من مجنون رسمي إلى أم هارون
رئيس التحرير

من مجنون رسمي إلى أم هارون

كتب رئيس تحرير صدى نيوز: في شهر رمضان المبارك تكثر المسلسلات والبرامج الاعلامية، حيث أن نِسبة المشاهدة والمتابعة تصل إلى ذروتها، وما نَشهدُه في هذا العام مُلفت للإنتباه من خلال ما يعرض على الفضائيات من مستوى ثقافي هابط، والأخطر دعم الرواية الصهيونية و الاسرائيلية.

ضجت وسائل التواصل الاجتماعي في جدل كبير حول مسلسل " أم هارون" الذي يعرض على شاشة MBC السعودية والذي يتحدث عن معاناة اليهود في الأربعينات في الدول العربية، والذي أعطى البطولة لفنانة كويتية "حياة الفهد" والتي لها جمهور واسع في الشارع العربي.

إسم المسلسل وحسب المصادر كان "أم شاؤول" وتم تحويله ل "أم هارون" يحاول تمرير التنمر الذي تعرضت له بطلة المسلسل أم هارون اليهودية في دولة الكويت بسبب ديانتها، ضارباً بعرض الحائط الإحترام الذي حظي فيه اليهود في الدول العربية وخاصة بعد ما تعرضوا له في أوروبا، ‫مثلا اليهود هاجروا إلى المغرب أيام الفتح الإسلامي وبعد الإضطهاد الشديد الذي تعرضوا له بأوروبا بعد إعتناق ملك القوط للكاثوليكية وصدور مرسوم في سنة 700م يقضي باستعبادهم، حتى أنهم التحقوا بجيوش الفتح الإسلامي المتوجهة للأندلس من أجل العودة إليها، واستقرت وضعيتهم أكثر بعد قيام حكم الأدارسة بالمغرب حيث سمح لهم المشاركة بشكل كامل في كل مناحي الحياة كالمواطنين الأصليين للدول العربية حتى جاءت الصهيونية التي استخدمت كل الأساليب لنقلهم لدولة الاحتلال منها ارهابهم  او إغرائهم ، حيث هاجر تقريبا 250 الف يهودي من المغر.

وهكذا في مختلف الدول العربية والعالمية دخلت الصهيونية وضربت العلاقة لليهودي في اوطانهم لصالح تهجيره لفلسطين، ولغاية اللحظة هناك تمييز بين اليهودية كديانة لها احترامها عند العرب وغيرهم وبين الصهيونية العنصرية المعادية للعرب والمنبوذة عالميًا ، ثم يأتي مسلسل ومن شاشات عربية لتغيير الرواية لصالح الصهيونية.

‫ما نشهده من اعلام هابط وغياب لدور المثقف العربي جعلنا نتابع مسلسل التفاهة اسمه  "رامز مجنون أصلي"  أنُفق عليه منذ سنوات الملايين دون أن يقدم أي فائدة تذكر للشارع العربي ثم نصل لمسلسل " وطن على وتر" الذي يأخذ حلقاته الهابطة من نكت على وسائل التواصل الإجتماعي ثم برامج مثل ستار أكادمي وبرامج تطبيعية كثيرة، ناهيك عن تفاخر بعض الفضائيات العربية التي تستضيف المتحدث بإسم دولة الاحتلال ليدافع عن الرواية والجرائم الاسرائيلية في كل بيت عربي.

‫ما يحدث في العالم العربي هبوط إعلامي مبرمج باتجاه التطبيع، وغياب للرواية العربية بإتجاه فلسطين وكذلك برامج هابطة على المستوى القيم والاخلاق العربية، وهنا نقول: أين المثقف العربي من هذا المستوى؟ وهل هناك فقدان للسيطرة على الفضائيات العربية؟

‫ارتكبت النازية الاسرائيلية مذابح وجرائم من دير ياسين وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا حتى مجزرة الحرم والحروب على غزة وقصفت هناك العائلات بشيوخها ونسائها وأطفالها، والآلاف من الشهداء، ودخل سجون الاحتلال مليون أسير  وكل منهم قصة ومسلسل من الممكن أن يتصدر الدراما العالمية، لا نجد أحد يتبنى ذلك، لماذا؟  وأين المسؤولون والفصائل والأحزاب؟

‫ هذه دعوة للمثقفين للصحوة و محاربة البرامج الهابطة وإعادة الرواية والمأساة الفلسطينية في صميم أعمالهم والتدخل لوقف هذا المستوى الدوني في عالمنا وإعلامنا العربي. ‬