
من شارون إلى اليوم… هل يسعى الاحتلال لتفجير مواجهة دينية؟
في مشهد يعيدنا إلى لحظات ما قبل اندلاع هبّة النفق وانتفاضة الأقصى اقتحم أكثر من 1400 مستوطن باحات المسجد الأقصى المبارك تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي وذلك ضمن ما يسمى بـ”عيد الأسابيع اليهودي” هذا الرقم ليس تفصيلاً عابراً بل مؤشر خطير على تصعيد ممنهج هدفه تغيير الواقع التاريخي والديني في القدس.
عام 2000 اقتحم أرييل شارون الأقصى في مشهد لم يكن مجرد “زيارة” بل إعلان حرب على كرامة الأمة فاندلعت انتفاضة شعبية واسعة ما زالت آثارها محفورة في ذاكرة الشعب الفلسطيني ، واليوم تتكرر الاستفزازات بغطاء حكومي إسرائيلي وتزايد في أعداد المقتحمين وصمت رسمي عربي وإسلامي يثير القلق أكثر من الاقتحام ذاته.
السؤال الذي يجب أن نواجهه بصراحة: هل تسعى إسرائيل عن عمد إلى تفجير صدام ديني مفتوح في قلب القدس؟ وهل المطلوب إشعال مواجهة لا تُبقي ولا تذر مع أكثر من مليار ونصف مسلم؟
ردات الفعل حتى اللحظة جاءت باهتة لا تليق بحجم الحدث ، بيانات شجب معتادة ومواقف شكلية بينما يُنتهك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين على مرأى ومسمع من الجميع ، لا استدعاء لسفراء ولا تحركات على مستوى المنظمات الإقليمية ولا ضغط دولي حقيقي وكأنّ الأقصى ليس جزءاً من عقيدتنا ولا من ضميرنا الجمعي.
الاحتلال يراهن على الوقت وعلى ضعف الإرادة وعلى الانقسام العربي والإسلامي ليواصل مشروعه في تهويد القدس وفرض سيادته على المقدسات الإسلامية ، لكنه يُخطئ في تقدير مدى ارتباط الأمة بمقدساتها ومدى خطورة اللعب بالنار في قضية ذات طابع ديني وعقائدي.
نحن لا ندعو لحرب لكننا نحذّر من صمت قد يُقرأ كضوء أخضر ، القدس ليست مجرد مدينة والأقصى ليس حجارة هوية الأمة تمر من بواباته وكرامتها تُختبر في ساحاته ، والمطلوب اليوم موقف موحد حازم يرتقي لحجم الخطر ويعيد للاحتلال حساباته قبل أن تدخل المنطقة في دوامة لا يعرف أحد كيف ستنتهي.
التاريخ لا يرحم الصامتين ولا يُنصف من يساوم على المقدسات.

الاء النجار: حين يُذبح القلب تسع مرات

من النضال إلى الدبلوماسية: "المرأة الفلسطينية تصنع السياسة وتخاطب العالم"

لماذا كان التطبيع مع العدو؟

أهمية التحول الرقمي في البنوك الإسلامية البنك الإسلامي الفلسطيني نموذجاً

الوصية الحادية عشرة

حروب العشرية الثالثة (30)

جذر المأزق الفلسطينيّ
