
عندما يتحدث الصمت!؟
عندما يتحدث الصمت، تتزاحم الحروف لتشكل كلمات متقاطعة غير منتظمة ، تنطلق همسات تطرق جدران قلوب لم تعد تتسع لمزيد من ضجيج حياة بات يعيشها الوف مؤلفة منذ زمن يطول أمده مع الايام ، قلوب تحجرت لمآلات حياة شعب بات قطيعا ، تائه ما بين شأن عام متعثر ، وشأن خاص مبعثر !! صمت عندما يتحدث ، يدوي صوته عسى ان يخترق آذان صماء ، ولكن دون أن تجدي نفعا ، او تستمع لما يعانيه هذا القطيع التائه ، صمت بات يُكتب عبارات بحبر من دم ينزف يوميا دون توقف ، على أمل ان يجد من يوقف نزيفه !!
فهل الصمت هو نهاية المطاف ، بعد محاولات كثيرة بإخبارهم ما لم يفهموه ، حينما خرج الصمت عن صمته ؟ أم سيتبعه كيا لاجل علاج ؟ أم سيبقى الصمت سيد الموقف امام عدم الاكتراث بأمر ألشأن العام؟
هي أسئلة يتبادلها يوميا رواد وسائل التواصل الاجتماعي خاصة مجموعات الواتس آب والانستغرام ، واخرى ، مجموعات غالبية أعضاؤها يشتكرون بالظروف والمعطيات في ذات الدائرة ، فهل ستسطيع هذه المجموعات احسان استغلال وسائل التواصل الاجتماعي والتي ما هي الا عبارة عن صمت يتحدث ، لاحداث التغيير المطلوب ، والخروج من دائرة العصف الذهني وصولا الى اشعال الرأي العام ودفعه الى تحرك ، وتسمع هذه المجموعات صوتها لتخترق ألآذان الصماء ، ام ستتمترس في اطار العصف الذهني فقط وتبادل الافاكار فقط فيما بينها ، وربما يتخلل هذا التبادل الرح وكثرة الانين ، ما يجعلها لا تعدو اكثر من زوبعة في فنجان !!
من دون شك أن وسائل التواصل الاجتماعي لوحدها لا تشكل العامل الأساس للتغيير في المجتمع ، لكن يمكن ان تصبح عاملا مهما في ادراك الحقيقة المؤلمة ، وتكوين حقيقة اخرى تتوائم ومتطلبات الحياة التي تنشدها الجماهير ، وذلك عن طريق بناء وتكوين الوعي اولا ، وصولا الى المساهمة بشكل مؤثر في احداث التغييرالمطلوب .
تجارب سابقة في محيطنا ومن حولنا أكدت اهمية مواقع التواصل الاجتماعي ، ومنها ما نجح الى حد التأثير في قلب أنظمة حكم في عدد من الاقطار ، من خلال توفير منصة للتعبير عن الرأي وتنظيم الاحتجاجات وزيادة الوعي السياسي وتعبئة الجماهير لمقاومة الظلم والانقلاب عليه مهما بلغ بطش الظالم ، وذلك بعدما نجحت مواقع التواصل الاجتماعي في تجاوز الاطر التقليدية وخاصة الاعلام الرسمي التقليدي ، وتمكين المواطنين من المشاركة في رسم خارطة طريق جديدة دالة على اجواء ايجابية جديدة ينشدونها .
وطالما احدثت مواقع التواصل الاجتماعي تحولا جوهريا في البيئة السياسية ، ولم يقتصر دورها على التفاعل بين النشيطين من ارباب العمل الوطني والسياسي ، والوصول الى المعلومات والحصول عليها ، بل اسُتخدمت ايضا لترجيح كفة من سيتبوء سدة الهرم .
الحقيقة التي يجب ان يدركها الجميع ، انه لاحداث التغيير المطلوب ، يجب ان يسبق ذلك تغيير في الذهنيات والعقليات اولا ، لاجل تعزيز ارادة مترددة تخشى عواقب تلاحقها فيما بعد ، لان الارادة هي القادرة على صنع التغيير ، وما ثورة الانترنت وما نتج عنها من تفرعات كوسائل التواصل الاجتماعي الا حافزا للتعزيز ، ولكن شريطة توظيفها بشكل ايجابي يسفر عن خطوات عملية تتجاوز العصف الذهني والتفريغ العاطفي .
واثبتت وسائل التواصل الاجتماعي عندما تخرج من دائرة الصمت ، عن نجاعتها في معالجة تجاهل اولي الامر واجبارهم على ايجاد حلول ولو جزئية لكنها تخفف من حدة المعاناة ، بعد تفاعل الجمهور وطرح المواضيع التي تهم حياتهم اليومية وجعلها قضية رأي عام .
لذلك فان قادة الرأي وارباب وسائل التواصل الاجتماعي ، مدعون الى توظيف فكرهم والبحث عن آليات تمريره الى عقول الاخرين ، والخروج من دائرة الثرثرة الى دائرة الفعل المؤثر ، واسقاط تجارب من سبقنا من حولنا على احوالنا المهترئة ، والشروع بتوعية مكثفة لايقاظ الجماهير العريضة من سباتها ، وان لزم تدعيم الامر باتصالات وجاهية ، والدفع والضغط باتجاه المطالبة بتحسين ايقاع الحياة بكافة جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، لملىء فراغ تعجز او تتقاعس عن ملئه الادوات الموجودة ، والتوعية بكيفية التعامل مع اشكاليات محتملة قد تحدث مع رافضي التغيير والتحركات المضادة ، والمستفيدين من ديمومة الوضع الراهن المترهل ، والذي لا يخدم سوى فئة ، هي قليلة ومكشوفة ، لكن لغياب الاغلبية الصامتة ، فانها تهيمن على صنع القرار ، وتجني منه امتيازات ، في اغلبها غير مشروعة وغير شرعية وبعيدة عن آهات وأنين الجماهير .

فرانشيسكا ألبانيزا: ضمير العدالة في وجه إبادة “نتنياهو-ترامب"

واقع ومستقبل سوق العمل في فلسطين

بيرزيت… حيث نصبح نحن

كفرمالك بالأمس واليوم سنجل..

نحو تحرير التربية من التوجيهي: من الحبس الأحادي إلى التمكين الجماعي

حين تُقصف غزة باسم ذكرى الضحايا: الصهيونية لا تُمثّل اليهود… بل تُسيء إليهم

وضع وضيع يقوده وضيعون
