إسرائيل تقف مُوحدة لتطبيق "الضم"..ماذا سيفعل الفلسطينيون؟
رئيس التحرير

إسرائيل تقف مُوحدة لتطبيق "الضم"..ماذا سيفعل الفلسطينيون؟

كتب رئيس التحرير: نحن قاب قوسٍ أو أدنى من تحالف امبراطور ضم المستعمرات "نتنياهو" مع مُحترف قتل وحرق أطفال غزة "غانتس"، نحن على مرمى حجر من تشكيل الحكومة الاسرائيلية التي ربما تكون الأكثر تطرفاً ودموية وابتلاعاً للأراضي.

سيفوز نتنياهو "وفق الترجيحات" في معركته القضائية الخميس المقبل في محكمة العدل العليا، وسيترأس الحكومة الجديدة مع تعديلات بسيطة على إتفاق الليكود مع "ازرق - ابيض" على تشكيل الحكومة تتعلق بعضوية نتنياهو وأعضاء الليكود في لجنة تعيين القضاة بسبب تضارب المصالح.

إسرائيل ترتب ذاتَها، تقوي نفسها، تبني داخلها وتُمتِّنه، وهي ماضية في طريق تطبيق قرارات الضم، فحوالي 90% من الإسرائيليين يريدون جعل هذه القرارات فِعلاً ملموساً على أرض الواقع.

 الفلسطينيون يقاتلون مشروع الضم بسيف من خشب

وعلى بعد مئات الأمتار الهوائية عن أي مستوطنة إسرائيلية جاثمة على صدر الأرض الفلسطينية، هناك تجمع فلسطيني، "وزارة أو مؤسسة، مُقاطعة أو مركز عسكري فلسطيني، مبنى لفصيل أو معسكر تدريب"، هذا الطرف الفلسطيني مُفتت ومُنقسم ومُنهك بسبب الإنقسام بين حماس وفتح.

 ليس هذا فقط بل تعدت ذلك لتشمل تفككا في الموقف بين فصائل منظمة التحرير مثل الجبهة الشعبية التي دخلت في صدام كبير مع حركة فتح وقيادتها وكل فصيل الآن يغني على ليلاه، وحتى الفصائل الكبيره كحماس وفتح أصبح بداخلها عِدة تيارات تحارب بعضها البعض، في ظل موقف أمريكي إسرائيلي موحد و غطاء عربي معهم لتنفيذ صفقة القرن، فهل سنواجه ذلك في البيانات المشتتة من كل فصيل والتي لا تساوي الحبر الذي تكتب به أم سنواجه ذلك بكم هائل وتصريحات نارية ومزاودات على بعضهم البعض. 

 الكبينت جهّز طبخة "الضم".. ماذا فعلت "المقاطعة"؟
كيف سيقف معنا العالم أو حتى بقية العرب والمسلمين ما دمنا مُنقسمين مُفرقين وبهذه الحالة السيئه التي وصلنا لها؟

 إنهاء الانقسام لم يعد مجدياً في ظل غياب الحياة الديمقراطية لأكثر من 15 عاماً، وبقاء القرارات السياسية وغيرها بيد أشخاص بعينهم بسبب عدم إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ولم تعُد الجماهير تثق بقراراتهم وهناك أزمة ثقة عميقة بين الشعب والقيادات التي أسُتهلكت، وأكل الدهر عليها وشرب، فلم يعد الشعب يحترم قرارات من هنا وهناك معظمها متضارب ومستهلك، سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة.
ما نحتاجه بشكل عاجل لمواجهة الإصرار الاسرائيلي الأمريكي على الضم والتوسع وتطبيق صفقة القرن هو كالتالي:

أولاً: إنهاء الإنقسام بشكل فوري وإعلان وحدة وطنية بين مختلف الفصائل تحت شِعار تحرير فلسطين ومواجهة الأخطار المحدقة من قرارات الضم والتطبيع العربي الذي أصبح علني ويُجاهر به، حتى ولو لم تكن القلوب صافية بعد، فـ"أنا وأخوي على ابن عمي"، فنحن لا نملك الوقت الكافي الآن لمراضاة هذا وذاك، الكل يجب أن يدخل الطابور، شاء أم أبى.

ثانيا: إجراء إنتخابات تشريعية ورئاسية حرة ونزيهة تشمل الوطن كله لفرز قيادات برلمانية مُنتخبة قادِرة على تحديد مصيرنا ومواجهة مخططات الأعداء وتفعيل دورنا بالمنظمات الدولية والعربية خاصة بعد الفشل السياسي الذي حققناه، ونرى ذلك بالسقوط العربي في مستنقع التطبيع العلني وبكل وقاحة وكأنه لا يوجد قيادة فلسطينة أو شعب فلسطيني.

ثالثا: بعد تنفيذ البند الأول والثاني نذهب لوضع برنامج سياسي وإقتصادي شامل وواحد لمواجهة كل التحديات والمخططات للأعداء يكون كل الشعب خلف القيادة ويدعمها ويثق بها ويحترم قراراتها مهما كانت سياسية أو مقاومة شعبية، وبذلك يحترمنا العالم والأمة العربية والإسلامية وتدعم قرارتنا.

مشروع الضم.. دُبٌّ سيدخله الفلسطينيون إلى "كرمِهِم"!
الواقع خطير بسبب هشاشة وضعنا الداخلي، وكذلك الإقليمي حيث (الربيع العربي) الذي تحول لفصول من الدم والرصاص، والصراعات المستمرة في سوريا وليبيا وغيرهما وكذلك جائحة كورونا، كل ذلك أضعف الموقف العربي والدولي الداعم لنا بشكل كبير جداً، إضافة إلى دخول أقطاب عربية في دعم صفقة القرن بشكل واضح وجلي، كيف لا ونحن نشاهد مسلسلات أبطالها من الكويت ويتم تصويرها في الإمارات وتُعرض على شاشات سعودية تدعم الفكر الصهيوني بشكل فاضح  وواضح وتُمهد لصفقة القرن بشكل صريح ووقح، ولن ننسى ورشة البحرين الإقتصادية التي ستموِل صفقة القرن، أو دولة السودان الذي إجتمع الحاكم العسكري فيها مع رئيس وزراء دولة الاحتلال بشكل علني ودون أن يحسِب أي حساب لأي فصيل فلسطيني أو للعرب والمسلمين أو جامعة الدول العربية حتى. 

ولم يعُد لنا موقف داعم سِوى الأردن والجزائر والضغوط مستمرة عليهم من الأمريكان، فلا مجال لنا الآن إلا أنفسنا "وما بِيحك جِلدك إلا ظِفرك"، لذلك يجب علينا أن نُقوي أظافرنا، أن نجعلها تطول لنستطيع حك هذا الجلد الممتد فوق حدود الـ1967.

 قرار الضم قادم لا محالة، فهل نستعد بشكل حقيقي لمواجهته؟ أم ستَلعنُنا الأجيال القادمة ويسخر منا الزمن ؟