قصة الدم بين البشير ومبارك.. و7 محاولات اغتيال
منوعات

قصة الدم بين البشير ومبارك.. و7 محاولات اغتيال

رام الله - صدى نيوز - لم يكن إدراج إدارة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون للسودان على قوائم الدول الراعية للإرهاب في نوفمبر من العام 1993 نابعا من فراغ، بل كان مبنياً على وقائع دامغة ومؤكدة، حيث تورط الرئيس السوداني السابق عمر البشير في إيواء الإرهابيين، وإنشاء معسكرات تدريب لهم في السودان، وتكليفهم بتنفيذ عمليات إرهابية ومحاولات اغتيال في العالم.

وفي هذا السياق، قال عمرو فاروق، الباحث في حركات الإسلام السياسي لـ"العربية.نت" إن نظام الرئيس السوداني السابق تورط في تنفيذ عدة عمليات إرهابية في مصر، فقد كان الراعي الرسمي لقيادات التنظيمات المتطرفة، وعلى رأسها القاعدة وتنظيم الجهاد المصري، وأنشأ عددا من معسكرات التدريب داخل التراب السوداني، بهدف تأهيل العناصر الإرهابية عسكريا.

وأضاف فاروق أن البشير احتضن تنظيم الجهاد المصري الذي نفذ عناصره عدة عمليات إرهابية في مصر في التسعينيات، كشفت عنها الاعترافات والاتهامات المتبادلة بين كل من أسامة بن لادن وأيمن الظواهري من جهة، وبين سيد إمام، أحد مؤسسي تنظيم الجهاد من جهة أخرى، عقب قضية المراجعات الفكرية داخل السجون المصرية، وأثبتت تورط نظام البشير في دعم العمليات الإرهابية داخل مصر.

ففي كتابه "التعرية لكتاب التبرئة" وفي الفصل الأول منه، بحسب ما أوضح فاروق، قال سيد إمام أحد متحدثا عن أيمن الظواهري: عندما اتهمته بالعمالة للمخابرات السودانية، أقسم لي بالله في نهاية عام 1993، أنه ملتزم أمام السودانيين بتنفيذ 10 عمليات إرهابية في مصر، وأنه استلم مئة ألف دولار لهذا الغرض.

وأضاف فاروق أن تنظيم الجهاد وبدعم مباشر من الرئيس السوداني تورط في تنفيذ عدة عمليات في مصر، منها عدة محاولات لاغتيال الرئيس المصري حسني مبارك وعدد من وزرائه، مؤكدا أنها تمت تحت رعاية الرئيس عمر البشير والإخواني حسن الترابي.

ومن هذه المحاولات -كما أوضح الباحث المصري- محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري السابق، اللواء عبد الحليم موسى، في 12 أكتوبر 1990، حيث نفذها مسلحون تابعون للجماعة الإسلامية أعلى كوبري قصر النيل أثناء مرور موكب الوزير، لكنه نجا منها بسبب تصادف مرور موكب الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب السابق حينها، والذي لقي حتفه في العملية، مضيفا أن أيمن الظواهري قال إن الحادث جاء ردا على مقتل علاء محيي الدين، المتحدث الرسمي باسم الجماعة الإسلامية، والذي لقي مصرعه برصاص الشرطة.


وفي 18 إبريل 1993 تعرض وزير الداخلية المصري الأسبق، اللواء حسن الألفي، لمحاولة اغتيال عبر تفجير أحد أعضاء تنظيم الجهاد نفسه في موكبه أمام الجامعة الأميركية بالقاهرة، واعترف الظواهري الذي كان يقيم في السودان وقتها في كتابه "فرسان تحت راية النبي"، أن محاولة الاغتيال جاءت رداً على محاكمة 800 من الإرهابيين أمام المحكمة العسكرية في القضية المعروفة باسم "طلائع الفتح".

كذلك، تعرض وزير الإعلام السابق، صفوت الشريف، في أغسطس1993 لمحاولة اغتيال، في منطقة مصر الجديدة، على يد عناصر من "الجماعة الإسلامية"، لكنه نجا بعد أن أصيب بطلق ناري في يده.

وفي نوفمبر 1993، تعرض رئيس الوزراء المصري الأسبق عاطف صدقي لمحاولة اغتيال بسيارة مفخخة على يد عناصر من تنظيم الجهاد، لكنه نجا من الهجوم الذي أسفر عن مقتل الطفلة الشيماء عبد الحليم، وعرض أيمن الظواهري على أهل الطفلة أداء الدية ليعترف بتورط جماعته في الحادث.

إلى ذلك، تابع فاروق قائلاً: إن هناك 3 محاولات لاغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك كان يقف وراءها الرئيس السوداني وأركان نظامه.

ففي ديسمبر 1993، خططت الجماعة الإسلامية لاغتيال الرئيس مبارك، بزرع متفجرات في طريق الساحل الغربي أثناء توجهه لزيارة ليبيا برا، لكن الأجهزة الأمنية اكتشفت الواقعة، وتمكنت من القبض على المتهمين، وكان من بينهم ضابط يدعى مدحت الطحاوي، الذي كان ينتمي للجماعات الإسلامية، واعترف بكافة التفاصيل، مشيرا إلى أن التفاصيل حملتها أوراق القضية رقم 2 لسنة 1994، وأصدرت المحكمة العسكرية فيها حكما بالإعدام على 3 متهمين، وبالسجن مدى الحياة على 3 آخرين.

كما كشف فاروق عن المحاولة الثانية لاغتيال مبارك وكانت في أواخر عام 1994 حيث تم اعتقال نحو 30 من أعضاء تنظيم "الجهاد"، وهم يشقون نفقا بالقرب من طريق صلاح سالم بالقاهرة، الذي كان موكب الرئيس مبارك يمر منه دائما، واعتزموا تفخيخ النفق وتفجيره عند مرور موكب مبارك.

وحملت هذه المحاولة اسم "محاولة كوبري الفردوس"، وتضمنت الخطة أيضاً محاولة اغتياله في ميدان رمسيس من كوبري أكتوبر بواسطة سيارة ملغمة، لكن الشخص الذي وقع عليه الاختيار تردد في اللحظات الأخيرة ورأى أن اتساع الميدان سينتج عنه ضحايا كثيرون فقام بتسليم نفسه واعترف بالعملية كلها.


وتابع فاروق أن المحاولة الثالثة والأخيرة لاغتيال مبارك بدعم مباشر من النظام السوداني قامت بها الجماعة الإسلامية، وكان مسرحها في أديس أبابا عام 1995، حيث قام مسلحون تابعون للجماعة بإطلاق النار على موكب مبارك خلال سيره في العاصمة الإثيوبية، ولكن الأخير نجا من المحاولة، مؤكدا أنه وبحسب الوثائق التي نشرت بعد ذلك فإن أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الحالي، دبر للحادث قبل أكثر من عام، وسافر لموقع عملية الاغتيال في أديس أبابا.

إلى ذلك، أضاف الباحث في حركات الإسلام السياسي أن حسن الترابي زعيم جبهة الإنقاذ، كشف في حوار تلفزيوني مسجل، تمت إذاعته عقب وفاته عام 2016، عن تورط نائبه الإخواني علي عثمان محمد طه، بشكل مباشر في العملية بمعاونة جهاز الأمن العام الذي كان يترأسه حينها نافع علي نافع.

وقال الترابي إن تمويل العملية تم بمبلغ يقدر بأكثر من مليون دولار، حصل عليه علي عثمان محمد طه سرا من الجبهة الإسلامية القومية.