لبنان: اعتراض الدروز راجمة صواريخ حزب الله يستفزّ أنصار المقاومة
أهم الأخبار

لبنان: اعتراض الدروز راجمة صواريخ حزب الله يستفزّ أنصار المقاومة

صدى نيوز - إذا كان إطلاق حزب الله صواريخ على مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا اكتسب أهمية نظراً لرفضه تغيير قواعد الاشتباك التي خرقتها إسرائيل بشنّ طيرانها الحربي غارتين فجر الخميس على مواقع داخل الأراضي اللبنانية، فإن ما إكتسب أهمية مضاعفة هو تصدّي أهالي بلدة شويّا الدرزية لعناصر حزب الله الذين استخدموا منطقتهم لإطلاق الصواريخ، ما دفع الأهالي الغاضبين والخائفين من رد الفعل الإسرائيلي على منطقتهم إلى اعتراض الشاحنة التي تحمل راجمة الصواريخ وإلى توقيف سيارة رباعية الدفع بداخلها عناصر من الحزب، قبل أن يتدخّل الجيش اللبناني ويتسلّم الراجمة والعناصر الحزبية الأربعة.

غير أنه في مقابل ردة الفعل الشعبية الغاضبة، سعت القيادات الدرزية إلى عدم افتعال إشكال مع قيادة حزب الله وإدخال منطقة حاصبيا ومعها كل الجبل في خلاف كبير مع الحزب. فكان موقف فوري من رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان داعم لمقاومة حزب الله، وقد غرّد عبر “تويتر”: “العدوان على الجنوب والذي لم يحصل مثله منذ تموز 2006 يظهر نيّة لدى العدو بتغيير قواعد الاشتباك، ويعطي الحق للبنان وجيشه ومقاومته بالدفاع عن أرضه وسيادته وبالرد على كل ضربة بمثلها وأكثر”. وختم “لا يعتقدنّ أحد أن بإمكانه ليّ ذراع المقاومة بعد اليوم”.

وعلى غرار أرسلان فعل الوزير السابق وئام وهّاب الذي صدر عن حزبه حزب التوحيد العربي بيان استنكر”العدوان الإسرائيلي على الجنوب، والذي يظهر مرة جديدة نية العدو في الإعتداء على سيادة لبنان وتهديد أمنه واستقراره”.وأكد البيان “الوقوف إلى جانب المقاومة في الدفاع عن أرضنا وكرامتنا، واضعين جميع إمكاناتنا بتصرّف المقاومين في هذه الظروف الصعبة، التي تتطلب من جميع اللبنانيين رص الصفوف لصد العدوان الإسرائيلي الغاشم”.

من جهته، فإن الزعيم الدرزي الأبرز رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط دعا إلى التهدئة وغرّد عبر “تويتر” “بعد الذي حدث في الجنوب وفي شويا بالتحديد نتمنى أن نخرج جميعاً من هذا الجو الموتور على التواصل الاجتماعي وأن نحكّم العقل ونعتمد الموضوعية في التخاطب بعيداً عن التشنج”.

ولكن على الرغم من مساعي القيادة الدرزية فإن مناصرين لحزب الله قاموا بردة فعل ضد مواطنين دروز يعملون بشكل يومي في مناطق شيعية. وانتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لشبّان شيعة يطردون مواطنين من الطائفة الدرزية يبيعون إنتاجهم من التين والصبّير في حارة صيدا.

هذا الأمر دفع بأرسلان إلى إصدار موقف جديد يعتبر فيه أن” الحملات التي يطلقها البعض ضد ما جرى في بلدة شويا وردود الفعل الحاصلة إن كان على الأرض أو على مواقع التواصل لا تخدم مصلحة أحد على الإطلاق”، وأكد أن “المطلوب التكاتف والكفّ عن التحريض والاستفزاز لمواجهة العدوان الإسرائيلي السافر على لبنان موحدين ومتحدين”.

وكان حزب الله حاول التخفيف من النقمة على إطلاق الصواريخ من بين المنازل في محيط شويا، فأوضح أنه ” استهدف محيط مواقع العدو الإسرائيلي في مزارع شبعا بصليات صاروخية من مناطق حرجية بعيدة تمامًا عن المناطق السكنية، حفاظًا على أمن المواطنين”، وقال” لدى عودة المقاومين من عملهم وأثناء مرورهم بمنطقة شويا في قضاء حاصبيا، أقدم عدد من المواطنين على اعتراضهم”، وأكد” أن المقاومة الإسلامية، كانت ولا تزال وستبقى، من أحرص الناس على أهلها وعدم تعريضهم لأي أذى خلال عملها المقاوم، وهي التي تدفع الدماء الزكية من شبابها لتحافظ على أمن لبنان ومواطنيه”.