الانتخابات على الطريقة الفلسطينية: تشبه كل شيء إلا الانتخابات!
رئيس التحرير

الانتخابات على الطريقة الفلسطينية: تشبه كل شيء إلا الانتخابات!

كتب رئيس التحرير:  تخوض الأحزاب ف العالم الديموقراطي  الانتخابات على أسس واضحة، وبدستور  وبرنامج انتخابي واضح ، فتحاول الأحزاب والحركات المتنافسة الوصول إلى قلب الناخب من خلال وعود بتحسينات على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فتختار الجماهير الحزب الذي تريده بإيمانها بإمكانية أن يقوم ذلك الحزب بالتغيير وتحقيق وعوده.

في فلسطين نشهد انتخابات مختلفة ويمكن وصفها "تقليد بتصرف" حيث نجد صناديق اقتراع ورقابه وفرز وإعلان نتائج وطعون وصور ودعايات انتخابية وحتى برامج وشعارات تعطي الناظر لها من بعيد أنها عملية ديمقراطية شاملة ومعبرة عن إرادة الشعب لكنها في الحقيقة مختلفة عن ما يجري في العالم، فتكاد لا تشبه أي انتخابات إلا بالاسم فقط.

التنافس بين الأحزاب في فلسطين لا يتم بناء على برامج انتخابية، لذلك فإن تلك الأحزاب تبيع الوهم للناس، تستطيع تلك الأحزاب كتابة ما تشاء ومنها وعود بالوصول للقمر أو زراعة الملح أو إطفاء الشمس، فمن سيحاسبها؟ او يراقب أداءها؟ فالمواطن ينتخب ولا يعلم أن من حقه على الفائزين تنفيذ كل بنود برامجهم الانتخابية ووعودهم وعكس ذلك تخرج النقابات والاتحادات والمواطنين وتسقط البرلمانات والحكومة لحزب إذا فازت واستلمت المسؤوليات دون تنفيذ ما وعدوا به، ناهيك عن مؤسسات ومحاكم تختص بمتابعة ذلك وتحصينه.

الناخب في فلسطين تم حصره في قوائم تم ترتيبها في غرف مظلمة، دون معايير فهو ينتخب لأجل الشهيد فلان أو الأسير علان أو تذكر عملية بطولية لهذا الحزب دون أن يعلم أنه شارك باختيار فاسد أو غير مؤهل أو من ساهم بقتل الشهيد أو اعتقال الأسير، تم وضعه داخل تلك القوائم غير مفهومة المعايير أو معرفة الأول، بعض القوائم المطروحة الآن قد تعرف منهم خمسة أو حتى عشرة لكنك لا تعرف 90 ٪ من تلك الأسماء فمن اختارهم وكيف تم ذلك؟!؟ 
هناك أشخاص وأسماء سواء داخل الجامعات من دكاترة أو أسرى محررين أو قادة فصائل خرجوا بالتبادل أسماؤهم عابرة للقارات وليس فقط للمحافظات تم استثناؤهم من معظم القوائم، حتى داخل الأحزاب لم تتم عملية ديمقراطية بل بالتعيين تم وضع الأسماء ومن أشخاص متنفذين، وأيضا تشكيل القوائم المستقلة بعضها تم بالتقاء طموحات أو مصالح البعض أو قوائم ظل للأحزاب التي تخشى الخسارة بسبب عجز برامجها أو سوء إدائها خلال السنوات الماضية أو مدفوعة من جهات خارجية أو طمع البعض براتب وسيارة ونثريات.

أسماء في قوائم و قد تكون كل القائمة تاريخ أعضائها نضال عبر صفحات الفيس بوك دون برامج سياسية ومعظم جماهيرها بعض الفئات المهمشة استطاعوا تلمس همومهم دون فعل على الأرض أو حتى برامج مستقبلية ممكنة أو قابلة لعلاج همومهم وتلبية مطالبهم.

قوائم تتغنى بالمقاومة وثبت أن هذه الطروحات تتناقض مع تواجدهم بالسلطة بل ثبت عدم قدرتهم لتحقيق برامج اقتصادية أو صحية او تعليمية أو ثقافية أو حتى دينية فما هي أهدافهم من هذه المشاركة في الانتخابات المبنية على أساس اتفاقيات السلام مع الاحتلال تمنع أي عمل مقاوم للتحرير.

قوائم تتمسك بخيار السلام كاستراتيجية ثابتة رغم إعلان قيادتها ومهندسيها بفشل هذه الاتفاقيات وموتها دون أي طرح لبدائل وخيارات لمواجهة الواقع وطبيعة التوجهات لدولة الاحتلال وشعبها الذي يغلب عليه التطرف ورفض اي حلول بل إن معظم الاحزاب الاسرائيلية تتغنى برفض عملية السلام ودعمهم للاستيطان وتهويد القدس فعن أي برامج يتحدثون.

قوائم تم تشكيلها من الحردانين والغضبانين والمظلومين من أداء الفصائل الموجودة والشخصيات المتنفذة وكل همها سلب أصوات من هنا وهناك ومن هذه القائمة أو هذا الاسم الهدف ليس تنفيذ برنامج بل فقط إفشال الآخرين من القوائم الموجودة  سواء اثناء العملية الانتخابية او حتى في حال حصولهم على مقاعد داخل التشريعي سيدخلون في قوائم وتحالفات وفق ما يحقق أهدافهم.

الواضح أن التنافس بين القوائم لن يكون كما العالم على برامج انتخابية ولن يكون الهم الوطني وتلبية حاجات المواطن حاضرة والموجه للناخب، بل سيبنى على التعصب الحزبي والعائلية والجهوية والاقليمية ومن يدفع أكثر أو من دفع وقدم خدمات وتسهيلات للأفراد والعائلات، الاصوات ستُمنح للقوائم بعيدا كل البعد عن المعايير الحقيقة سواء البرامج أو كفاءة المرشحين.

اخطر ما في الانتخابات ورغم ضرورة إجرائها كاستحقاق ديمقراطي طال انتظاره غياب البرنامج السياسي المتعلق بالتحرير ومواجهة الاحتلال وجميع ما يطرح من القوائم اشتباكات داخلية يسعى كل طرف لإنهاء الآخر بل والتنكيل بأفراده في حال فاز أحدهم، الاحتلال يقف متفرجاً مرتاحاً ويقول: جميع برامجهم لا تستهدفني!