وضع وضيع يقوده وضيعون

الكاتب: حافظ البرغوثي

كيف ترى الوضع ؟ هذا السؤال  تسمعه يوميا من عدة سائلين فإما إن تجيب بشتيمة كبرى للوضع على غرار زفت وزبالة او صرماية قديمة  او تصمت نافثا هواء ساخنا من منخريك.لأن السائل يدرك سلفا انن في وضع مقلعط. فلا احد يستطيع توصيف الوضع حاليا تجد عزاء قرب  عرس ، وتجد شبعانا قرب جائع ،وتجد مسكينا قرب متخم ، وتجد من يرفع علامة النصر طالما لم يمسسه ضر ،وتجد من هو باكيا على ما آلت اليه مواضيعنا الوضيعة . فنحن شعب الجبارين يقول لك ذاك ولكنه مع وقف التنفيذ عند الحاجة  الم تر الناس على محطة بنزين عندما سرت شائعة عن فقدانه كيف تباطحوا في المحطات !الم ترانا في ازمة المرور نتقاذف الشتائم كما البرغل !الم تلمس انك عندما تطلب لمة لعائلة محتاجة كيف ترتجف ايادي من تجلس معهم خشية ان يكسروا ناموس بخلاء الجاحظ !الم تشاهد كيف يسخرون ممن ضحى مقاتلا وبقي حيا. انه النفاق يا سادة او الشيزوفرينيا السياسية فنحن في الأغلب منافقون وكذابون والكذب ابو الكبائر  ومن يكذب هو اول من يتطوع الى ادارة مدنية ان انهارت السلطة  كم كان يفعل بعضهم ايام  الاحتلال  ويرفسون باب الحاكم العسكري باقدامهم ويدخلون ونجد بعضهم الآن يرفسون اوسع الابواب بالاقدام نفسها . وضع وضيع لا نعيشه نحن رغم وضاعته بل يعيشه  عالما العربي المضغوط بالقمع  والطاعة للحكام ابناء عم قديم الاصنام بل العالم اجمع يعيش وضاعة مبرمجة بقادته المحشورين في كعب حذاء  اللوبي الصهيوني. فكيف تتصور عالما يقوده مغتصب ومهووس  قاصرات وكذاب ونصاب وفاحش ويبول في سرواله ولا ينظف مؤخرته بشطافة ويجهل الجغرافيا والتاريخ محاط بروبوتات مليارية من النصابين والمخادعين لا بد ان يكون عالما منحطا وضيعا دنيئا اقل وسخا  من سكان البيت الابيض الأوسخ .  

وضعنا غير سوي ولن ينصلح في المدى المنظور ان قدر لنا ان نبقى واشك في هذا .فلن يقنعني احد ان الاحتلال الذي كان يعرف اين ينام قادة ايران وحزب الله وامكنة اجتماعهم ومنازل المسؤولين ومخابىء الصواريخ والمستودعات   وخط سير اي مسؤول ونوع سيارته  واسمه لم يعرفوا سطرا عن طوفان الاقصى الذي بدأ التخطيط له سنة 2018. ولماذا غضوا الطرف عنه  ولماذا سقط النظام السوري خلال ايام دون مقاومة . اسئلة تحتاج الى وقفة لاحقة.