يديعوت أحرونوت: خلافات داخل الجيش الإسرائيلي بسبب ارتفاع أعداد "الضحايا المدنيين" بغزة
تقارير مميزة

يديعوت أحرونوت: خلافات داخل الجيش الإسرائيلي بسبب ارتفاع أعداد "الضحايا المدنيين" بغزة

ترجمة صدى نيوز - يظهر تقرير نشر في صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، الجمعة، اعترافًا واضحًا من الجيش الإسرائيلي بالتسبب بقتل المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة بشكل كبير.

وبحسب التقرير، كما ترجمت صدى نيوز، فإنه تم إلغاء اجتماع بين قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي يانيف آسور، وقائد سلاح الجو تومر بار، على خلفية التوتر بين الجهتين على خلفية التسبب بقتل مزيد من المدنيين الأبرياء داخل قطاع غزة.

ويصف الجيش الإسرائيلي هذه الأحداث بأنها "أضرار جانبية".

ووفقًا للصحيفة، فإن من يقود العمليات بشكل أساسي هو قائد المنطقة الجنوبية، ويتم اختيار الأهداف نتيجة لحاجة عملياتية فورية، أو من خلال معلومات استخباراتية قادمة من الشاباك أو المخابرات العسكرية، في حين أن القوة الجوية هي التي تحدد طبيعة الهجوم والتسليح اللازم لمهاجمته.

وبينت أنه في الشهرين الأخيرين، تزايدت مشاعر الاستياء داخل القوات الجوية تجاه القيادة الجنوبية، بسبب زيادة عدد المدنيين الفلسطينيين الذين قتلوا في بعض الهجمات منذ استئناف العمليات في الثامن عشر من مارس الماضي.

وذكرت أن التوترات وصلت إلى مستويات عالية لدرجة أن قائد سلاح الجو الإسرائيلي أعطى منذ أسبوع، موافقته الشخصية على كل هجوم ينفذه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وأبلغ الطيارين برسالة: "قد لا تثقون ببعض الأشخاص في الجيش، ولكن ثقوا بي. وسأكون حارسًا هنا للتأكد من أن أفعالنا تتوافق مع قيمنا .. إن الأمر لا يتعلق فقط بالقيم، بل بالاحترافية. إن أي موقف ينجم عنه أضرار جانبية تتجاوز ما هو متوقع يشكل احتمالاً خطيراً يهدد حياة الرهائن". 

وتقول الصحيفة: إليكم ما حدث خلال الشهرين الماضيين، ينهي الطيارون الهجوم بعد إعطائهم تقديرات معينة للأضرار الجانبية، واحتمالية مقتل مدنيين غير مشاركين في الهجوم على الهدف العسكري. ثم يفتحون هواتفهم ويكتشفون أرقامًا مختلفة تمامًا. أعلى بكثير.

ونقلت الصحيفة عن ضباط كبار في سلاح الجو الإسرائيلي قولهم: يحاول سلاح الجو التحقيق بأثر رجعي، لكنه لا يحصل على تعاون كاف من الجيش.

ويدعي أحد الضباط الكبار أنه لا يوجد مشكلة في التعاون بالهجمات، لكن الخلاف "أخلاقي"، وعدم فتح تحقيقات في تلك الحوادث يثير الشكوك بين الضباط.

ما الذي تغير؟

تتساءل الصحيفة عن التغير الذي قد يكون طرأ بعد 18 شهرًا من الحرب التي قتل فيها آلاف المدنيين الغزيين، وهل فجأة استيقظت القوات الجوية؟!.

يقول أحد الضباط: الشعور السائد في القوات الجوية وأجزاء من الاستخبارات العسكرية هو أن هناك تغييراً نحو الأسوأ، ويعزون ذلك إلى استئناف العمليات بغزة، وإلى الاستنزاف وانخفاض عدد الأهداف النوعية، وكذلك إلى دخول القائد الجديد للقيادة، اللواء يانيف آسور في منصبه كقائد للمنطقة الجنوبية.

وتقول الصحيفة إن الهجمات أصبحت أكثر عدوانية والاهتمام بقتل المدنيين قد انخفض، وأن النتائح العملياتية لا تتحسن نتيجة لذلك، يضاف إلى ذلك تصريحات وزير المالية بتسلئيل سموتريتش حول أهداف الحرب، وعدم إعطاء الأولوية لإعادة المختطفين.

وتؤكد الصحيفة: هناك شعور في الجيش الإسرائيلي بتآكل قيم القتال، وهو أمر لا يمكن إنكاره، وهذا يشعر كبار المسؤولين في الجيش بالقلق، ويزيد هذا القلق لدى الطيارين في حال طلب منهم تنفيذ خطة احتلال غزة بالكامل وهو ما قد يكون له عواقب وخيمة على مصير المختطفين.