هربوا من البعبع الإيراني فسقطوا في فم الغول الإسرائيلي
رئيس التحرير

هربوا من البعبع الإيراني فسقطوا في فم الغول الإسرائيلي

كتب رئيس التحرير: "عذر أقبح من ذنب" هذا ما يُمكن أن توصف به حجة الخليجيين الذين هرولوا إلى حضن إسرائيل بدعوى الخوف من البعبع الإيراني، لقد هرب قادة الخليج من ذئبٍ ودخلوا جحر دُب! 

انكشاف الأنظمة العربية في الخليج وعدم حصولها على الشرعية اللازمة لتمتين حكمهم من الداخل دفعهم إلى طلب العون من الخارج، فكانت أمريكا هي المحطة الأولى التي دفع الخليج مليارات الدولارات ثمناً للبقاء فيها والاختباء تحت ظل البيت الأبيض، لينتقلوا بعد ذلك إلى حضن نتنياهو بعد تهديدات أمريكية متوالية بكشف الغطاء عنهم وتعريتهم أمنياً.

يتنقل قادة العرب في الخليج وبعض العواصم العربية من حضنٍ أجنبي إلى آخر، دون أن يفكروا مرة واحدة في احتضان بعضهم وخلق منظومة أمنٍ عربية يحتمون بها وتكون حاجز صد أمام أي تهديد إيراني أو إسرائيلي أو أمريكي أو غربي، وليس غريباً عليهم هذا التصرف إذا علمنا أن وجودهم أصلاً مرهون بالرضا الأمريكي.

وصل الصلف الأمريكي إلى حد تهديد قادة الخليج وبينهم الملك سلمان، حين قال له ترامب إنه لن يستطيع الوصول بطائرته إلى الرياض إذا تخلت أمريكا عنهم (في إشارة إلى إيران)!

فهل حقاً إيران بُعبُع يُخيف الخليج؟ هل مارست إيران على مدى تاريخها الحديث بعد الثورة الخمينية أي تهديد لدول الخليج؟ وإذا كانت بعبعاً يرعب أمريكا والخليج لماذا قامت أمريكا بدك وتدمير الأنظمة التي كانت تحكم شرقها وغربها (أفغانسات والعراق) تاركة إيران تفعل ما يحلو لها؟ أم أن أمريكا تريد لإيران أن تكون بعبعاً يُرعب ملوك الخليج حتى يهرولوا للاحتماء في حضن واشنطن؟

هل فكر العرب يوماً وقارنوا الخطر الإيراني بالخطر الإسرائيلي؟ هل تحتل إيران أولى القبلتين للمسلمين؟ هل تحتل بلداً عربياً وتذبح سكانه وتهجرهم؟

على افتراض وجود خطر إيراني على الخليج وقياداته، هل يظن عُربان الصحراء أن إسرائيل ستحميهم وهي التي لم تحمِ ظهرها من ضربات فصائل مقاومة صغيرة في قطاع غزة وجنوب لبنان. "فاقد الشيء لا يُعطيه"، إسرائيل أصلاً ليست آمنة، فكيف تعطي الأمان لغيرها!!

تريد إسرائيل وأمريكا الآن نقل المعركة مع إيران إلى الساحة الخليجية، وستكون دول الخليج مسرحاً لأي حرب أو توتر بين تل أبيب وواشنطن وطهران، وسيدفع الخليجيون نفطهم ودمهم وأرضهم ثمناً لأي حرب مقبلة، وسيعيد التاريخ نفسه، سيضع الإسرائيلي رجلاً على الأخرى ويتفرج، وسيشغل الأمريكي مصانع أسلحته لبيعها لعرب الصحراء حتى ينحروا بعضهم ويقاتلوا الإيرانيين!

لا يزال حوالي 60 ألف جندي أمريكي يتمركزون في منطقة الخليج العربي، بما في ذلك البحرين مقر قيادة الأسطول البحري الأمريكي الخامس، وفي قاعدة العديد في دولة قطر التي تعد الأكبر في الشرق الأوسط وهذا العدد لوحده غير كاف لمواجهة ايران، وبالنسبة لأمريكا فإن خسارة ايران او دول الخليج مكسب لها ولإسرائيل وكما يقول المثل "لحم كلاب بملوخية".

المبعوث الأميركي الخاص بإيران "برايان هوك" قال إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تريد نهاية للشرخ الخليجي، بين قطر والسعودية داعيا دول الخليج إلى الوحدة مع بعضهم ومع إسرائيل من جديد لمواجهة ما وصفه بالعدوان الإيراني في المنطقة، جاء ذلك في إطار زيارة شرق أوسطية قام بها العام الماضي ودعى إلى تمديد حظر السلاح عن إيران وبالتالي ظهر للجميع ان امريكا استخدمت عدة أمور لتوريط حكام الخليج بحرب ستحرق الاخضر واليابس وخاصة ان ايران لن تصمت على تواجد قواعد إسرائيلية في الامارات او غيرها دون رد.

إسرائيل ستستغل ذلك اقتصاديا من خلال جلب استثمارات خليجية لإسرائيل وكذلك الاستثمار داخل دول الخليج، وفي كِلتا الحالتين فإن المكسب سيظل إسرائيلياً، وسيصبح تحقيق حُلم الصهيونية بإقامة دولتهم من النيل للفرات سهل المنال.

البعبع الايراني خطره واضح، متمثلاً باستمرار احتلال جزر إماراتية، ولا أطماع اخرى له وان كانت فهي مستحيلة، ومنطقة الخليج تعد حتى اللحظة محمية أمريكية، رغم تضاؤل الاهتمام بها لوجود ملفات أخرى على الساحة الدولية، وبسبب سياسة ترامب الرامية إلى إنهاء التدخلات المكلفة، لكن ادخال الغول الإسرائيلي سيدفعه لابتلاع الخليج ودوله وستكون درعه من الخطر الايراني، وستمكنه من سرعة الرد وبالعمق الايراني.

ستستخدم إسرائيل الحلف العربي معهم سيفاً على رقاب الفلسطينيين وتستقوي عليهم، بل وستمنع اي دولة منهم للتصويت ضدها وضد جرائمها في مجلس الأمن والجمعية العامة كما نصت على ذلك صفقة القرن، والنتيجة الخاسر الأكبر هي الأمة العربية والتي ستخسر من مالها ودماء أبنائها وستخوض معارك عدوها ولن يكون بمقدورها إلا السمع والطاعة!