
وين بدنا نروح؟!
أكتب هذا المقال مباشرة بعد أن وصلت إلى قريتي شويكة، التابعة لمحافظة طولكرم، بالطريق، شاهدت العديد من المناظر التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار وخصوصاً لمن لا يتنقل بين محافظات الوطن، اسمحوا لي أن أنقل الصورة كما شاهدتها بتجرد ودون أي تبهير أو تجميل، وأعتذر مسبقاً لكل من يتنقل ويشاهد ما أشاهده.
بالتأكيد، نحن محاصرون بالمستوطنات الاستعمارية التي تتكاثر بشكل يومي، وهذا ما أوضحه خطاب الرئيس محمود عباس للعالم في خطابه الأخير بالأمم المتحدة وأيضاً من خلال الصورة التي كانت خلفه أثناء حديثه.
أصبحت الأمور تتعدى سرقة الأرض، وتتعدى العديد من المفاهيم الاحتلالية من سرقة التراب والمياه، إلى مفاهيم أخرى في محاولة للمستوطن أن يعبر عن ذاته بتقليده وتشبيهه بأصحاب الأرض الأصليين.
فنجده يعيش بسلوكه اليومي كأنه جزء من الطبيعة التي اغتصبها بأشكال مختلفة من خلال تدميره للجبال والغابات، ليقوم برياضة المشي بحماية جيش الاحتلال، والمضحك المبكي بأن المستوطن يقوم بالاستمتاع بحرية التنقل بمخالفته أبسط قوانين السير والمرور وكأن القانون لا يطبق فقط إلا علينا نحن، الخاضعين، تحت الاحتلال بالتالي يجب أن تلتزم بما يقوم هو بخرقه وإلا كانت الرصاصة بانتظارك!!
إعلانات المستوطنات المختلفة تملأ شوارعنا، من العنب ومشتقاته من نبيذ! وأيضاً حتى المطاعم التي تقدم وجبة الإفطار بمختلف مكوناتها من حمص وفول وفلافل مع خبزنا الفلسطيني المعروف بالطابون وحتى كاسة الشاي بالنعناع!!
هل أصبحنا غرباء في أرضنا! وهل أصبحت هويتنا التي سرقت منا هو ما تريده بعض الدول العربية التي تحتفل بوجودهم على أرضها مرحبا بها أكثر منّا نحن أصحاب الحق والأصل؟! وكأن الدم النازف من شعبنا لا قيمة له؟!
وأنا أقود السيارة أشاهد العديد من الصور التي أصبحت أتعود عليها للأسف وكأن شيئاً لم يكن، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن هذه المشاهد والصور بازدياد وتطور من شق طرق جديدة تعطي حق الأولوية للمستوطنين، وأيضاً تعطيهم حقوقا أصبحنا لا نمتلكها، أبسطها أن نجد مستوطنا يبيع الخضراوات والفواكه على الشارع ما نصفه نحن بالبسطة وبحماية جيش الاحتلال!!
في الطريق، قبل حاجز «عناب» أخفف سرعة السيارة لأسمح لامرأة فلسطينية تجاوز عمرها الستين عاما بأن تقطع الشارع وهي تحمل «السلم» ـــ السيبة ـــ قلت لها: «يصح بدنك يمه» لتُجيب: «وين بدنا نروح؟؟ بدنا نلقط هالزاتونات لإنهن راس المال». انتهى المقال وربما انتهت روايتنا!!!

الأمن والرمز الديني والمال كخرائط نفوذ إسرائيلية ناعمة في سورية ما بعد الأسد

قمة الدوحة… فرصة نهوض أم إمعان عجز

روبيو في زيارته لإسرائيل يقول للعرب: لا فيكم ولا في قممكم؟!

البرلمان الأوروبي منصة منحازة و جلسته تُعري ازدواجية المعايير

حماية الاطفال وخصوصا ذوي الاعاقة واجب انساني وقانوني

قرارات القمة في قطر

قمة الدوحة فرصة تاريخية ووأخيرة للعرب لاستعادة هيبتهم !!
