القدس تُعيد ترتيب الأولويات .. فلسطينياً ودولياً
رئيس التحرير

القدس تُعيد ترتيب الأولويات .. فلسطينياً ودولياً

كتب رئيس التحرير: عادت القدس وبكل قوة إلى الساحة المحلية والإقليمية والدولية، بعد محاولات عديدة من القطب الأوحد في العالم إزاحتها عن الطاولة كما كان يخطط له دونالد ترامب.

أشعلت القدس شرارة المعركة باستبسال رجالها وشبابها ونسائها من قلب المسجد الاقصى وحارة الشيخ جراح، لبنى نداءها الشعب الفلسطيني بكل فصائله وأطيافه من ام الرشراش حتى الناقورة، فاشتعلت المقاومة بالحجر واليد ووصلت للصواريخ من غزة، لتتشكل لوحة فريدة من الوحدة الفلسطينية التي لم يسبق لها مثيلاً منذ 70 عاماً، كما حدث في مدن الداخل المحتل التي انتفضت نصرة للأقصى.

خلال أيام أصبح صوت الأحرار في فلسطين عابراً للقارات وامتلأت شوارع دول الإقليم بالمتظاهرين المساندين لفلسطين وقدسها، فوصلوا لحدود فلسطين في خطورة رمزية مفادها أننا قريبون منكم يا أهل فلسطين، كما اشتعلت شوارع باريس ولندن وبرلين ونيويورك وعواصم العالم بأسره نصرة للحق الفلسطيني وضد المجازر وجرائم الحرب التي ترتكبها اسرائيل التي قصفت وقتلت عائلات بأكملها في غزة، بعد انتشار صور اشلاء الأطفال عالمياً.

عاد العالم ليرى إسرائيل التي تدعي الديموقراطية وهي ترسل 160 طائرة لتقصف بأطنان من المتفجرات بقعة صغيرة تعج بالكتل البشرية دون أي اعتبار لحياة الاطفال والنساء والشيوخ المدنيين العُزل، ليرتفع صوت العالم بضرورة اعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه ودولته المستقلة و رفض سياسة التطهير العرقي في الشيخ جراح و ضرورة وقف الاستيطان في كل مناطق الضفة الغربية والقدس الشرقية.

الشعب الفلسطيني رغم تبايناته السابقة خرج موحداً في هذه المعركة واختلطت دماء الشهداء من كل الفصائل والاحزاب والمستقلين ووحد مطالبه التي تلخصت بحقه بالحرية والاستقلال وتقرير المصير.

تلاشت من بين أبناء الشعب الواحد أصوات الغربان وأعوان الاحتلال التي كانت تشعل الفرقة والفتنة، وأعلن الجميع أنهم خلف قادة المعركة وربانها ومقاومتها حتى تحقيق المطالب الوطنية، وأجمع الكل على أن اشتعال هذه المقاومة أعادت للقضية الفلسطينية حضورها ورونقها، وأضحت الملف الاول في إعلام العالم وأجنداته وبدات دول بالتحرك وتقديم المبادرات.

حاولت إسرائيل مرارا إظهار أن صواريخ المقاومة غير الموجه أنها تستهدف المدنيين ورأى العالم من خلال هذه المعركة أن اسرائيل تستخدم أدق الصواريخ الموجهة ضد الأطفال والنساء والشيوخ والعائلات والأبراج السكنية وتشريد آلاف الاُسر في الشوارع وتنفذ سياسة التطهير العرقي في حي الشيخ جراح وباقي حارات القدس وفي مدن الضفة الغربية وقراها باغتصاب الارض وبناء المستوطنات وتشكيل فرق الموت من قبل المستوطنين مثل شباب التلال التي تقتل المدنيين وتقطع الطرق وتحرق الاشجار وفق تخطيط منظم وعن سبق الاصرار والترصد.

 200 موقع اشتباك داخل الضفة الغربية مع جنود الاحتلال وسقط أكثر  من 12 شهيدا و 950 جريح خلال يوم واحد.

الجديد والمهم كان مشاركة أبناء الداخل الفلسطيني الذين يعانوا من سياسة التمييز العنصري ونشر الجريمة بينهم من خلال تنفيذ عمليات القتل بين الفلسطينيين في مدن الداخل لبث الفتنة والفرقة بينهم وحماية من الجيش الاسرائيلي للمتطرفين والمستوطنين اليهود بالاعتداء عليهم، وشعار الجميع من النهر الى البحر كان القدس ومقدساته وحرية العبادة خط أحمر ورفضا لسياسة التطهير العرقي ضد الفلسطينين.

لا صوت يعلو فوق صوت الحرية والحق الفلسطيني، وفلسطين قبل تاريخ بدء هذه الهبة يختلف عن فلسطين بعد هذا التاريخ، ومقابل تحول إسرائيل لليمين المتطرف عاد الشعب الفلسطين ليلتف على يمين المقاومة بكل أشكالها.

وحدة الشعب كانت خلال الأيام السابقة وبشكل واضح بمدى الانخراط في هذه المعركة فلم نعُد نكترث بالمتفرجين والمترجفين وسقطت كل القوائم الانتخابية التي لم تثبت برنامجها بتحرير الأرض والمشاركة الفاعلة في هذه المعركة وتحول الشعب بأغلبيته خلف قائمة واحدة قائمة المعركة قائمة المقاومة والاشتباك مع  الاحتلال.

الشعب الفلسطيني الذي يلتف حول مقاومته لن يقبل أي هدنة لا تحقق مطالبه المشروعة اقلها وقف سياسة التطهير العرقي وضمان حرية العبادة في المسجد الاقصى واعتراف الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني بدولته وعاصمتها القدس الشريف.