ليس اجتهاداً بل خطيئة تستحق المحاسبة 
مقالات

ليس اجتهاداً بل خطيئة تستحق المحاسبة 

أخطاء حركة حماس ليست اجتهادات غير صائبة وجاءت في سياق وطني وإسلامي وبالتالي يمكن أن نجد لها عذراً أو ينطبق عليها الحديث المنسوب للرسول الكريم :(إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر) هذا إن كان الحديث صحيحاً.  

ذلك أن حركة حماس غير مفوضة بحكم الشعب الفلسطيني، كما أنها لم تستشر الشعب عندما قامت بطوفانها وعندما ربطت نفسها بأجندة خارجية غير وطنية، وبالتالي فما قامت به خارج عن المفهوم الحقيقي للجهاد والاجتهاد وخارج السياق الوطني، وما قامت به جرائم بحق الشعب الفلسطيني تستدعي المحاسبة من الشعب بالإضافة الى الحساب الرباني يوم القيامة لهم ولمن تبعهم.
خطايا حماس لم تبدأ بتسببها بشن إسرائيل حرب الإبادة والتطهير في قطاع غزة وكل الويلات التي يعاني منها أهلنا في القطاع وحتى في الضفة بل سابقة على ذلك، وأهمها: 

1- كانت البداية عندما سمحت إسرائيل بتأسيس المجمع الإسلامي في قطاع غزة عام 1973 برئاسة الشيخ أحمد ياسين عندما كانت المواجهة على أشدها بين إسرائيل ومنظمة التحرير وكانت المنظمة متهمة بالإرهاب من تل أبيب وواشنطن اللتان فشلتا في وقف العمل الفدائي لفصائل منظمة التحرير أو التأثير على الالتفاف الشعبي حولها وما تحققه دولياً من إنجازات سياسية، فكان المخطط بخلق فتنة داخلية لإضعاف منظمة التحرير من خلال صناعة جماعة معارضة بمشروع غير وطني ومعادية للمنظمة لتشتت جهودها الوطنية وتخلق فتنة داخلية، فكان المجمع الإسلامي الإخواني ثم تأسيس حركة حماس عام ١٩٨٧ وتسهيل تسليحها .

2- الجريمة الثانية: عندما قامت بالانقلاب على السلطة وفصل غزة عن الضفة بدعم إسرائيلي وكانت قطر عرابة الانقسام التي استمرت بدعم سلطة حماس إعلامياً ومالياً من خلال الأموال التي كان يحملها معه السفير العمادي وتمر عبر إسرائيل وبموافقتها وهو ما اعترف به نتنياهو نفسه. 

3- الجريمة الثالثة: عندما ربطت ورهنت القضية الوطنية بجماعة الإخوان المسلمين ثم بإيران ومحورها.

4- الجريمة الرابعة: عندما تبنت فكراً اسلاموياً معادياً للهوية والثقافة الوطنية وصنعت انقساماً اجتماعياً وثقافة كراهية وحقد حتى داخل أبناء قطاع غزة بحيث أصبح عندنا مجتمعاً حمساوياً في مواجهة بقية أبناء الشعب وهو انقسام امتد حتى للساحات الأخرى في الضفة والأردن والشتات.

5- الجريمة الخامسة: جر الشعب الفلسطيني وخصوصاً في قطاع غزة لمواجهات عسكرية مباشرة مع العدو دون أي استراتيجية وطنية أو حسابات عقلانية لموازين القوى أو اهتمام بما يترتب على هذه المواجهات من موت وخراب ودمار للمواطنين، وآخرها طوفان الأقصى الملتبس.

6- الجريمة السادسة: تسهيل تمرير المشروع الصهيوني القائم على الاستيطان وتهجير الفلسطينيين لإحلال اليهود محلهم، وهو ما يجري في قطاع غزة والضفة، مما أفقد الشعب أهم ورقة قوة وأهم سلاح للمقاومة وهو تثبيت الشعب على أرضه. 

7- الجريمة السابعة: تشويهها حق ومبدأ مقاومة الاحتلال، فطريقة ممارستها للمقاومة شوه المقاومة وكره الناس فيها داخل فلسطين وخارجها وجعل من (المقاومين) وكأنهم مجموعات مرتزقة تشتعل لصالح أجندة غير وطنية سواء جماعة الإخوان المسلمين أو إيران. 

8 – الجريمة الثامنة: شوهت تاريخ النضال الوطني الفلسطيني وتنكرت لتضحيات الشعب الفلسطيني طوال مائة عام منذ هبة البراق 1922 وثورة القسام 1935 والثورة الفلسطينية الكبرى 1936 والتي امتدت حتى 1039 وتضحيات المجاهدين خلال حرب 48 وكان على رأسهم المجاهد عبد القادر الحسيني، كما تجاهلت نضالات وتضحيات الثورة الوطنية الفلسطينية لحركة فتح وفصائل منظمة التحرير منذ منتصف الستينات، معتبرة أن النضال الفلسطيني لم يبدأ إلا مع حركة حماس في ثمانينات هذا القرن.

9 – الجريمة التاسعة: إساءتها للشعب الفلسطيني عندما زعمت أن الفلسطينيين لم يعرفوا الإسلام الحقيقي إلا مع حركة حماس وخصوصاً في قطاع غزة، وبالتالي كفرت كل من هو غير حماس أو يعاديها.

10- الجريمة العاشرة: تشويهها واساءتها للإسلام الحقيقي، وذلك من خلال ما كان يصدره شيوخها الجهلة من فتاوي واجتهادات كانت أقرب للهرطقة التجديف الديني .

11- الجريمة الحادية عشر: تعزيز الانقسامات الفلسطينية الداخلية وتوتير العلاقات مع عديد من الدول العربية والتي صنف بعضها حماس كحركة إرهابية

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.