رئيس التحرير: خطر نتنياهو  وحّد الشعب 
أهم الأخبار

رئيس التحرير: خطر نتنياهو  وحّد الشعب 

كتب رئيس تحرير صدى نيوز: كان واضحاً وملفتاً النصر الذي حققه الفلسطينيين في الداخل المحتل من خلال قائمتهم المشتركة لأول مرة في الانتخابات الاسرائيلية، والاهم انعكاسها على العلاقات والتماسك الداخلي بين افراد المجتمع وإغلاق الباب لاستغلال خلافات الأحزاب العربية لصالح الأحزاب الصهيونية.

هذه النتائج لها اسباب كثيرة، أهمها العمل المشترك والخطر الصريح من السياسات العنصرية لنتنياهو والأحزاب الاسرائيلية جميعها، فكان قانون القومية الذي جعل الدرزي والمسيحي والمسلم يشعر بالقلق على وجوده، وكذلك بعض الوسط اليهودي الذي ادرك خطر السياسات العنصرية التي تهدد وجود اسرائيل ونظامها الديمقراطي، والتي تتجه بشكل سريع نحو دولة الابارتهايد، فلسطينيو الداخل  و الدروز و الوسط اليهودي دعموا القائمة المشتركه بقوة وهبوا هبة رجل واحد نحو حصد المقاعد في الكنسيت لوقف عنصريتهم. 

ازدياد نسبة التصويت أيضاً كان  بفضل نوعية مرشحي الأحزاب العربية مثل أيمن عوده وأحمد الطيبي وحتى النساء المرشحات اللواتي أظهرت أداء متميز جداً أمام الجماهير العربية وأثناء تواجدهم السابق في الكنيست كانوا قد حققوا نتائج لصالحهم .

وجاءت صفقة ترمب ومواقف نتنياهو وغانتس ضد منطقة المثلث في الداخل الفلسطيني حيث هددوا ٣٥٠ الف فلسطيني بنقلهم للدولة الفلسطينية .

ما يحدث في دولة الاحتلال أن المواطن وصاحب الأرض الفلسطيني يطلب ميزات المهاجر الصهيوني بعكس العالم الذي فيه المهاجر يطلب ميزات المواطن وصاحب الارض، هذا جعلهم يتكاثفوا لتعزيز قوتهم في الكنيست لمواجهة الحملات العنصرية واستهدافهم.

أيضا الوسط اليهودي دعم القائمة المشتركة وخاصة في مدينة رمات هاشرون وهذا كله بسبب ادراك الخطر من استمرار نتنياهو في الحكم. والمعادلة بوحدتهم تغيرت بدلاً من أن تاخذ الأحزاب الصهيونية أصوات العرب أصبحت الأحزاب العربية تأخذ أصوات من اليهود .

نصر القائمة المشتركة وصف وكأنه زلزال بالنسبة للأحزاب الصهيونية التي لن تستطيع تشكيل حكومة مستقرة ، بل حكومة مهددة طوال الوقت تمنعها الأحزاب العربية من اتخاذ برامج تهدد الفلسطينيين في الداخل المحتل او حتى في الضفة الغربية .

الفلسطينون في الداخل لم تغب عنهم قضيتهم الفلسطينية فهم أدركوا خطورة صفقة القرن على مستقبل شعبهم فخرجوا جماعات وأفراد للانتخابات ليساهموا بإعاقة الأحزاب الصهيونية من تنفيذ مشروعهم الصهيوني بكل قواهم ليكونوا صفاً واحداً في وجه نتنياهو وغيره ووقف تغولهم في تنفيذ خططهم لانهاء القضية الفلسطينية .

الدرزي الذي خدم دولة الاحتلال ويشارك بعض أبناءه في الجيش الاسرائيلي أدرك أيضاً أنه لا وجود له في حُلم نتنياهو وتم استغلاله فقط لتنفيذ هذا الحلم وعليه أن يغادر الدولة اليهودية التي يريدها نتنياهو والأحزاب الصهيونية .

وحدة شعبنا في الداخل الفلسطيني تجعلنا ندرك أهمية وحدتنا في أراضي ٦٧ لمواجهة الخطر، وهذا النجاح واجب أن يحفزنا نحو تحقيق نجاح مماثل حتى نصل الى نصر مشترك وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.