القوائم الانتخابية: العنصر الشبابي ديكور لا أكثر!
أهم الأخبار

القوائم الانتخابية: العنصر الشبابي ديكور لا أكثر!

خاص صدى نيوز: تسابقت الكتل الانتخابية فور إعلان الرئيس محمود عباس عن مرسوم الانتخابات التشريعية، بشعارات رنانة بأن فئة الشباب ستُزين القوائم، وأنهم سيتيحون الفرصة للشباب للمشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية وأن يكون لهم الحق والمجال في صناعة التغيير، حتى بدأ الشباب يعلقون آمالهم على هذه الوعودات، فهل التزمت الكتل المرشحة بوعوداتها؟ 

تعرف الأمم المتحدة الشباب بأنهم الأفراد ضمن الفئة العمرية 15-24 عاما، ومع إتاحة المجال للدول لتحديد فئة الشباب وفق خصوصية وحاجة كل دولة، فقد اعتمد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني الفئة العمرية 18-29 عاما لتعبر عن فئة الشباب فلسطينياً.

لكن الملفت هو شرط قانون الانتخابات الفلسطيني، حول السن المسموح بها للترشح، إذ حدد القانون سن 40 عاما لانتخابات الرئاسة، و28 عاما للمجلس التشريعي، وهذا يعني أنه لا فرصة للشباب للوصول لقبة البرلمان –حسب تصنيف الإحصاء الفلسطيني- الذين تتراوح أعمارهم من 18 عاما وحتى 27 عاما.

وبناء على هذه الأرقام، رصدت صدى نيوز أعمار أول 40 مرشحاً في أكبر قائمتين مترشحتين للانتخابات التشريعية، وهما قائمتي فتح الرسمية والقدس موعدنا التابعة لحركة حماس.

فحسب التقييمات والاستطلاعات فإن أكثر مقاعد من الممكن الحصول عليها في كلا القائمتين لن يتجاوز الـ40 مقعداً، ولذلك اكتفينا برصد أعمار أول 40 مرشحاً فقط.

ووجدت صدى نيوز أن 3 أسماء فقط من أصل 40 اسما في قائمة فتح الرسمية أعمارهم هي: (35،36،37)، ويأتي ترتيبهم في مراكز ليست متقدمة بالقائمة، ما بين الـ35 والـ40. 

كما رصدنا في قائمة حماس الرسمية، 3 أسماء فقط من أصل 40 اسما أعمارهم هي: (37،37،39)، ويأتي ترتيبهم كالتالي: 14-18-32.

وهذا يعني أن لا شباب في كلا القائمتين لأن تصنيف عمر الشباب يبدأ من سن الـ18 عاما وحتى الـ29 عاما.

وهنا يطرح السؤال التالي: أين تمثيل الشباب الفلسطيني في الانتخابات القادمة إذا كانت أكبر حركتين من المرجح أن تنال مقاعد في التشريعي لا تضم مرشحين من الشباب؟

ويشار إلى أن 36 قائمة ترشحت بشكل رسمي للانتخابات التشريعية، وإن استثنينا منها قائمتي فتح وحماس، هناك 34 قائمة تنافس على الانتخابات، فهل كثرة القوائم المتقدمة لأن الحركات الكبرى لم تترك مجالا للشباب بالمشاركة معها، فلجأوا إلى قوائم منفصلة ليشاركوا في هذا الحدث الديمقراطي؟

فآخر انتخابات شهدتها فلسطين كانت في عام 2006، وكان حينها أعمار الشباب في هذه الفترة أقل من 14 عاما، ولم يعيشوا معنى المشاركة في الانتخابات لا ترشحاً ولا تصويتاً، فهل سيستمر تقنين دور الشباب في المشاركة؟ 

دراسات تحليلة كثيرة تابعتها صدى نيوز أكدت أن فئة الشباب تعتبر الفئة الأكثر تأثيرًا في المجتمع الفلسطيني، والقوة الكامنة القادرة على صنع التغيير وبناء المستقبل، إذ يشكلون المورد الوحيد والاستثمار الحقيقي للشعب الفلسطيني، لذا يتوجب على كافة مؤسسات المجتمع (الحكومية، الخاصة والأهلية) الاستثمار بهذه الفئة من أجل إحداث تنمية حقيقية ومستدامة، حيث أن عدم الاستثمار في هذه الفئة المنتجة وتركها دون الرعاية المطلوبة سوف ينعكس سلباً على المجتمع وعلى هدف تحقيق التنمية، خاصة وأن تهميش طاقات الشباب وتركهم دون تمكين يحولهم إلى عناصر هدامة للتنمية في الحاضر والمستقبل.

ووفق إحصائيات مركز الإحصاء الفلسطيني هناك 1.14 مليون شاب (18-29 عاما) في فلسطين يشكلون حوالي خمس المجتمع بنسبة 22%، من إجمالي السكان في فلسطين منتصف العام 2020، 23)% في الضفة الغربية و22% في قطاع غزة).