لا تخذلوا ملايين المتضامنين الطليان 
مقالات

لا تخذلوا ملايين المتضامنين الطليان 

تابعت بإهتمام التحول الدراماتيكي الجميل في المزاج الشعبي الايطالي، فقد كان في بداية الحرب على غزة منحازا رسميا بل ومشاركا من خلال اليمين الحاكم في الحرب بتزويد الاحتلال بالذخيرة الفتاكة فإن لم يجدها اشتراها من عاصمة الشر التي لم يطأ ارضها القارية اي نبي اي الولايات المتحدة مع اسرائيل.

وكانت الرافضون للحرب في ايطاليا والمتضامنون مع شعبنا بالعشرات فقط في مظاهرات صغيرة، فالاعلام الرسمي الايطالي كان مؤيدا للاحتلال كأنه يبث من بيت نتنياهو بتوجيه من الانثى منتهية الصلاحية ميلوني التي لم تنبس ببنت شفة على إبادة الاطفال وكأنها فقدت مشاعر الأمومة والأنوثة. 

ثم مع استمرار الحرب تحرك المزاج الشعبي وصارت المظاهرات يومية في المدن الايطالية تصاحبها اضرابات شاملة وقد بلغ عدد الذين خرجوا الى الشوارع والساحات  في يوم الاضراب الكبير اكثر من ستة ملايين ايطالي في سبعين مدينة وعاد المزاج الى ما كان عليه في السبعينات والثمانينات، وسمعنا مواقف كان يرددها بيرتيني وبيرلنغوير والدو مورو واندريوتي.

وكان مورو الذي كان يحاول الإفلات من القبضة الاميركية ويتجه نحو فضاء محيطه في البحر المتوسط اغتيل اميركيا بأدوات تحت مسمى الالوية الحمراء وهم براء من دمه لأن المحرك اميركي وهو ما استنتجته في حينه من ملاحظات جمعتها في روما وتأكدت مؤخرا. 

الآن تحاول ميلوني التراجع لفظيا عن مواقفها المؤيدة للاحتلال لكن اسلحتها ما زالت تقصفنا وسمعنا انباء من روما ان الاحتفال السنوي لحزب اشقاء ايطاليا الفاشي الحاكم وجه دعوة للسلطة  الفلسطينية للمشاركة في احتفاله وهذه لعمري ضربة موجعة لكل المتضامنين الايطاليين وهم بالملايين فكيف نرد جميل مظاهراتهم المليونية بالمشاركة في احتفال لمن يقمع اي تظاهرة او وسيلة اعلامية تناصرنا !فكأننا   نشارك في احتفال لسموتيرتش وبن غفير وربما سيكونان من المدعوين،  فهناك في ايطاليا يقضي جنود   الاحتلال اجازاتهم ولا قضاء يلاحقهم بل يلاحق اي كاتب وصحفي او سيدة ترفع على شرفة منزلها علما فلسطينيا. فالمشاركة الرسمية تعني انا نطعن الاصدقاء ونكافيء معسكر الحرب على شعبا .

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.