فيديو: الحصار يحرم الغزيين من أبسط مقومات الحياة الكريمة
تقارير مميزة

فيديو: الحصار يحرم الغزيين من أبسط مقومات الحياة الكريمة

تقرير صدى نيوز - في ظل الظروف المعيشية القاسية التي يمر بها قطاع غزة، تتفاقم الأزمات الاقتصادية والنفسية والسياسية يوماً بعد يوم جراء العدوان والحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع. ومن بين أبرز الأزمات التي نشأت في الآونة الأخيرة، أزمة الحصول على الحطب للطهي بعد أن منعت قوات الاحتلال دخول الغاز المنزلي منذ أشهر طويلة في مشهد يعيد القطاع سنوات الى الوراء ويحرمهم ابسط حقوقهم في الحياة، ما دفع المواطنين للبحث عن بدائل قاسية ومكلفة. لم تعد الأزمة تقتصر على مشقة الطهي أو غلاء الأسعار، بل امتدت لتطال أهم الرموز الفلسطينية، شجر الزيتون، الذي يمثل تراثاً وهوية متجذرة في الأرض الفلسطينية.

تقول أم عمار الحويطي، وهي نازحة تقيم في أحد المخيمات، لـصدى نيوز: "أشتري الحطب بشكل يومي من أجل الطهي، ولكن بعد ارتفاع الأسعار أصبح من الصعب جداً الحصول عليه، فأضطر أحياناً لتقليل الوجبات. الطهي على النار أتعبني وتسبب لي أمراضاً في الصدر والاختناق". وأضافت أن أزمة الحطب لم تعد مجرد معاناة معيشية، بل أصبحت تهدد حياة الناس، إذ قتل صباح اليوم أحد الفلسطينيين أثناء محاولته جمع الحطب في المناطق الشرقية بعد تجريف أراضي الزيتون.

youtube
 
 

أما المواطن ماجد الذرة، فقد اضطر كما يقول لـصدى نيوز، إلى بيع وتكسير طقم النوم الخاص به من أجل الطهي والحصول على بعض النقود، مضيفاً أنه يذهب أحياناً إلى الأفران المجاورة لتوفير بعض المال بسبب عدم قدرته على شراء الأخشاب.

وفي السياق ذاته، تحدث الشاب محمود الربعي من مدينة غزة، والذي نزح إلى جنوب القطاع، قائلاً لـصدى نيوز: "اضطررت لبيع الحطب وجمعه من أماكن مختلفة لأوفر بعض المال. أثناء جمع الحطب التقيت بشبان فقدوا حياتهم نتيجة الاستهداف، فالأمر أصبح محفوفاً بالمخاطر". وأضاف أن بعض المواطنين اضطروا لقطع أشجار الزيتون من أجل استخدامها في الطهي أو بيعها لتوفير قوت يومهم.

المواطن محمد مهدي من جهته، عبّر بحزن شديد عن اضطراره لقطع شجرة زيتون عمرها عشرات السنوات بسبب انعدام الغاز والأخشاب، قائلاً: "لم أجد بديلاً، فاضطررت لقطع الشجرة التي زرعها والدي منذ زمن بعيد. كما كسرت بعض الأثاث الخشبي في المنزل للطهي". وناشد مهدي عبر صدى نيوز الوفود والمؤسسات الإنسانية بضرورة وضع الوقود والغاز على رأس أولويات الإغاثة، قائلاً: "النار أرهقتنا وتسببت لنا بالأمراض الصدرية والاختناق، نريد حلاً عاجلاً لهذه الأزمة".

على الجانب الآخر، يحاول المواطن عبد الله بريك إدخال كميات من أغصان الزيتون إلى منزله بعد أن حصل عليها من أشجار قام الاحتلال بتجريفها أو من مواطنين اضطروا لقطعها. وقال لصدى نيوز: "أشعر بالحزن الشديد على قطع هذه الأشجار المعمرة، فهي تمثل تراثنا وهويتنا الفلسطينية، ولكن للأسف اضطررنا إلى حرقها من أجل الخبز والطهي".

بهذا المشهد المؤلم، تتحول أشجار الزيتون – رمز الصمود الفلسطيني – إلى وقودٍ للبقاء، في وقت يعيش فيه سكان قطاع غزة واحدة من أشد الأزمات الإنسانية والمعيشية في تاريخهم الحديث. وأمام كل هذه الظروف المأساوية، تتجلى صور صمود الغزيين في ظل حرمانهم من أبسط مقومات الحياة.

أُنجز هذا التقرير بدعم من الاتحاد الأوروبي