
عيسى قراقع .. ونحن إليك نعتذر
بقلم : الأسير المحرر محمد النجار
رام الله - صدى نيوز - إنّ الرجولةَ لا تَنبُتُ إلّا في تربةِ المصاعب , و إنّ المخلصين لا يولدون إلا من رحم المعاناة .. و إنَّ القائد الذي يستثقِل أعباءَ النِضال و لا يُقَدِّس حياةَ العزةِ لن تُحفرَ ذكراهُ في وِجدان شعبه .
هكذا كان , مكتبه أرصفة الشوارع , و بوصلته بيوت الأسرى و المنسيين , و من زقاقِ بيتٍ إلى زقاق بيت , فلا حَرُّ الصيف يوقفه و لا بَرْدُ الشتاء يَمنعُه , من أنْ يُشارك الأهالي وقفاتهم و اعتصاماتهم .. و زيارة بيوتهم الحزينة دائماً أو التي بعودة أسيرها تفرح أحياناً .
قائد من صُنع الثورة , ليس من قادة الزيف و التسلق ولا من قادة الصُدَف , إنه قائد تَخَرّج من زنازين التحقيق و الشبح منتصراً برتبة قائد و بمرتبة الشرف و الطهر .
عيسى قراقع
إليك نعتذر , باسم عذابات أمهات الأسرى التي طأطأتَ رأسك لهنّ فقط و قَبَّلتَ أيديهن كأمك التي رحلت و أنت في خضم معاركك من أجل الأسرى والتي ربما غفلتَ عنها وأنت مع تلك الأمهات .
عيسى قراقع
إليك نعتذر, باسم الأسرى في مسلخ الرملة , باسم المتبورةِ أقدامهم و الخارجة أمعاؤهم خارج بطونهم بسبب سجنٍ مظلم و سجّان ظالم و خذلان الوطن لهم .. باسم معتصم و ناهض و السايح و الشاويش و نواجعة و موقدة و كل الأجساد الملقاة هناك على أسرة الحديد الصدئة , أولئك المعذبين هناك الذين كنت لهم نعم الاخ و خير السند .
عيسى قراقع
إليك وحدك نعتذر , باسم الأسرى في السجون , باسم أولئك القامات التي أرادها البعض صغيرة فكانت كبيرة , و أرادوا تغييبها عن وجدان الشعب فكانت تضحياتهم تسطر في دفاتر الأطفال , و لم تبخل عليهم بوقتك و جهدك للحديث عنهم و تذكير الناس بهم .
عيسى قراقع
إليك نعتذر , إليك نعتذر نحن معاشر الأسرى المحررين .. و أنت من وقفت معنا .. منذ لحظات اعتقالنا من البيوت , فلم تبخل بالسؤال عنا و عن أحوالنا و قراءة تقارير المحاميين للإطمئنان علينا , و عند الإفراج لا تبخل علينا بزيارة بيوتنا للسؤال عمن تركناهم خلفنا من أسرى منسيين في ذاكرة الكثير من القيادات , إلّا من ذاكرتك .
عيسى قراقع
تعتذر إليك الأسيرات المضطهدات و الأمهات المغيبات عن أطفالهنّ ,, في هشارون و تلموند , تعتذر إليك المحررات اللواتي كنت لهنّ أخاً كريماً معطاءً ..
عيسى قراقع
تعتذر إليك خيام التضامن في ميادين الضفة .. التي لم تفارقها يوماً , تأتيها صباحاً دون أن تشرب قهوة الصباح مع زوجتك , ولا تغادرها إلى مساءً ... فكنت شمسها و قمرها .
عيسى قراقع
نعتذر لك , نعتذر لابنتك أسيل , فقد أخذناك منها و انشغلت بنا عنها , فلتسامحينا يا أسيل و اغفري لأبيك الذي لم ينساك بل كان يعلم حجم تلك الأمانة , أمانة قضية الأسرى بهمومها و عذاباتها .. التي أشفق الجميع من حملها ,, فحملها هو وكان لها حارساً أمينا .
عيسى قراقع
تقبل أعذارنا , و اعلم أنك في قلوب الفقراء و المستضعفين و المنسيين و المعذبين و المقهورين , لن ننساك , فما قمت به محفورا في قلوبنا و عقولنا و تاريخنا .. فكما حُفرت خيانتهم للشرف في ذاكرة الكرامة , فمواقفك حُفرت في سجل العزة , و ذكرك بالخير دائم , و ذكرهم بكل شئ زائل ..
سلامٌ عليك , سلامٌ إليك .. و سلامٌ لرفيق دربك الثابت على ذات النهج قدروة فارس ..

هآرتس: ويتكوف وقع في "فخ" نتنياهو.. والحل في يد ترامب

أبو عبيدة: مستعدون للتعامل بإيجابية مع الصليب الأحمر لإدخال أطعمة وأدوية للأسرى الإسرائيلي...

نتنياهو يبحث الثلاثاء توسيع العمليات العسكرية بغزة

قائد منطقة القدس بشرطة الاحتلال يؤكد أن بن غفير يسعى لتسهيل شروط اقتحامات الأقصى بشكل كبير

استشهاد المعتقل الإداريّ أحمد سعيد صالح طزازعة في سجون الاحتلال

مسيرات في الضفة الغربية تضامنا مع غزة

النقب: إصابة 5 أشخاص بينهم طفلان وفتى بجريمتي إطلاق نار قرب أم بطين
