الفساد فيما تسمى المساعدات الإنسانية لغزة
من المفروغ منه مسؤولية الكيان الصهيوني ككيان استعماري عنصري إرهابي عن كل مصائب الشعب الفلسطيني وعدم الاستقرار في المنطقة عموماً، بما في ذلك مآسي حرب الإبادة والتطهير العرقي وما ترتب عنها من مجاعة وأوضاع إنسانية صعبة لأهالي قطاع غزة من خلال تحكمها بحجم ونوعية المساعدات التي تصل للقطاع.
ولكن يتزايد الحديث عن الفساد وغياب العدالة في توزيع القليل من المساعدات التي تصل للقطاع، وإن كان لإسرائيل دور في فوضى توزيع المساعدات فإن أطرافاً فلسطينية، وعربية أحياناً، تشارك في هذه الفوضى وغياب عدالة التوزيع.
مثلاً حركة حماس تطبق ما التزمت به منذ تأسيسها بأن مال حماس لحماس وبالتالي تخص المنتمين لها بما يصل لها من مساعدات وبأموال الجباية التي ما زالت تجبيها حتى وقت الحرب، كما أن جماعة دحلان أو ما يسمى التيار الاصلاحي يوظف المساعدات التي تصل من دولة الإمارات لتوزيعها على المنتمين للتيار ومؤيديهم بالدرجة الأولى من خلال ما تسميه عملية الفارس الشهم، وحتى ما يصل من مساعدات قليلة من السلطة وحركة فتح تكون الاولوية حسب الولاء للهيئة القيادية لفتح غزة، ووصل الفساد وسوء التوزيع للمنظمات الدولية أيضاً.
تصل للقطاع حوالي 200 شاحنة (مساعدات إنسانية) وهي أقل بكثير مما تم الاتفاق عليه في مبادرة ترامب وقمة شرم الشيخ ، ويفترض إنها مساعدات إنسانية بمعنى توزيعها للمحتاجين دون مقابل ولكن للأسف أغلب هذه (المساعدات)تصل للتجار الذين يبيعونها للسكان بأسعار خيالية لا يقدر عليها أغلب السكان، وتباع هذه المساعدات على مرأى ومسمع حكومة حركة حماس والمنظمات الدولية.
صحيح تصل بعض المساعدات للمحتاجين خارج حسابات الولاء السياسي لهذه الجهات ولكن نسبتها قليلة، ولأن غالبية سكان القطاع غير منتمين لهذه الجهات والاحزاب وكثير من العائلات المتمسكة بما تبقى عندهم من كرامة ولا يعرفون أساليب المداهنة والتملق ولا يستطيعون التواصل مع الجهات النافذة والتي تملك مفاتيح الوصول للمساعدات، هذه الفئة هم غالبية السكان فلا يستطيعون الحصول على خيمة لتسترهم وتقيهم برد الشتاء وامطاره أو حصة من المساعدات تساوي ما يحصل عليه غيرهم.
المشكلة والمصيبة عندما يوظف هؤلاء الفاسدون الدين لتبرير تصرفهم، كتوظيف القاعدة الشرعية أو القول المأثور الذي يقول (الأقربون أولى بالمعروف) أو حق (العاملون عليها) وهي نصوص واردة في القرآن ولكن في سياقات وبمعاني لا تنطبق على ما يجري في قطاع غزة ،وللأسف راكم بعض (العاملين عليها) ممن يجمعون المساعدات باسم الشعب الفلسطيني الملايين في حسابات خاصة بهم وأصبحوا من الأثرياء بينما من تم جمع المساعدات لصالحهم لا يصلهم الا الفتات، وفضيحة ما تسمى (وقف الأمة) التابعة للإخوان المسلمين وحركة حماس ما زالت محل تداول في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي.
الإقتصاد القادم...
قرار 2803 خطر أم فرصة
الطبقة السياسية الفلسطينية غير محصنة من الاختراق
غزة بين الوصاية الأمريكية والمستوطنين: رفض قرار مجلس الأمن وكشف الدور الأمريكي
التحول الرقمي في فلسطين بين الهيمنة التكنولوجية وفرص الاستقلال السيادي
بين إعلان شرم الشيخ وقرار مجلس الأمن المأساة الإنسانية في غزة متواصلة
إسرائيل واستراتيجية “الشريك المستحيل”










