أزمة المياه في رام الله تثير موجة من الاستياء الشعبي والدعوات لإصلاح جذري
أهم الأخبار

أزمة المياه في رام الله تثير موجة من الاستياء الشعبي والدعوات لإصلاح جذري

متابعة صدى نيوز: فتحت بلدية رام الله باب النقاش أمام المواطنين حول أزمة المياه المتفاقمة في المدينة، عبر منشور على صفحتها الرسمية في موقع "فيسبوك"، دعت فيه الأهالي إلى طرح ملاحظاتهم واستفساراتهم تمهيدا لعرضها على مصلحة مياه محافظة القدس خلال برنامج "رام الله تشات" الذي يُبث عبر تلفزيون "وين ع رام الله"، بكونها الجهة المسؤولة عن توزيع المياه في محافظة رام الله والبيرة، لكن سرعان ما تحولت التعليقات إلى ساحة للتعبير عن الغضب الشعبي، إذ جاءت غالبيتها سلبية، مشبعة بالاستياء من الواقع المائي المتردي، ومطالبة بإصلاحات عاجلة تشمل البنية التحتية، آليات التوزيع، وضمان العدالة في ضخ المياه بين المناطق.

ردود فعل غاضبة ومطالبات بالإصلاح

انهالت التعليقات من المواطنين، معبرين عن استيائهم من سوء توزيع المياه، ضعف الضخ، وتكرار الانقطاعات، مطالبين بحلول عملية تضمن العدالة في التوزيع وتحسين البنية التحتية.

ومن أبرز المقترحات التي وردت من تعليقات المواطنين ورصدتها صدى نيوز: "بناء خزانات مركزية لتجميع مياه الأمطار بدلا من تركها تغرق الشوارع في فصل الشتاء، وكذلك معالجة الفاقد في شبكة المياه وتحسين كفاءة التوزيع".

وأيضاً: "تعديل شروط تراخيص البناء لتشترط وجود آبار لتجميع مياه الأمطار في كل مبنى، وإعادة تأهيل الشبكات القديمة وتوزيع خطوط المياه بشكل عادل بين الأحياء".

شكاوى من مناطق متضررة

أشار مواطنون من مناطق مختلفة إلى معاناتهم المستمرة، منها: شارع "حنا نقارة" الذي يعاني من ضعف ضغط المياه منذ عام، ما يمنع وصولها إلى الطوابق العليا.

وكذلك "شارع الشقرة" قرب مدرسة عزيز شاهين، حيث اشتكى السكان من تغيير جدول ضخ المياه، ما أدى إلى تقليص أيام التوصيل، مع ضعف شديد في الكمية، رغم تقديمهم شكاوى متكررة دون استجابة.

وأيضاً منطقة الطيرة، فقد أشار أحد المواطنين إلى أن العمارات ذات المنسوب المنخفض تستفيد أكثر من الضخ، بينما تُحرم المناطق المرتفعة، مطالبا بتركيب منظمات ضخ لضمان التوزيع العادل.

ولفت أحد المواطنين إلى أن مساحة محافظة رام الله تبلغ 844 كم مربع، ومعدل سقوط الأمطار يصل إلى 650 ملم سنويا، ما يعني أن كمية المياه المتاحة كافية لتلبية الحاجة وأكثر. وأكد أن المسؤولية لا تقع على المواطن الذي يدفع الضرائب، بل على الجهات المختصة من مصلحة المياه وسلطة المياه والبلديات، داعيا إلى محاسبة المقصرين أو تنحيهم لصالح من يستطيع إيجاد حلول.

صرخة شعبية: المياه حق وليست رفاهية

عبّر مواطنون عن شعورهم بالإحباط، واصفين أزمة المياه بأنها "مأساة يومية"، حيث تصل المياه لبعض المناطق بانتظام، بينما تُحرم أخرى لأيام طويلة، بل إن بعض البيوت المرتفعة لا تصلها المياه إطلاقا، كما أشاروا إلى أن المياه حين تصل لا تكون دائما نظيفة، مؤكدين أن "الماء حق أساسي لكل إنسان، ويجب إيجاد حل جذري وعادل للجميع".

وكما رصدت صدى نيوز، كتب أحد المواطنين سلسلة من الأسئلة التي تعكس حجم الغضب الشعبي: "لماذا تصل المياه لبعض المناطق 3 أو 4 أيام أسبوعيا، بينما مناطق أخرى لا تصلها إلا مرة كل أسبوعين؟ وماذا يفعل من لا تكفيه كمية المياه لتعبئة خزاناته؟ وهل يقبل مدير عام المصلحة أن يعيش في نفس الظروف لو كانت المياه تصل منزله بهذه الوتيرة؟".

أزمة المياه في رام الله لم تعد مجرد خلل فني أو إداري، بل تحولت إلى قضية رأي عام تتطلب تدخلا عاجلا من الجهات المختصة، وتنسيقا جادا بين البلديات ومؤسسات الحكم المحلي، لضمان حق المواطنين في الحصول على المياه بشكل عادل وكافٍ، بعيدا عن التمييز الجغرافي أو التقصير المؤسسي.