
هيكل الفيدرالي تحت المجهر مع تحركات ترامب وتغير موازين القوى
صدى نيوز - مهما حدث في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر أيلول، فإنه سيبدو باهتاً مقارنةً بإعادة النظر بشكل شامل في هيكل البنك المركزي الأميركي، وهو احتمال أثاره ترشيح دونالد ترامب لستيفن ميران، لشغل المنصب الشاغر في مجلس إدارة الفيدرالي مؤقتاً، ما أثار الجدل حول هيكل الاحتياطي الفيدرالي واستقلاليته ودوره المركزي في السياسات النقدية.
وقد طالب ميران سابقاً بإعادة تنظيم طريقة التصويت وعملية التعيين في الاحتياطي الفيدرالي، وربط البنك المركزي بشكل أوثق بتوجهات الحكومة.
ما زال أمام هذا التغيير المؤسسي الكبير العديد من العقبات الكبيرة، فعلى سبيل المثال، لا يزال ترشيح ميران بحاجة إلى تأكيد من مجلس الشيوخ، ثم إنه مجرد صوت واحد فقط في ظل النظام الحالي.
ولم يُعلن ترامب بعد عن مرشحه لخلافة رئيس مجلس الإدارة الحالي، جيروم باول، في مايو المقبل، ولكن بتعيين رئيس موالي لترامب، إلى جانب كريس والر، المؤيد للرئيس، وستيفن ميران، وميشيل بومان، التي عينها ترامب سابقاً، ستكون أغلبية المجلس، المكون من 7 أعضاء رئيسيين، مؤيدة لتوجهات الرئيس، لكن سيتبقى رؤساء البنوك المركزية الإقليمية الخمسة الذين يكملون تشكيل لجنة صنع السياسات النقدية، المكونة من 12 عضواً.
يمكن لرؤساء البنوك المركزية الإقليمية الخمسة إيقاف نفوذ أصدقاء ترامب، لكن من المرجح أن تكون آراؤهم متقلبة، خاصةً بعد تقرير التوظيف الضعيف الأسبوع الماضي، وتوقع الأسواق استئناف تخفيضات أسعار الفائدة الشهر المقبل.
عاصفة
إن إعادة النظر في هيكل الاحتياطي الفيدرالي وأدائه واستقلاليته تُعدّ مسائل أعمق بكثير من سيطرة أصدقاء ترامب، فهناك معارضة محتملة من الكونغرس أيضاً، كما أن أصوات داخل الإدارة الأميركية سارعت في التقليل من شأن هذه التكهنات.
صرح وزير الخزانة، سكوت بيسنت، الذي تحدث الشهر الماضي عن ضرورة فحص المؤسسة بأكملها، لشبكة NBC هذا الأسبوع بأن ترامب يُكِن «احتراماً كبيراً» للبنك المركزي، وأنه «يُحبّ التعامل مع محافظي الفيدرالي الأميركي».
ويعتقد مسؤولون سابقون في الاحتياطي الفيدرالي، مثل بيل دادلي، الرئيس السابق لبنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، أن المؤسسة واستقلالها سيصمدان أمام هجمات ترامب المتكررة على القيادة الحالية.
في مقال رأي نُشر في بلومبيرغ هذا الأسبوع، كتب دادلي «لا تنخدعوا بالدراما! في ما يتعلق بكيفية إدارة الاحتياطي الفيدرالي للاقتصاد، فالأمر أشبه بعاصفة في فنجان».
ومع ذلك فإن تعيين ميران يشير إلى أن رؤية ترامب الاقتصادية سيتم إدماجها في الاحتياطي الفيدرالي.
تحول ضخم
يرى بعض النقاد أن تبني ترامب الدرامي للأصول الرقمية والعملات المشفرة والعملات المستقرة يُعدّ بالفعل مؤشراً على اتجاه قد يُحدث تحولاً في عالم النقد والنظام المصرفي.
كان ترامب قد وقّع الشهر الماضي قانوناً لإنشاء إطار تنظيمي للعملات الرقمية المستقرة المرتبطة بالدولار الأميركي، في خطوة يُنظر إليها على أنها تمهيد لاعتماد هذه الأصول الرقمية كوسيلة دفع يومية وتحويلات مالية أكثر انتشاراً.
وكتب كينيث روجوف كبير الاقتصاديين السابق في صندوق النقد الدولي، هذا الأسبوع، أن إطار عمل ترامب للعملات المستقرة يحمل أوجه تشابه مذهلة مع حقبة البنوك الحرة في القرن التاسع عشر، عندما لم يكن لدى الولايات المتحدة بنك مركزي من الأساس.
وكتب روجوف على موقع بروجيكت سينديكيت «في ذلك الوقت أصدرت البنوك الخاصة عملاتها الخاصة المدعومة بالدولار، وغالباً ما كانت العواقب وخيمة مثل الاحتيال وعدم الاستقرار والهروب المتكرر للأموال من البنوك».
في حين أن مشكلات مماثلة «لا بد أن تظهر» مع العملات المستقرة، خاصة التهرب الضريبي، استدرك روجوف وأكد أن كبار مُصدري العملات المستقرة اليوم أكثر شفافية وأفضل رأسمالية من نظرائهم في القرن التاسع عشر.
أما مصير دور الاحتياطي الفيدرالي في عالم من العملات المستقلة عنه، فمسألة أخرى تماماً.
إن مؤيدي ترامب يرون أن المحللين يبالغون في تفسير تصريحات ترامب العفوية، وأن الأمور غالباً ما تنتهي إلى خطط معقولة، إلا أن مايك دولان، المحرر المتخصص في الشؤون المالية والأسواق في رويترز، يقول إنه قد ثبت أن التقليل أو التشكيك في نية ترامب لإعادة تشكيل المؤسسات الأميركية والعالمية كان بمثابة «حماقة العام».

تراجع أسعار النفط وسط ترقب انفراجة لمفاوضات أميركية روسية بشأن أوكرانيا

أسعار الذهب تتراجع تزامناً مع انحسار المخاوف الجيوسياسية

ضريبة تصدير جديدة على رقائق الذكاء الاصطناعي تطال إنفيديا وAMD

سامسونغ تكشف استراتيجيتها لمنافسة الساعات الذكية الصينية

السعودية: نمو الإنتاج الصناعي في ظل انتعاش النفط

الذكاء الاصطناعي يحدد أسعار التذاكر عبر استغلال بيانات المسافرين

اضطرابات في سوق الذهب بسبب رسوم أميركية مفاجئة
