تهديدات بن غفير العنصرية للأسير حازم القواسمي
مقالات

تهديدات بن غفير العنصرية للأسير حازم القواسمي

اعتاد عضو الكنيست اليميني المتطرف إيتمار بن غفير القيام بجولات عنصرية استفزازية للتجمعات ‏والمواقع الفلسطينية والعربية في القدس وفي الأراضي الفلسطينية عام 48، تستهدف الحاق الأذى والضرر ‏بالفلسطينيين، والتعبير عن الكراهية والعداء السافر لهم، وفي إطار هذه الممارسات العنصرية قام بن غفير، ‏ظهر يوم الثلاثاء الماضي 19/10/2021، بزيارة استفزازية إلى مستشفى “كابلان” في مدينة رحوفوت، إذ ‏يرقد الأسير حازم مقداد القواسمي (28 عاما) المضرب عن الطعام منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وحاول اقتحام ‏غرفته حيث يخضع للعلاج في المستشفى، إذ طرأ تراجع على حالته الصحية حتى أنه أصبح غير قادر ‏على الكلام إلا بالهمس والإشارة من شدة الآلام التي يعاني منها، وتصدى للمتطرف العنصري بن غفير عدد ‏من الفلسطينيين والمتضامنين مع القواسمي من بينهم رئيس القائمة المشتركة، النائب أيمن عودة ومنعوه من ‏الوصول لغرفة الأسير القواسمي‎.‎

تجدر الإشارة إلى أن الأسير القواسمي قرر الاستمرار في إضرابه رغم صدور قرار من محكمة إسرائيلية ‏بتجميد اعتقاله، إلا أنه أصرّ على الإضراب حتى إلغاء الاعتقال الإداري بالكامل. ولا تستطيع عائلة ‏القواسمي نقله إلى أي مستشفى آخر، رغم تراجع حالته الصحية ويعاني القواسمي من ضيق في التنفس ‏وآلام حادة في كافة أنحاء جسده، ولا يكاد يقوى على الوقوف على قدميه، ونقص وزنه ما يزيد عن 15 ‏كيلوغراما، وحياته معرضة للخطر، ويعاني من مرض الشقيقة ومشاكل صحية في المعدة والعيون‎.‎‏ وقد ‏اعتقل القواسمي مرات عدة، وأمضى نحو 4 أعوام في سجون الاحتلال بين أحكام واعتقالات إدارية كانت ‏أولها عام 2015‏‎.‎

محاولة اقتحام بن غفير لغرفة الأسير المضرب عن الطعام وهو في حالة صحية خطيرة في المستشفى، ‏تعبر عن قمة الحقد والكراهية ليس فقط تجاه العرب والفلسطينيين، بل تعبر عن العداء لكل البشر ‏والإنسانية. ‏

وكان مسؤول الشرطة الإسرائيلية قد اتهم بن غفير بصب الزيت على النار في مدينة القدس المحتلة، ‏والوقوف بشكل من الأشكال وراء المظاهرات التي أشعلت شرارة الهبة الفلسطينية ضد ممارسات الاحتلال ‏في شهر أيار الماضي، وقال كوبي شبتاي، مسؤول الشرطة الإسرائيلية خلال اجتماع مع بنيامين نتانياهو ‏في ذلك الوقت، أن “النائب الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف ومناصريه هم السبب في وقوع أعمال عنف ‏في مدينة القدس، وهم من أثاروا غضب الفلسطينيين‎”.‎‏ ‏

ومن بين الأعمال الاستفزازية التي قام بها هذا النائب العنصري المتطرف، فتح مكتب تمثيلي للحزب الذي ‏ينتمي إليه في حي الشيخ جراح في مدينة القدس، والذي تحول إلى رمز للاحتلال الإسرائيلي. وإضافة إلى ‏هذا، قام مناصرو النائب إيتمار بن غفير من حركة “لاهافا”، وهي حركة تنشط لمنع الزواج بين اليهود وغير ‏اليهود، بصب الزيت على النار حينما كانوا يرددون‎ “‎الموت للعرب‎” ‎قرب باب العامود، في القدس المحتلة.‏

تاريخ بن غافير حافل بالنشاطات والممارسات العنصرية، وهو من أصول يهودية شرقية لوالد من جذور ‏عراقية ووالده من كردستان، كانت أمه ناشطة في الحركة الصهيونية المعروفة بـ “التنظيم الوطني العسكري” ‏‏(إيتسل) التي أُسست عام 1931، وشاركت في عمليات إرهابية ضد الفلسطينيين قبيل وخلال النكبة‎.‎

وجه القضاء الإسرائيلي أكثر من خمسين مرة لإيتمار بن غفير تهمة “نشر الكراهية”، حيث درس الحقوق ‏ليصبح بعد ذلك محاميا “يدافع عن نفسه وعن كل المتطرفين والناشطين في التيار اليميني المتطرف ‏بإسرائيل” أن دخول التحالف اليميني المحافظ إلى البرلمان الإسرائيلي بقيادة إيتمار بن غفير عزز فكرة ‏العنف الذي تمارسه مجموعات يهودية صغيرة وعنصرية على الفلسطينيين ومبدأ الإفلات من العقاب‎.‎

وسبق أن نظم بن غفير مسيرات استفزازية في الداخل الفلسطيني، أبرزها اقتحامات لمدن كفر قاسم والناصرة ‏وأم الفحم ووادي عارة، دعا خلالها إلى تهجير “عرب 48″، واعتبرهم “قنبلة موقوتة”، تشكل خطرا على ‏‏”يهودية إسرائيل‎”.‎

في انتخابات الكنيست الـ21، ترشّح بن غفير على رأس قائمة “العظمة اليهودية” التي حصلت على حوالي ‏‏83 ألف صوت، ولم يجتز نسبة الحسم‎.‎‏ وفي الفترة التي سبقت انتخابات الكنيست الـ23، رفض نفتالي ‏بينيت الذي ترأس حزب “اليمين الجديد”، ضم بن غفير إلى قائمة تحالف الصهيونية الدينية. وحصل حزبه ‏على 19 ألفا و402 فقط من الأصوات ولم يتجاوز نسبة الحسم‎.‎‏ وفي الفترة التي سبقت انتخابات الكنيست ‏الأخيرة، وقع بن غفير على تحالف مع أحزاب “القوة اليهودية” و”نوعم”، وحزب الصهيونية الدينية بقيادة ‏سموتريتش‎.‎‏ وحصل على المركز الثالث في القائمة، وانتُخب للكنيست، وبذلك أعاد إلى البرلمان فكر حركة ‏‏”كهانا” وأيديولوجيتها الداعية لتهجير الفلسطينيين، وأحيا بذلك المشهد السياسي الإسرائيلي الذي تهيمن عليه ‏قوى وأحزاب اليمين‎.‎

قيام بن غفير باقتحام غرفة الأسير المضرب عن الطعام حازم القواسمي في مستشفى “كابلان” تشكل ‏تهديدات عنصرية خطيرة، تستهدف التأثير على وضعه النفسي والمعنوي، ليدخل مرحلة جديدة من الخطر ‏قد تهدد حياته بالموت، وهذا ما يريده بن غفير العنصري تحقيقا لشعاره الذي يردده باستمرار وهو الموت ‏للعرب، وهو بذلك يعبر عن قمة الكراهية والعنصرية الذي وصل لها المجتمع والنظام السياسي الإسرائيلي.‏

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.