المناظرة الانتخابية.. مهرجان فكاهي
مقالات

المناظرة الانتخابية.. مهرجان فكاهي

ما جرى بالأمس في جامعة بير زيت بما تسميه الجامعة المناظرة الانتخابية بين الكتل الطلابية تمهيدا لإجراء انتخابات مجلس الطلبة، وما جرى سابقا بهذا الشأن لا يمت بصلة لفلسفة المناظرات السياسية أو الاقتصادية أو الدينية أو غيرها من المناظرات للدفاع عن وجهات النظر المختلفة للمتناظرين.. للأسف وعذرا من الكتل الانتخابية التي عادة ما تشارك في مثل هذه المناظرات التي دأبت إدارة جامعة بير زيت تنظيمها في كل عام ليست على مستوى الفهم والإدراك والوعي للدفاع عن برنامجها الانتخابي الذي ينبغي تكريسه عن انجازات كل طرف لخدمة طلبة الجامعة، فكانت المناظرات التي نستمع إليها في كل عام عبارة عن مهرجان فكاهي ترفيهي لإظهار فضائح كل طرف على المستوى السياسي، وخال تماما من أخلاقيات مثل هذه المناظرات، وللأسف كانت اللغة المستخدمة لا ترتقي لمستوى نضال وكفاح الشعب الفلسطيني وشهدائه وجرحاه وأسراه. ففلسفة المناظرات أهم ما تتميز  به، خاصية التنوع والاختلاف، هي تلك القوانين التي تميزه عن غيرها من الأنواع، فكل مناظرة تكون خاضعة لسياقات معينة تفرض عليها طرقًا محددة وقوانين خاصة، وما دمنا أمام انتخابات مجالس طلبة في الجامعات، وليس انتخابات مجلس نيابي أو تشريعي أو رئاسي، لذلك  ينبغي أن تتسم بضوابط وقيود لطبيعة الموقع الذي تريد الأطراف المتنافسة الوصول إليه، بمعنى أن يكون السباق محصورا في الخدمات التي يمكن أن يحققها كل طرف لصالح الطالب بعيدا عن الانجازات في عالم السياسة أو غيرها من المجلات التي لا تمت بصلة لعمل المجالس الطلابية. كما أن الأسلوب المستخدم والشعارات والمواضيع المطروحة للمناظرة والاتهامات المتبادلة التي هي بالأساس لا علاقة لها بعمل مجلس الطلبة، لا تسعف الأطراف المتنافسة للدفاع عنها نظرا للدقائق المعدودة التي تمنح لكل طرف من الأطراف المتنافسة، فهي بالنتيجة تعمل على  تكريس الانقسام وتعميق الخلاف بين الأطراف. وعلى ضوء ما سبق أدعو إدارة جامعة بير زيت إلغاء مثل هذه المناظرات التي لا يمكن أن تخدم بشكل ايجابي جموع الطلبة بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو حتى الفئوية نظرا للإساءة التي قد تصيب طلابنا أو طالباتنا بشكل شخصي، وهذا لا يمكن أن يكون مقبولا في مجتمعنا الفلسطيني.. وبعيدا عن ما يجري صباح اليوم من تصويت في صناديق الاقتراع، والنتائج التي ستظهر مساء اليوم والتي ستعلن عن الكتلة الفائزة بغض النظر عن انتمائها السياسي.... أجزم أن النتيجة النهائية هي خسارة لجميع الفرقاء.. مع محبتي لطلبتنا وطالباتنا في جامعة بير زيت التي نحبها ونجلها .

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.