فيتامين C أم فيتامين D.. أيهما الأفضل لدعم المناعة وفق الدراسات الحديثة؟
منوعات

فيتامين C أم فيتامين D.. أيهما الأفضل لدعم المناعة وفق الدراسات الحديثة؟

صدى نيوز - يدعم كلٌّ من فيتامين C وفيتامين D جهاز المناعة، لكن كلًّا منهما يفعل ذلك بطريقة مختلفة. ومع دخول موسم نزلات البرد والإنفلونزا، يعود هذان الفيتامينان إلى الواجهة كخيارين شائعين لتعزيز المناعة. غير أن تأثير كل منهما يعتمد إلى حد كبير على مستوياتك الحالية في الجسم، فقد يكون أحدهما أكثر أهمية من الآخر في حمايتك من العدوى.

فيتامين C ودوره في دعم خلايا الدم البيضاء

يُعد فيتامين C من أشهر المكملات الداعمة للمناعة، وتبدأ فوائده على مستوى الخلايا. فهو مضاد قوي للأكسدة، ما يساعد على حماية الخلايا من التلف وقد يساهم في الوقاية من بعض الأمراض، وفقا لموقع "verywellhealth".

داخل الجسم، يعمل فيتامين C على تعزيز استجابة خلايا الدم البيضاء عند التعرض للفيروسات، حماية الأنسجة من الإجهاد التأكسدي الناتج عن تفاعل الجهاز المناعي، ودعم صحة الجلد وإنتاج الكولاجين، ما يقوي خط الدفاع الأول للجسم ضد الجراثيم.

ورغم هذه الأدوار، لا يشكّل فيتامين C درعًا سحريًا يمنع الإصابة بالمرض. فالأبحاث تشير إلى أنه لا يمنع نزلات البرد لدى معظم الأشخاص، لكنه قد يخفف حدة الأعراض ويقصّر مدة المرض عند تناوله بانتظام، وليس فقط بعد ظهور الأعراض.

يحتاج معظم البالغين إلى نحو 75–90 مليغرامًا يوميًا من فيتامين C من الغذاء، في حين تستخدم دراسات دعم المناعة جرعات تتراوح بين 200 و500 مليغرام يوميًا. ونظرًا لأن نقص فيتامين C نادر نسبيًا، فإن الجرعات العالية قد لا تقدم فائدة إضافية، وقد تسبب اضطرابات في المعدة.

فيتامين D ودوره في استجابة الجسم للفيروسات

يلعب فيتامين D دورًا مختلفًا؛ إذ يعمل أشبه بـ"المرسال" الذي يوجّه الجهاز المناعي لكيفية أداء مهامه. فمستوياته الكافية تساعد الخلايا المناعية على التعرف على الفيروسات والتعامل معها، وتقلل الالتهابات، وتدعم صحة الجهاز التنفسي.

وتظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين D أكثر عرضة للإصابة بالعدوى التنفسية. ولهؤلاء، قد يساهم تناول المكملات بانتظام في تقليل هذا الخطر، خصوصًا خلال فصل الشتاء أو لدى من لا يتعرضون لأشعة الشمس بشكل كافٍ.

تتراوح الاحتياجات اليومية لمعظم البالغين بين 600 و800 وحدة دولية، إلا أن كثيرين لا يحققون هذا المستوى، ما يدفع بعض الأطباء إلى التوصية بجرعات أعلى بناءً على تحاليل الدم. وعلى عكس فيتامين C، يصعب الحصول على كميات كافية من فيتامين D من الغذاء وحده، ما يجعل التعرض للشمس أو المكملات أمرًا ضروريًا.

أيهما أفضل للمناعة: فيتامين C أم فيتامين D؟

تشير الدراسات إلى أن كليهما يساهم في دعم المناعة، لكن بآليات مختلفة، ولا يمكن القول إن أحدهما أفضل من الآخر على الإطلاق.

فيتامين D يدعم كفاءة الجهاز المناعي بشكل عام وقد يقلل خطر الإصابة ببعض العدوى، خاصة لدى من يعانون نقصًا فيه.

فيتامين C يدعم نشاط الخلايا المناعية وقد يساعد في تقليل شدة أعراض نزلات البرد ومدتها.

الحصول على كميات كافية من الفيتامينين معًا ضروري للحفاظ على جهاز مناعي يعمل بكفاءة.

كيف ومتى يُنصح بتناول فيتامين C أم فيتامين D؟

يكون تأثير الفيتامينين أفضل عند تناولهما بانتظام، وليس فقط بعد ظهور الأعراض.

فيتامين D يعمل تدريجيًا على المدى الطويل ولا يُعد علاجًا بعد الإصابة، لذلك يُنصح بالحفاظ على مستوياته طوال العام. أما فيتامين C، فقد يقدم دعمًا محدودًا أثناء نزلات البرد، لكنه يكون أكثر فاعلية عند تناوله بانتظام.

يلجأ كثيرون إلى تناول فيتامين D خلال الخريف والشتاء مع انخفاض التعرض للشمس وزيادة انتشار الأمراض التنفسية. أما فيتامين C، فغالبًا لا يكون ضروريًا كمكمل لأن معظم الناس يحصلون على كفايتهم منه عبر الغذاء. ويمكن تناول الفيتامينين معًا بأمان، إذ لا يتعارضان مع بعضهما البعض.