ما القبة الحرارية وأسباب موجة الحر الشديدة في فلسطين والدول العربية؟

صدى نيوز -تشهد فلسطين وعدد من دول الشرق الأوسط موجة حر شديدة وغير مسبوقة نتيجة تأثير ظاهرة «القبة الحرارية»، التي تحبس الهواء الساخن فترات طويلة، ما يرفع درجات الحرارة بشكلٍ كبير.

تؤثّر هذه الظاهرة سلباً في الصحة العامة وتزيد استهلاك الكهرباء، ما يضغط على البنية التحتية ويخلق تحديات اقتصادية تتعلق بارتفاع الطلب على الطاقة وشبكات الكهرباء.

موجة حر قياسية تضرب الدول العربية

تشير التوقعات إلى ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة منتصف الأسبوع الجاري في فلسطين والأردن والعراق ومصر وسوريا ولبنان وشمال السعودية نتيجة تأثرها بكتلة هوائية شديدة الحرارة تتحرك نحو الشرق الأوسط، مع تسجيل زيادات تتجاوز 10 درجات مئوية فوق المعدلات المعتادة لهذا الوقت من العام.

وأدّت هذه الموجة إلى زيادة كبيرة في استهلاك الكهرباء خاصة لأغراض التبريد، ما دفع وكالة الطاقة الدولية إلى الدعوة لاتخاذ إجراءات لتحسين كفاءة أجهزة التبريد وتشديد اشتراطات البناء، بهدف خفض الطلب على الطاقة وتقليل التكاليف.

ففي فلسطين والأردن، يشهد الأسبوع الحالي موجة حر غير مسبوقة، حيث تصل العظمى في بعض مناطق البادية إلى 43 درجة مئوية، وسط تحذيرات من التعرض المباشر لأشعة الشمس، خاصة في أوقات الذروة.

 

في العراق، شهدت محافظتا بابل وكربلاء أمس الاثنين انقطاعاً تاماً للكهرباء نتيجة الارتفاع القياسي في درجات الحرارة وزيادة الاستهلاك، بحسب ما أعلنت وزارة الكهرباء العراقية.

وفي مصر، حذّرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية من موجة حر شديدة تجتاح معظم أنحاء البلاد من الاثنين حتى الجمعة المقبل، مع توقعات بوصول درجات الحرارة في الظل إلى 49 مئوية في جنوب البلاد.

كما حذّرت المديرية العامة للأرصاد الجوية في سوريا من ارتفاع درجات الحرارة إلى نحو 49 مئوية، خاصة في المنطقة الشرقية ومنطقة الجزيرة.

ما القبة الحرارية؟

القبة الحرارية (Heat Dome) هي ظاهرة مناخية تحدث عندما تتجمع كتلة من الهواء الساخن تحت ضغط جوي مرتفع ثابت فوق منطقة معينة، ما يمنع تحرك الهواء الساخن ويحبسه في المكان ذاته.

هذا الانحصار يؤدي إلى ارتفاع ملحوظ ومستمر في درجات الحرارة لفترات تمتد من عدة أيام إلى أسابيع، ما يسبب موجات حر شديدة تؤثّر في البيئة والصحة العامة وتزيد استهلاك الطاقة.

وتتكوّن القبب الحرارية نتيجة عدة عوامل، أبرزها ارتفاع حرارة مياه سطح المحيطات والبحار، بالإضافة إلى تأثيرات الاحتباس الحراري التي تضعف التيار النفاث المار عبر شمال المحيط الأطلسي.

وتظهر القبة الحرارية عادةً خلال فصل الصيف، خاصة في المناطق الداخلية والجافة، وتترافق مع موجات حر وجفاف متزايدين نتيجة الاحتباس الحراري والتغيرات في التيارات الجوية العالمية.

وتؤدي هذه الظاهرة إلى ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، ما يزيد احتمالية حدوث حرائق الغابات ويشكّل تهديداً للصحة العامة من خلال ضربات الشمس والإجهاد الحراري.

كما تضغط القبة الحرارية على شبكات الكهرباء بسبب كثرة استخدام أجهزة التبريد، بالإضافة إلى تأثيراتها السلبية على الزراعة وموارد المياه.

وفي هذا السياق توقعت وكالة الطاقة الدولية زيادة طلب الطاقة بنسبة 4% سنوياً حتى 2035، مع تركيز النمو في الاقتصادات الناشئة، ما يؤكد الحاجة الملحة لتحسين كفاءة التبريد وتقليل الضغط على الشبكات.