قصة مُعمّر يمني نذر حياته لفلسطين: لن أعود لبلدي قبل التحرير!
أهم الأخبار

قصة مُعمّر يمني نذر حياته لفلسطين: لن أعود لبلدي قبل التحرير!

صدى نيوز - من يعرف اليمن من الداخل يدرك حب أهله لقضية فلسطين كقضية عربية مركزية لكل العرب، فقد قام اليمن، ليس فقط بإرسال مئات المتطوعين للقتال في فلسطين إبان حرب عام 1948 وإنما أيضاً في غرس الجدات والأجداد حب فلسطين والقدس الشريف والمسجد الأقصى، في قلوب أحفادهم على مدى عقود من الزمن.

وهذه قصة المقاوم والمعمر اليمني الشجاع، الحاج أحمد بن بدر بن حسين بدر اليمني، الذي نذر حياته لفلسطين، دليل على ذلك. وهو الذي يقدر عمره مئة وخمسة وعشرين عاماً، وقد عاهد نفسه عدم العودة لبلده الأم اليمن، قبل التحرير واقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

قال المعمر في لقاء صحفي، إنه لا يستطيع العودة إلى اليمن، حتى يتحقق حلمه في إنتصار الفلسطينيين على الإحتلال الإسرائيلي وتحقيق الاستقلال، مضيفاً أن قلبه ينتظر وينفجر ويفرح لتحقيق ذلك، وأنه لن يعود لليمن قبل تحقق كل ذلك، وإن ذاك هو نصيبه على حد قوله.

وقد كانت زيارته لفلسطين عام 1936، بعد أدائه فريضة الحج في مكة المكرمة في العام نفسه.

لا يعرف بعد عن نسب هذا المعمر من أي مدينة ينحدر أو محافظة يمنية، لكن لكنته اليمنية التي لا زال يحتفظ ببعضها توحي بأنه من محافظة صنعاء أو ريمة (200 كم شمال العاصمة اليمنية صنعاء). وما يؤكد ذلك هو حبه للعسل حيث يشتهر إنتاج العسل في محافظات ريمة وأيضاً صنعاء، وسكان هذه المحافظة من أكثر اليمنيين حباً وإستهلاكاً وإنتاجاً للعسل اليمني الطبيعي.

سر حبه للعسل، يكمن في سر صحته، حيث يقول إنه يأكل المفتول وعليه اليخنينة بالقرع اليقطيني (القرع الأصف) مضيفاً العسل روحي ويعطيني حيوية وقوة: «مقدرش أعيش بدونة».

زواجه في يافا وأسرته

يقول إنه عندما كان طفلاً لم يبلغ سن العاشرة بعد، عاش الحرب العالمية الأولى، وفقد عائلته عندما أجبر على النزوح من مدينة أسمرة، وهي العاصمة الإرتيرية، إلى مدينة عدن جنوب اليمن، أثناء نشوب مواجهات مسلحة هناك، تعرفت على أحد أبناء بلدتي القديمة، وساعدني في تدبير عمل بسيطا، يتناسب مع صغر سني لأنفق فيه على نفسي، مكثت في عدن عامين، ثم ذهبت إلى مكة لأداء فريضة الحج، وبعدها هاجرت إلى القدس. جاذبني جمال فلسطين ومدنها وقررت البقاء في يافا والعمل فيها، تزوجت وعشت في يافا إلى حين بدأ قدوم العائلات اليهودية إليها، وتم تخيير أهالي القرية بالطرد منها أو إعدامهم، قتلوا زوجتي وجنينها، عدت وحيداً كما كنت! وشاركت في العمل الفدائي في قطاع غزة من عام 1967-1973. والأمور كانت تزداد سوءاً يوماً بعد آخر. لكني هاجرت من يافا إلى يبنى ثم أسدود، وكانت الجماعات الصهيونية ترتكب المجازر في جميع المدن، لترهب أهلها وتجبرهم على النزوح. ويضيف انتقلت اخيراً إلى غزة عشت كل أحداثها تزوجت واصبح لي أولاد وأحفاد قضيَ الزمان ولكن الحروب لم تنته بعد.يضيف الحاج أحمد أنه لا يملك أوراقا تثبت تاريخ ميلاده بالتحديد، ولكن عائلته تقدر عمره بحوالي 125 عاماً، ولديه ثمانية أبناء وبنات ويقضي طوال يومه بالتسبيح وإطعام الحمام والدجاج.

وتقول مصادر مقربة من الحاج اليمني إن لديه تسعة وأربعين حفيداً.

جهاده ضد العصابات الإسرائيلية

عاش في قطاع غزة، لكنه مزج بين الفلسطينية، وبقايا اللكنة اليمنية وتكراره لقوله أنا أصلي يمني، رغم أنه موغل بالسن وهو مقعد على كرسي متحرك، إلا أنه فضل الإقامة بالقطاع الصغير، الذي لا يتجاوز مساحته 150 كيلو مترا مربعا.

منذ أن قرر الإقامة في فلسطين، يصف الإسرائيليين بالطماعين، والسارقين. لكنه وقف مع أهله هناك في كل مقاوماتهم وتحركاتهم ورفضهم بعناد وصلابة وإيمان بالحق. وهو شديد الإيمان بعودة الحق لأصحابه طال الزمن أو قصر. ويقول «لا تقصد إلا الله في سرك والإعلان وإعلم أن الله حاضر في كل مكان».

 

المصدر: الجزيرة بلس