول بعيدة في أميركا اللاتينية وأوروبا، بل إنها تمنع شعوبها حتى من التعبير عن غضبها، كما تفعل شعوب كثيرة حول العالم.

حماية الاطفال وخصوصا ذوي الاعاقة واجب انساني وقانوني

قمة الدوحة فرصة تاريخية ووأخيرة للعرب لاستعادة هيبتهم !!

الجمعية العامة والقوة الشعبية للفلسطينيين

أزمة إسرائيل الداخلية تتحوّل إلى تهديد مباشر: تجنيد العرب يقترب

عن نتنياهو وبريد رسائله المستمرة

عمليات مقاومة مثيرة للجدل.. هل يمكن العودة إلى ما قبل اتفاقية أوسلو؟

طولكرم شاهد جديد: إسرائيل تُجرّم الفلسطينيين جماعة وتستنسخ الأبارتهايد والنازية
