الجيش الإسرائيلي يحذر من تهديدات ضد إيران: سوء فهم قد يشعل الحرب
أهم الأخبار

الجيش الإسرائيلي يحذر من تهديدات ضد إيران: سوء فهم قد يشعل الحرب

صدى نيوز -حذر ضباط كبارفي الجيش الإسرائيلي من أن تصريحات وتهديدات مسؤولين سياسيين وأمنيين إسرائيليين ضد إيران من شأنها أن تقود إلى إشعال حرب جديدة بين الجانبين، ورغم ذلك فإنه يتوقع استمرار إطلاق هذه التهديدات الإسرائيلية إلى حين اللقاء بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ورئيس الأميركي، دونالد ترامب، في نهاية الشهر الجاري.

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الثلاثاء، إلى أن التصريحات الإسرائيلية ضد إيران تصرف الأنظار في إسرائيل عن تشكيل الحكومة لجنة تحقيق سياسية في إخفاقات 7 أكتوبر، التي تلقى معارضة وانتقادات واسعة ضد حكومة نتنياهو، وعن مماطلة إسرائيل ببدء تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب بخصوص قطاع غزة، وإرغام نتنياهو على الموافقة عليها.

وحسب الصحيفة، فإن أقوال "مسؤول سياسي رفيع" أو "جهات استخباراتية في الغرب" التي تنشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية، من شأنها أن تؤدي إلى تدهور أمني حقيقي "بسبب سوء فهم مقابل الإيرانيين"، وأن يؤدي ذلك إلى إشعال حرب أخرى وبادعاء أنه "لم يتعمد أي من الجانبين شنها في هذه الفترة".

ونقلت الصحيفة عن ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي تحذيرهم مرارا، وخاصة بعد الحرب ضد إيران، في حزيران/يونيو الماضي، من أن "خطأ في التصرف مع إيران بإمكانه أن يكون الدافع الأساسي لإعادة اشتعال النار بين الجانبين، وليس بوجود نية حقيقية لدى إسرائيل أو إيران".

وادعت الصحيفة أن تقييمات الوضع في إيران تستند بالأساس على منشورات إسرائيلية بسبب صعوبة التجسس في إسرائيل، وأنه "في حال كان لدى إيران الانطباع بأنه تهب من هنا مرة أخرى رياح الحرب نحو الشرق، فإنهم سيدرسون هذه المرة أن يهاجموا أولا"، حسبما نقلت عن مسؤولين أمنيين.

اقرأ أيضا: قراءة وتحليل "صدى نيوز": إيران أم لبنان أقرب لهجوم إسرائيلي؟!

وأضاف المسؤولون الأمنيون أنه "إذا أرادوا في إسرائيل أن يهاجموا هناك مرة أخرى، أو الحفاظ على وقف إطلاق النار، فالأفضل أن يصمتوا وألا يغرقوا وسائل الإعلام بهذه العناوين. ومن الجائز أن العمليات غير المألوفة التي رصدتها وكالات الاستخبارات الغربية في إيران نابعة من موجات إشاعات لا أساس لها والتي نشرت في حسابات تلغرام في إسرائيل حول جهوزية للتصعيد".

وحسب الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي شكك، أمس، في التصريحات المتتالية من جانب المستوى السياسي في إسرائيل في الأيام الأخيرة، وأن هدف التدريب الذي أجراه الجيش الإيراني الشهر الحالي، على سبيل المثال، لا يشكل بالضرورة جهوزية لهجوم ضد إسرائيل.

ويقدر مسؤولون أمنيون إسرائيليون أنه "لا توجد لدى إيران مصلحة حتى الآن للانتقام من إسرائيل إلى حين تُحسّن قدراتها، وتستخلص الدروس من إخفاقاتها العسكرية في الصيف الماضي، وتعزز قدرتها على جمع المعلومات الاستخباراتية وتسلح حزب الله والحوثيين".

وأضافت الصحيفة أن قيادة الجيش الإسرائيلي ذكرت مؤخرا أنه يتعين على جهاز الأمن الإسرائيلي أيضا أن "يستخلص دروسا كثيرة" من الحرب ضد إيران. وقال ضابط إسرائيلي رفيع إنه "أحرقنا خلال الحرب مع إيران مجموعة من القدرات المتطورة، وتضليل غير مسبوق، وأسلحة مميزة، وتكنولوجيا سرية وأساليب لم نستخدمها طوال عقدين كي نستخدمها ضد الإيرانيين فقط"، حسبما نقلت عنه الصحيفة.

في هذه الأثناء، لا توجد تقديرات لدى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية حول ما إذا حزب الله سينضم إلى حرب بين إسرائيل وإيران، أو إذا كانت إيران ستنضم إلى حرب تشنها إسرائيل ضد حزب الله في لبنان، رغم أن حزب الله لم يطلق قذائف صاروخية خلال الحرب ضد إيران، لكن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال انضمام حزب الله إلى حرب جديدة بين إسرائيل وإيران.

في الأيام المقبل ستنتهي مدة اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، دون تجديده حتى الآن. "وبما أن هذه الجبهات الثلاث المفتوحة ستكون في مركز المحادثات بين ترامب ونتنياهو، ليس مستبعدا أن يُطالب نتنياهو بالتنازل لترامب في إحدى الجبهات، في غزة مثلا، كي يحصل على دعم أكبر في جبهة أخرى"، حسب الصحيفة.