إطلاق مجموعة من المشاريع الاستراتيجية في أقصى شرق روسيا
عربي ودولي

إطلاق مجموعة من المشاريع الاستراتيجية في أقصى شرق روسيا

صدى نيوز - أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، عددا من المشاريع الجديدة في منطقة الشرق الأقصى، والتي تشمل منشآت صناعية ومالية واجتماعية وثقافية.

وافتتح الرئيس الروسي عبر تقنية الفيديو، سكة حديدية بين ياقوتيا وإقليم خاباروفسك، كما أعطى الضوء الأخضر لتشغيل مبنى ركاب جديد في مطار خاباروفسك.

وتأتي هذه الخطوة بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية والخدمية لهذه المنطقة الاستراتيجية.

سكة حديد "المحيط الهادئ"

وسكة الحديد هي سكة حديد "المحيط الهادئ"، وهي أول خط خاص في المنطقة، تم بناؤه في غابات الكثيفة في وقت قياسي لم يتجاوز العامين.

ويربط المسار، الذي يمتد لمسافة 531 كيلومترا، بين جمهورية ساخا (ياقوتيا) وإقليم خاباروفسك. تبلغ الطاقة الاستيعابية للخط 50 مليون طن من الفحم سنويا، يتم استخراجها من منجم إلغينسك للفحم.

ويشكل هذا الخط الشريان الحديدي الثالث الرئيسي في الشرق الأقصى، إلى جانب خطي سيبيريا الكبير وخط بايكال-أمور. كما يمثل مسارا لوجستيا جديدا ضمن الطريق العابر للحدود بين روسيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، مما سيمكن من تنويع تدفقات البضائع نحو الشرق ويضمن تطوير مشاريع واعدة لحقول الموارد الكبرى. كما يخلق الممر النقل واللوجستي الجديد فضاء مناسبا للتطوير طويل الأجل لصناعات الصلب والهندسة الميكانيكية والبناء وغيرها من القطاعات المرتبطة.

مركز متعدد الوسائط للنقل والخدمات اللوجستية

كما تم في الإقليم الانتهاء من بناء المرحلة الأولى لأكبر "ميناء جاف" في روسيا، وهو مركز متعدد الوسائط للنقل والخدمات اللوجستية. وسيعمل هذا المركز على تعزيز كفاءة الخدمات اللوجستية للسكك الحديدية والنقل البحري والطرق، كما سيعالج الميناء الجاف، الذي يبلغ طول مساراته أكثر من 100 كيلومتر، البضائع التصديرية والمحلية في حاويات، كما سيرسل ويعالج البضائع المستوردة.

وبالتوازي مع ذلك، اكتملت المرحلة الأولى من إعادة تأهيل جزء من الطريق السريع "أوسوري" الذي يربط بين خاباروفسك وفلاديفوستوك، ومن المقرر الانتهاء من المرحلة الثانية في نهاية فصل الخريف الحالي، حيث ستجعل إعادة التأهيل هذا الجزء الذي يبلغ طوله 15 كيلومترا أكثر أمانا.

ويعد طريق "أوسوري" الشارع الوحيد الذي يربط بين إقليمي خاباروفسك والإقليم، ويصل بين شبكة طرق الإقليم وشبكة الطرق الروسية العامة.

مبنى ركاب جديد في خاباروفسك

كما دخل مبنى الركاب الدولي الجديد في منطقة التنمية المتسارعة "خاباروفسك" الخدمة، بطاقة استيعابية تبلغ 600 مسافر في الساعة، ومصمم لخدمة ما يصل إلى مليون مسافر سنويا.

كما بلغ حجم الاستثمار في المشروع 6.1 مليار روبل. وبعد افتتاحه، أصبح مجمع المطار في خاباروفسك الأكبر في الشرق الأقصى.

وفي الإقليم، على الجزيرة، تم افتتاح المنصة التجريبية للمركز الابتكاري العلمي والتكنولوجي "روسكي".

هذا المجمع المكون من أربعة طوابق والبالغة مساحته الإجمالية أكثر من 7.6 ألف متر مربع، سيستضيف شركات عالية التقنية ومنظمات علمية في مجالات مثل الطب الحيوي والصيدلة والتكنولوجيا الحيوية البحرية والرقمنة.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن إيرادات المقيمين في المركز ستتجاوز 1.5 مليار روبل بحلول عام 2030. ويهدف المركز إلى أن يكون محورا موحدا للتنمية الابتكارية في الشرق الأقصى وناقلا لتسويق التطويرات الابتكارية، بدءا من المختبر ووصولا إلى الدفعة التجريبية.

مركز مالي

كما أشرف بوتين في فلاديفوستوك على افتتاح المركز المالي والحسابي الدولي للشرق الأقصى لتعزيز التعاون مع دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ينفذ هذا المشروع في إطار استراتيجية البنك لتطوير نظام عالي التقنية للمدفوعات العابرة للحدود عند إجراء عمليات التصدير والاستيراد، كنظام بديل للمدفوعات المصرفية التقليدية ومنيع ضد العقوبات المفروضة من الدول غير الصديقة. يستخدم المركز حلولا رقمية حديثة لضمان سرعة وسلامة المدفوعات. ومن المتوقع أن يساهم المشروع في تطوير العلاقات الاقتصادية الخارجية لروسيا مع الدول المجاورة، ويعزز دور الشرق الأقصى كمركز لوجستي ومالي بالغ الأهمية بين أوروبا وآسيا.

ومن المشاريع الاجتماعية البارزة، المستشفى الإقليمي الجديد في عاصمة الإقليم، الذي يتسع لـ 175 سريرا، كما هو مجهز بأحدث المعدات اللازمة لتقديم الرعاية الطبية عالية التقنية وإجراء العمليات الجراحية في 20 تخصصا، بما في ذلك أقسام جراحة الأعصاب وجراحة الوجه والفكين وجراحة الأنف والأذن والحنجرة، وهي الوحيدة من نوعها في الإقليم.

وفي مدينة أوسورييسك بمقاطعة بريمورسكي، تم تدشين متحف خاص بغابة الأوسوري، حيث أُعدت هذه المنصة لخدمة أهداف التوعية البيئية، إلى جانب عملها كبوابة استقبال للزوار الوافدين إلى المقاطعة من مختلف أنحاء روسيا والعالم.

ويتولى المتحف مهمة تهيئة السياح لاستكشافهم المستقبلي لمناطق الشرق الأقصى، حيث تقدم قاعاته الخمس رحلة معرفية شاملة عن بيئة المقاطعة وخصائصها الطبيعية، غامرة الزوار في عالم الغابات الكثيفة وكاشفة عن أوجه التوافق بين الإنسان والطبيعة.

وضمن جولته، قام الرئيس بوتين بزيارة الفرع الجديد للمركز الوطني "روسيا" في فلاديفوستوك، حيث خاض تجربة غابة رقمية تفاعلية شاهد خلالها نمور الأوسوري والنمور الفهدية النادرة المتوطنة في الشرق الأقصى عبر تقنيات محاكاة بصرية متطورة.

كما أثنى الرئيس بوتين خلال لقائه بمتدربي المركز العسكري الرياضي للإعداد الشبابي والتوعية الوطنية "المحارب"، على المستوى التعليمي المتميز في أكاديمية كيروف العسكرية الطبية في سانت بطرسبرغ، مشيدا بكفاءة الهيئة التدريسية والنهضة التنموية التي تشهدها الجامعة.

وجاء ذلك بعد أن أعربت إحدى المتدربات عن نيتها الالتحاق بالأكاديمية، واصفا إياها بأنها "واحدة من أعرق المؤسسات التعليمية التي تشهد تطورا ملحوظا، وتتمتع بإرث أكاديمي متميز وهيئة تدريسية مؤهلة، مما يجعلها خيارا تعليميا ممتازا".

وانطلقت أمس في مدينة فلاديفوستوك بالشرق الأقصى الروسي فعاليات منتدى الشرق الاقتصادي في نسخته العاشرة، بمشاركة دولية ومحلية واسعة، تحت شعار "الشرق الأقصى.. التعاون من أجل السلام والازدهار". وتستمر أنشطة المنتدى حتى 6 من سبتمبر الجاري، حيث تستضيف جامعة الشرق الأقصى فعاليات هذه الدورة في مقرها الرئيسي.

المصدر: RT