
لا تستفزوا فتح !!
لا تستفزوا فتح !! عبارة رددها الاخ القائد محمود العالول في كلمة له قبل اربع سنوات امام حشد كبير من الجماهير نزلت حينها الى الشوارع للتعبير عن تمسكها بالشرعية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب العربي الفلسطيني !! يا ترى من المقصود من ذلك ؟
اولا ، لا بد ان نعطي الاخ ابو جهاد حقه ، فهو شخصية قيادية وطنية فتحاوية بامتياز ، ونائب رئيس حركة فتح ، ومشهود له بنضالاته بوطنيته وحرصه على الحقوق الوطنية الفلسطينية ، وكان احد اركان القطاع الغربي الاساسية ، وأحد أذرع الشهيد القائد خليل الوزير ( ابو جهاد ) قائد قوات العاصفة ، قال هذه العبارة امام حشود غالبيتها العظمى من الفتحاويين المعاصرين ، نزلت الى الشوارع عام 2021 للاعراب عن تأييدها للرئيس محمود عباس ، ومنظمة التحرير الفلسطينية .
في خطابه حينها اوضح العالول ان فتح لن تدخل في معارك جانبية ، وان معركتها الاساسية هي مع الاحتلال ، وحركته – اي فتح – على اتم الجاهزية لمواجهة التحديات التي يعمل الاحتلال على فرضها وتمريرها بحق ابناء الشعب الفلسطيني ، بكافة اطيافه والوانه الفكرية .
عبارات العالول هذه ، يخرج منها تساؤلات لم تتضح حتى اللحظة اجاباتها بالرغم من الحالة الفلسطينية الهشة والانقسام الجغرافي والديموغرافي بين قطاع غزة والضفة الغربية ، والحالة الفتحاوية المتآكلة ، والوضع العربي المُخزي ، والوضع الدولي المنافق والمُنحاز للاحتلال الاسرائيلي وسياساته العنصرية ، والغريب العجيب ، ان لم يكن المُدهش ، والاخ محمود العالول ، وحركة فتح باعتبارها العمود الفقري للعمل النضالي ، وأم الجماهير، وخاصة لجنتها المركزية ومجلسها الثوري وكافة اطرها ، مطالبة بالاجابة عليه ، وخاصة ان اكثر من ثلاثة عقود مضت على العملية التفاوضية لانتزاع الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة ، وشيئا لم يتحقق ، بل بالعكس فان الممارسات الاحتلالية الممنهجة لانهاء التمثيل الفلسطيني تمهيدا للقضاء على الوجود الفلسطيني ماضية على قدم وساق ، والسؤال الابرز هو متى ستُستفز فتح ؟
عامان الا شهرين وقطاع غزة يتعرض لاشرس عدوان ، وابناءه باتوا على شفى حفرة من الموت ، جوعى ، عطشى ، مرضى ، اكثر من مليوني غزي يحاصرون في اقل من اربعين كيلو متر، ابادة جماعية من ابشع ما شهده العصر الحديث ، كل يوم يخرج على الهواء مباشرة مشاهد تقشعر لها الابدان ، مشاهد استفزت العدو قبل الصديق !! لكن وكما يبدو حتى اللحظة لم تُستفز فتح بعد !!
الضفة الغربية تتعرض لابشع عملية سلب وضم وتهجير صامت ، وبسط السيادة الاسرائيلية عليها ، وتوسع استيطاني ، ومحاولة شرعنة ذلك من خلال سن قوانين في الكنيست ، واعادة احتلال مناطق كانت تخضع لسيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية ، عمليات تدمير، لمحو المخيمات الفلسطينية ، الشاهد الابرزعلى نكبة الشعب العربي الفلسطيني ، وعلى مرأى وسمع العالم اجمع ، التجمعات الفلسطينية المختلفة تتعرض يوميا لمداهمات واعتقالات وقتل وتشريد ، حتى الانعام لم تسلم من اعتداءات المستوطنين المتطرفين ، واجراءات عنصرية تنطق الحجر ، الضفة أصبحت عباره عن قنبلة موقوته ، لا عمل لا أموال ، لا مياه ولا طاقة ولا طعام ، بوابات مغلقه شوارع فارغه ، نفسيات محطمه وجوه شاحبه ، الديون اغرقت الناس ، الفقر أصبح يطول الجميع ، القلق لا يفارق الناس ، الأنتظار أصبح يشكل خطر وكما يبدو انها لم تُستفز حركة فتح بعد !!
القدس ، المدينة التي ينشدها الشعب الفلسطيني عاصمة ابدية لهم ، ارض الاسراء والمعراج والقيامة ، تتعرض ومقدساتها الاسلامية والمسيحية لعملية تهويد متسارعة ، حصار جائر ، استيطان ، مصادرة اراضي بحجة منافع عامة ، سحب هويات ، المساس بقدسية المقدسات وخاصة المسجد الاقصى المبارك ، استهداف المرجعيات الوطنية والدينية بشكل سافر ، ضرائب باهظة ، شل الاقتصاد المقدسي ، وغيرها من الممارسات المنافية لابسط القواعد الانسانية ، وكما يبدو لم تُستفز فتح بعد !!
الاسرى ، يواجهون أوضاعاً مأسوية بلغت ذروتها في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة ، وظروف اعتقالية مأساوية ، من تنكيل وتعذيب وعزل ، اوضاع مست كل جوانب الحياة في السجون ، من أسلوب التعامل مع الأسرى إلى ظروف الحياة والمعيشة وكميات الطعام ونوعيتها وغير ذلك ، انتشار الامراض واقتحامات لغرف الأسرى والاعتداء عليهم بالضرب المبرح رغم تدهور أوضاعهم الصحية ، في انتهاك صارخ لكافة القوانين الدولية ذات الشأن ، وغيرها من الممارسات التي من شأنها ان تنال من حياة الاسير الفلسطيني ، ولكن يبدو ايضا ان ذلك لم تُستفز فتح بعد !!
اذا كان كل من ذكر سالفا ، لم يستفز حركة فتح ؟ ولجنتها المركزية ومجلسها الثوري وكافة أًطرها ، فما الذي يُمكن ان يستفزها وتنهض من سباتها وتعود الى ريادة العمل الوطني الفلسطيني ؟ لماذ تُصر حركة فتح الرسمية على الصمت حيال العدوان البربري على قطاع غزة ، وما تبعه من عدوان على الضفة الغربية ومدينة القدس ؟ لماذا تراجعت شعبية الحركة ، وتراجع دورها ؟ هل هناك من يتعمد على تغييب الحركة عن المشهد الفلسطيني ، لتصبح في عداد الماضي ؟
هذه الاسئلة وربما هناك المزيد ، جماهير فتح والشعب الفلسطيني على وجه العموم بانتظارالاجابة عليها من اعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري وأُطر الحركة المختلفة ؟ فهل من مُجيب ؟

عن مخطّطات الاستيطان والضمّ المضمرة لغزّة

إسرائيل تُألب مشاعر الفلسطينيين على الأردن.. يجب التحرك الآن

البنوك الفلسطينية في عين العاصفة: شريان الاقتصاد يختنق

في الأفق ملامح طوفان شعبي

التحالف الدولي: من فلسطنة الصراع إلى تدويله

مرة أخرى: ما العمل لإنقاذ مصيرنا الوطني؟

مؤتمر نيويورك : ما بين التساؤلات الكثيرة والعناوين الكبيرة والافعال المؤجلة.....ام اجترار...
