
من هم أولاد الكلب؟
هل هم هؤلاء الذين انتفضوا في أعقاب وعد بلفور المشؤوم معلنين رفضهم للانتداب البريطاني على فلسطين؟
هل هم هؤلاء الذين اعدمتهم قوات الانتداب البريطاني في اعقاب ثورة البراق ، حين رفض شعب فلسطين اي مساس يهودي بقبلتهم الاولى ومسرى نبيهم عليه الصلاة والسلام؟
هل هم هؤلاء الذين خاضوا أطول إضراب شل شتى مناحي الحياة في فلسطين عام 1936 تعبيرا عن الرفض للهجرات اليهودية وتسهيل عملية استيلاء اليهود على اراضي الفلسطينيين، من قبل سلطات الانتداب البريطاني ؟
هل هم هؤلاء الذين نُكبوا وهُجروا قسرا عن ارض ابائهم واجدادهم في اعقاب عدوان 1948 ، وخذلهم القريب قبل الغريب ، وجرى زرع جسم غريب في الخاصرة العربية ، ما هو الا سرطان خبيث يسعى الى الانتشار في الجسد العربي ؟
هل هم هؤلاء الذين جمعوا أنفسهم من الشتات ، وتعالوا على جراحهم وقرروا اطلاق الرصاصة الاولى عام 1965 ، والاعلان عن حرب التحرير الشعبية طويلة الامد لاسترداد ارضهم السليبة ؟
هل هم هؤلاء الذين نزحوا عن اراضيهم عُنوة عام 1967 في اعقاب هزيمة جيوش عربية مدججة ، واحتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس والضفة الغربية وقطاع غزة ؟
هل هم هؤلاء الخمسمائة - وربما يزيد قليلا - عنصر من مقاومة فلسطينية كانت في بداية طريقها ، رموا بانفسهم وافتدوا بارواحهم ، تحت جنازير دبابات الاحتلال الاسرائيلي المنتشي بالنصر في حرب حزيران ، ببلدة الكرامة الاردنية في آب 1968 لوقف تقدمها ومنعها من استكمال احتلال اراضي عربية في شرق الاردن ، ايمانا ، وانطلاقا من القاعدة الربانية : " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله " ؟
هل هم هؤلاء الذين صمدوا لاكثر من ثلاثة شهور تعرضوا خلالها لابشع انواع القصف الجوي والبحري والبري وخذلان الاشقاء والاصدقاء عام 1982 ، واضطروا الى مغادرة لبنان ، تاركين خلفهم عزل من اهاليهم استفرد بهم اعدائهم ومثلوا في جثثهم بعد قتلهم خلسة في صبرا وشاتيلا ؟
هل هم هؤلاء الاطفال الذين انطلقوا في انتفاضة مجيدة ضد الظلم والبطش والعدوان ، اشتعلت شرارتها من غزة ، تبعها جبل النار في نابلس وامتدت الى ربوع الارض الفلسطينية المحتلة ، مسلحين بالحجارة وتعرضوا لاعنف اشكال التعذيب ، كان من ابرزها " تكسير العظام " عام 1987 ؟
هل هم هؤلاء الذين هبوا للدفاع عن مسراهم في اعقاب الكشف عن نفق اسفل القدس القديمة تحت المسجد الاقصى عام 1996 ، بعد مرور عامين ويزيد على ابرام اتفاقية سلام مع عدو من طبعه التنكر للسلام ويؤمن بالسيطرة والنهب والسلب ؟
هل هم هؤلاء الذين تصدوا لتدنيس مسراهم عام 2000 ، من قبل ثلة من المتطرفين اليهود الحاقدين ، يترأسهم مجرم لم يدخر جهدا في البطش بالشعب الفلسطيني – ارئيل شارون – لتمتد الى انتفاضة جماهيرية جديدة امتدت الى اكثر من اربع سنين ؟
هل هم هؤلاء الذين تركوا انفسهم وبيوتهم وعائلاتهم ، وامضوا لياليهم ونهارهم ، مرابطين امام ابواب مسراهم عام 2017 ، تصديا لمحاولات الاحتلال تركيب بوابات الكترونية على ابواب المسجد الاقصى للسيطرة عليه والحد من دخول الفلسطينيين ، واتاحة المجال لاعداد اكبر من المستوطنين المتطرفين بتدنيسه ؟
هل هم هؤلاء الذين فقدوا ارواحهم واموالهم وممتلكاتهم بعد التخلي عنهم في اعقاب استيلاء حركة حماس على الحكم في قطاع غزة عام 2007 ، الذي تعرض بعدها لستة حروب عدوانية مدمرة استهدفت الابرياء العزل ، وحصار جائر برا وبحرا وجوا طال الشيوخ والاطفال والنساء وحتى الرضع ؟
هل هم هؤلاء الذين غامروا بكل ما يملكون وقرروا كسر الحصار عن ابناء شعبهم ، في طوفان نوعي لم يعهده الاحتلال من قبل ، منذ قيامه على الارض الفلسطينية عام 1948 ، ايمانا ، وانطلاقا من القاعدة الربانية : " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم ، الله يعلمهم " ؟
هل هم هؤلاء الذين يقدمون يوميا الغالي والنفيس ويقفون في خط الدفاع الاول ، دفاعا عن كرامة أمة أبت قياداتها الا ان تستسلم للملذات وتسرق قوت شعوبها التي تعارك الحياة بحثا عن لقمة العيش المغمسة بالذل والمهانة ، لتمنحه لاعدائها ، خشية على عروش هالكة لا محالة ، وترقص على جماجم شهداءها ؟
أم هم اولئك الذين يدنسون المسجد الاقصى يوميا ويستبيحون قدسيته من دون وازع او رادع ، وينهبون الارض ويحرقون الاخضر واليابس ويعيثون فسادا في ارجاء المعمورة ؟ أم هم اولئك الذين ينهبون الثروات ويتنعمون بخيرات البلاد ، فيما عامة الشعب تسعى بالكاد لتأمين قوت يومهم ؟ ام هم اولئك الذين يزاحمون للوصول الى الصف الاول من خلال قرابين مجانية يقدمونها لاعدائهم بحثا عن مكانة زائلة لا محالة ؟ ام هؤلاء الذين باتوا بلا حيلة ولا قوة امام صلف وعنجهية عدو اعلنها صراحة انه لا يريدهم ويعمل على القضاء عليهم وتجريدهم من كافة امكانياتهم ونفيهم في اصقاع الارض ؟
والقائمة تطول ، وقوافل الشهداء والجرحى والاسرى ، ماضية حتى بلوغ الهدف المنشود ، فاحترموا شهدائنا الذين رووا بدمائهم الزكية ارضنا المقدسة ، وأخشعوا لآهات جراحانا الذين باصواتهم التي وصلت عنان السماء عزفوا انشودة الاستقلال والحرية ، والتفوا حول عذابات اسرانا الذين تركوا خلفهم الغالي والنفيس لاجل مستقبل مشرق لاجيالنا !!
شعب فلسطين اعتاد ان يجتهد ويُعد ولكن كما كل مرة يخذل من بني جلدتها ومن العرب قبل العجم ، وها هي غزة التي ويُراهن القريب قبل الغريب على غرقها ، ورغم الخسائر الفادحة التي تعرضت وما زالت تتعرض لها ، والمعاناة التي لا توصف التي يكابدها اهلها ، كسفينة نوح ، من كل بد ستنجو وسينجو معها كل من سادنها وأغاثها .

حين تختفي غزة من العناوين: قراءة في أجندة الإعلام العالمي

من الرّقيب إلى الحافز، رسالة رفعت الصبّاح وجلباب السؤال

من لا يرى المخيمات لا يرى فلسطين كلها

الريادة المجتمعية: "ريادة متوازنة: استدامة مالية وعدالة مجتمعية"

تقدم البُعد العالمي لفلسطين وتراجع بُعدها العربي والإسلامي

شراكة على حساب الدم الفلسطيني: عشر دول أوروبية ترفض مراجعة علاقتها بإسرائيل

موازنة المواطن.. وتعزيز الحَوْكَمة في إدارة المال العام
