هل حقا قلب احمد الاحمد المعادلة في سيدني واحبط المؤامرة ؟!
مقالات

هل حقا قلب احمد الاحمد المعادلة في سيدني واحبط المؤامرة ؟!

ما هي الا دقائق معدودة بعد وقوع حادث سيدني الذي هز استراليا الاحد الماضي ، وراح ضحيته زهاء 16 شخصا كانوا من بين مئات الاشخاص اليهود الذين أموا شاطىء بوندي في سيدني للاحتقال بعيد حانوكاه اليهودي ، الا وسارع الملوك والامراء والرؤساء والحكومات ، تبعهم السياسيون والمحللون والاعلاميون من مختلف انحاء العالم ، في التعبير عن ادانتهم واستنكارهم لهذا الحادث المؤلم من دون شك ، خاصة وانه استهدف اشخاص عُزل لا نوايا لهم سوى احياء فعالية خاصة بهم . 

الدولة العبرية بكل اركانها السياسية والاعلامية ، استغلت الموقف خير استغلال ، وراحت تلقي بالتهم على ما اسموه "الارهاب الاسلامي" متضمنا شكلا من اشكال الاتهام المُبطن للفلسطينيين ، متذرعة باعتراف الدولة الاسترالية بالدولة الفلسطينية الذي شجع مثل هذا الحادث وربما سيؤدي الى حوادث مماثلة في المستقبل ، دون التطرق الى الاسباب الحقيقية والمُحرك الاساسي لمثل هذه الحوادث ، ودون التطرق الى من قام بالانقاض على مُطلق النار على المحتلفين اليهود ، والذي لولاه لكانت الخسائر اكثر بكثير من العدد المُعلن . 

حادث سيدني يفتح ابواب التساؤلات على مصراعيها : ما الغرض الحقيقي من وراء هذا الحادث ؟ وما الدافع منه ؟ ومن الجانب الحقيقي الذي يقف خلفه ؟ وهل حقا ذلك الاب وابنه من قاموا به بدافع شخصي ، ام كانوا ادوات لتحقيق اغراض خفية ؟ وربما هناك مزيد من التساؤلات !! 
لدى التحليل لهذا الحادث ، لا بد من الغوص في العقلية الصهيونية ، واستكشاف ما كانت تُكيده وما زالت ، ومن بين ذلك العودة الومنية الى الوراء ، ومنها العودة الى لعقود ماضية ابان الحرب العالمية الثانية : 

اولا : مع بالغ الاسف وألألم لانتشار العنف بحق المدنيين العُزل خاصة رواد دور العبادة ايا كانت هويتهم ، لا يُمكن فصل حادث سيدني عن الجرائم الاسرائلية الممتدة منذ اكثر من عامين في الاراضي الفلسطينية المحتلة ، وفي قطاع غزة على وجه الخصوص ، وخاصة جرائم الابادة التي ُتركب بحق ابناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية . 

ثانيا : لا يُمكن الاستمرار في تصوير الدولة العبرية واجهزتها الرسمية السياسية والامنية والعسكرية بدور الضحية ، والاصغاء فقط للرواية والسردية الاسرائيلية الصهيونية المُخادعة والتي تُصور ما يجري الا دفاع عن النفس ودرء لما يُسمونه " الارهاب " . 

ثالثا : لا يمكن القفز لدى الحديث عن حادثة سيدني ، عن الصورة السيئة جدا التي باتت تظهر فيها الدولة العبرية في نظر العالم اجمع من غربه الى شرقه ، في ظل الجرائم الوحشية التي ترتكبها يوميا في فلسطين ولبنان وسوريا وانحاء عديدة من الوطن العربي . 

رابعا : في عودة الى الوراء عقود طويلة من الزمن ، حين اتفقت الحركة الصهيونية مع النازية الهتلرية الالمانية لارتكاب جرائم بحق اليهود للضغط عليهم بالهجرة الى فلسطين ، ولم يعد ذلك سرا ، فقط كشفته كثير من الدراسات والابحاث من باحثين عرب واجانب ، ومنهم يهود ايضا ، وتبرير جرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق الفلسطينيين والعرب عامة ، بما كابده اليهود في عهد النازية ، وانهم ضحية " الهولوكوست " ومعادية السامية ، وانهم فقد ( اليهود ) ابناء سام ، بينما الفلسطينيين والعرب ليسوا من أبناءه ، ومن يُمكن القول انه من الممكن ان تُكرر الدولة العبرية ، وليدة الحركة الصهيونية ، ذات المكائد والمؤامرات السابقة لتحسين صورتها السيئة والعودة الى إظهار اليهود مظهر الضحية . 

خامسا : فيما لو كان هناك اوجه صحيحة في نظرية المؤامرة الصهيونية الاسرائيلية المتمثلة بحادثة سيدني ، خرج ذلك البطل الاسترالي ، المسلم العربي السوري الاصل احمد الاحمد ، وليس يهودي كما حاول نتنياهو واركان حكومته واجهزته الاعلامية تصويرة ، وهو أب لطفلتين وبائع الفواكه ، كان قد هرب من الوت والخوف واعمال الفوضى التي عمت بلاده ، واذا ما شاهده سابقا مثُل امام عينه من جديد ولكن ليس في بلاده ، فقد رأى سلاحا مشوها موجها الى عُزل لا ذنب لهم سوى اعمال ساتهم من سياسيين وعسكريين ، محتلين لارض الغير ويعيثون فساد ودمارا وقتلا واستيطانا في بلاد العُرب ومنها بلاده التي يحملها في قلبه اينما ذهب ، ليُحبطها لدى قفزه على مُطلق النار والتقليل من الخسائر وايقاف الهجوم ، رغم اصابته برصاصتين وهو ما تجاهله الاعلام الاسرائيلي ، ومر عليه الاعلام العربي والغربي مرور الكرام ، ولم يتسابق الكُتاب والمحللين في الكتابه عنه ، بقصد او غير قصد ، ولكن حقيقة الامر فرضت نفسها وكشفت المستور . 

مما سبق لا يمكن القول الا  ان اي ممن يمتلك مواصفات الانسانية والضمير الحي سيقوم بما قام به احمد الاحمد ، الذي بفعلته قلب المعادلة راسا على عقب ، وربما احبط مكيدة كاد العالم يبتلعها ، وكشف محاولات تشويه صورة العرب والمسلمين والتغطية على الجرائم الاسرائيلية ، وما عكس ذلك ما هو الا عديم الانسانية واقرب الى الوحوش المفترسة ، وما تقوم به سلطات الاحتلال الاسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية بعيد بُعد السماء عن الارض عن مواصفات الانسانية ، ولا يُمكن وصفه الا بجرائم وحشية تندى لها الانسانية والبشرية ، وما هذه الجرائم الا مُحرك لاخرى مماثلة ستُركب بحق ابناء الدولة العبرية ، تلك الدولة التي باتت تعشق الدماء وازهاق الارواح والاستيطان والتطرف ولا تكف عن استخدام كافة الاساليب التآمرية ونسج المكائد لتحسين صورتها مهما بلغ الثمن ، والتاريخ حافل باحداث تؤكد استعداد الصهيونية التضحية بيهود في سبيل تحقيق الاهداف المنشودة العلنية والمخفية ، التي تكفل استمرار وجودها وبسط نفوذها وسيطرتها .

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.