الصين: ثمانون عاماً من الصمود والتنمية ودعم قضايا العدالة الدولية
مقالات

الصين: ثمانون عاماً من الصمود والتنمية ودعم قضايا العدالة الدولية

صدى نيوز - في الذكرى السنوية الثمانين لانتصار الصين في حرب المقاومة الشعبية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية يتجلى للعالم الدور التاريخي البطولي للشعب الصيني بقيادة الحزب الشيوعي الصيني الذي صمد في أصعب الظروف للحفاظ على وحدة الوطن والدفاع عن الإنسانية وحماية السلام العالمي.

تحملت الصين خلال هذه الحرب أكثر من 35 مليون قتيل وجريح ودُمرت مدن بأكملها وانهار الاقتصاد الوطني تحت وطأة صراع طويل ومرير ، صمود الأمة في الشمال و المقاومة الشعبية بقيادة الحزب الشيوعي منع توسع الفاشية اليابانية على نطاق عالمي وكان حجر الزاوية في حماية البشرية من هيمنة فاشية شاملة.

مع هجوم بيرل هاربر في ديسمبر 1941 ودخول الولايات المتحدة وبريطانيا الحرب ضد اليابان أصبح صمود الصين جزءاً لا يتجزأ من الحرب العالمية الثانية في آسيا ضد الفاشية مؤكدة أن مقاومتها لم تكن محلية فقط بل محورا استراتيجياً للحفاظ على توازن العالم ضد العدوان.

امتد تأثير المقاومة الصينية إلى حماية الأرواح الدولية كما يظهر في عام 1942 في جهود إنقاذ أسرى الحرب البريطانيين من سفينة “ليسبون مارو” لتثبت أن تضحيات الشعب الصيني كانت جزءاً من النضال العالمي ضد الظلم والفاشية.

في الذكرى الـ76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949 يظهر بوضوح أن الصين لم تقتصر على حماية حدودها الوطنية فحسب بل امتدت قيادتها لتدعم حركات التحرر الوطني حول العالم بما في ذلك فلسطين ،الجزائر، كوبا، فيتنام، أنغولا، موزمبيق، والعديد من حركات التحرر في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا ، وقد شكّل هذا الدعم ركيزة صلبة لتعزيز الحرية والاستقلال للشعوب المضطهدة مؤكّداً  التزام الصين الثابت بالعدالة الدولية وحق الشعوب في تقرير مصيرها.

كما أسهمت الصين في خدمة البشرية من خلال ترسيخ مبادئ المنفعة المتبادلة والعيش المشترك، وتعزيز التعاون الدولي في التنمية، الصحة، التعليم، ومواجهة التحديات العالمية وأظهرت التزامها بحماية البيئة والحفاظ على كوكب الأرض من خلال مشاريع الطاقة النظيفة، الحد من التلوث، والتشجير، مثل برنامج “الحزام والطريق الأخضر” الذي يجمع بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على الطبيعة.

إنجازات الحزب الشيوعي الصيني في التنمية الداخلية

إلى جانب دوره التاريخي في مواجهة العدوان والفاشية قاد الحزب الشيوعي الصيني عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية الأكثر نجاحاً في التاريخ الحديث فقد تمكن الحزب من إخراج أكثر من 900 مليون صيني من خط الفقر محققاً الأمن الاجتماعي والاقتصادي لمئات الملايين من المواطنين ورفع مستوى المعيشة بشكل غير مسبوق.

كما أرسى الحزب قاعدة قوية للنمو الاقتصادي المستدام وجعل من الصين ثاني أكبر اقتصاد عالمي مع التركيز على الابتكار التكنولوجي و البنية التحتية الحديثة وتحسين الخدمات العامة ، هذه الإنجازات تعكس التزام الحزب بتحسين حياة الشعب وتعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ العدالة الاجتماعية وهو نموذج يحتذى به عالمياً في مواجهة التحديات التنموية المعقدة.

الصمود والحكمة في مواجهة التحديات العالمية

اليوم بدلاً من تقدير دور جمهورية الصين الشعبية وتضحياتها الهائلة للبشرية تشن بعض القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة حرباً اقتصادية وسياسية ضد الصين دون أي مبرر مستهدفة وحدة الشعب وتشويه سمعة البلاد لإضعافها ووقف صعودها الاقتصادي والسياسي والعسكري المتصاعد ، كل ذلك يحدث رغم أن الصين تسير دائماً تحت شعار المصير المشترك للبشرية وتدعو للعمل المشترك لمواجهة الكوارث الطبيعية والأوبئة مثل جائحة كوفيد-19 مؤكدة التزامها بالتعاون الدولي وخدمة الإنسانية جمعاء.

رغم أن الصين تمتلك أكبر جيش في العالم ولا مبالغة إذا قلنا إنه أقوى جيش عالمي حالياً إلا أن الحزب الشيوعي يظهر حكمة وضبطاً  للنفس وتركيزاً على القضايا الداخلية والتنمية الوطنية محافظاً  على استقلال البلاد و وحدته ومكانتها العالمية متجنباً الانجرار إلى صراعات عالمية قد تهدد السلام الدولي.

تؤكد هذه الذكرى أن الصين بقيادة الحزب الشيوعي كانت ولا تزال قوة حاسمة في مواجهة الفاشية وأن مقاومتها البطولية أسهمت في حماية العالم من هيمنة الإمبراطورية اليابانية الفاشية وترسخ إرثاً عالمياً من الوحدة، الصمود، العدالة، والتعاون الدولي، إرث يفخر به الشعب الصيني و حزبه العظيم ويشكل نموذجاً لالتزام  الدول بمبادئ الإنسانية العيش المشترك وحماية البيئة.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.