طفلك يصرخ دائما؟ تعرف على الأسباب وطرق التعامل مع ذلك
صحة

طفلك يصرخ دائما؟ تعرف على الأسباب وطرق التعامل مع ذلك

رام الله - صدى نيوز - عادة ما يعني غضب الطفل عجزه عن التعبير عن مشاعره، وكلما كان الطفل أصغر كلما صار عجزه عن التعبير أكبر. في هذه الحالة، يمكن للآباء والمعلمين مساعدة الطفل حتى يتمكن من التعبير عن مشاعره دون اللجوء إلى العنف.

يعتبر الغضب مجرد مشاعر إنسانية على غرار الخوف والحزن والفرح. وعموما، تعلم البالغون أن يتعاملوا مع الغضب بطريقة مناسبة حيث يمكنهم توجيه هذه المشاعر والسيطرة عليها. ومن جهتهم، يعبر البالغون عادة عن هذه المشاعر عن طريق الكلام من خلال التوبيخ أو التحدث في المشكلة بهدف إيجاد حل لها.

في المقابل، يفشل الأطفال في ذلك، حيث يعبرون عن غضبهم بطرق مختلفة، وذلك اعتمادا على العمر على غرار الارتماء على الأرض، ضرب الرأس على الحائط، اللجوء إلى العض والضرب، تكسير بعض أثاث البيت عمدا، بالإضافة إلى صفق الباب بقوة.

 

ما هو رد الفعل المناسب الذي يجب أن يرد به الآباء في مثل هذه الحالات؟

من الخطأ أن يواجَه الغضب بالغضب. فعندما يغضب الطفل، يكون في حاجة ماسة إلى التخلص من هذه المشاعر. علاوة على ذلك، يمكن للوالدين المساعدة في هذا الأمر من خلال فتح المجال أمام الأطفال للتعبير عن مشاعرهم بالكلمات. ففي بعض الأحيان، يكون الطفل عاجزا عن التعبير ويستحسن في هذه الحالات تدخل الوالدين وطرح بعض الأسئلة على الطفل التي من شأنها أن تساعده على التعبير على غرار: “هل تشعر بالغضب لأننا لم نعد نملك معجون الفراولة؟” أو “هل تشعر بالغضب لأن طريقنا إلى البيت مازال طويلا؟ أتفهم ذلك ولكن للأسف لا يمكننا أن نفعل شيء حيال هذا الأمر”.

بهذه الطريقة، يتعلم الأطفال مع مرور الوقت حسن انتقاء الكلمات للتعبير عن مشاعرهم، وبالتالي لن يلجؤوا إلى الضرب والتكسير بل سيحاولون عوضا عن ذلك توجيه مشاعر الغضب في اتجاهه الصحيح.

 

وضع حد لمشاعر الغضب

عندما يكون الآباء أنفسهم يعانون من عدم القدرة على السيطرة على مشاعر الغضب، لن يتعلم الأطفال كيفية التعامل المثلى مع هذه المشاعر حيث سيتحول الغضب بعد ذلك إلى عنف وعدوان. وفي هذه الحالة، لا يهم إذا كان الطفل يمارس العنف على نفسه مثل أن يضرب رأسه على الجدار أو أن يمارس العنف ضد أخاه الأصغر.

عموما، يجب أن يتعلم الأطفال أن العنف لا يقلل ولا يعالج هذه المشاعر الغاضبة. في المقابل، تعطي هذه التصرفات فكرة سيئة عن الطفل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمواقف العنف أن تتكرر مع الأطفال يوميا. لذلك، يجب على الآباء حسن استغلالها، فعندما يتعمد الطفل كسر أثاث البيت، لا بدّ أن يعبر الآباء عن غضبهم إزاء هذا الفعل عن طريق استعمال العبارات على غرار: “أنا غاضب لأنك كسرت مزهريتي المفضلة، اسمح لي من فضلك أن أبقى بمفردي”.

عندما يعبر الآباء عن مشاعرهم الغاضبة بالكلمات، يحاول الأطفال تقليدهم. بالإضافة إلى ذلك، يتعلم الأطفال أنه يمكن للآباء أيضا أن يشعروا بالغضب وبالمشاعر السلبية الأخرى. كما يمكن للآباء أيضا تعليم أطفالهم كيفية التعبير عن مشاعر الغضب دون إيذاء أنفسهم أو الآخرين عن طريق استعمال كيس اللكم أو لكم الوسادة أو ممارسة التمارين الرياضية كثيرا ما تفيد في مثل هذه الحالات.

 

أسباب استعمال العنف

عندما يلجأ الأطفال إلى العنف، سواء تجاه أنفسهم أو تجاه الآخرين، فيعني ذلك عادة أن هناك سببا وجيها وراء ذلك على غرار النزاعات العائلية، التعرض للتنمر في المدرسة، الإصابة ببعض الأمراض على غرار مرض قصور الانتباه وفرط الحركة أو الأمراض التي تستهدف المناعة. أما إذا استمر الطفل في استعمال العنف وعدم السيطرة على مشاعره الغاضبة على الرغم من محاولة الآباء المتكررة لتهذيب سلوكه، فيجب على الآباء في هذه الحالة اللجوء إلى المختصين في سلوك الأطفال حيث يمكن أن تكون الأسباب وراء هذه التصرفات لا تعدو إلا أن تكون أسبابا نفسية.