لماذا تنازلت "اسرائيل" عن "المثلث" في صفقة القرن؟
أهم الأخبار

لماذا تنازلت "اسرائيل" عن "المثلث" في صفقة القرن؟

القدس المحتلة: تعيد "صفقة القرن" طرح فكرة ضمّ منطقة المثلث، بدءاً من أمّ الفحم جنوب حيفا وصولاً إلى كفر قاسم شمالي القدس، إلى شبه الدويلة الفلسطينية، والتي كان بدأ التداول بها منذ نهاية الثمانينيات. وإذ يستغرب باحثون ومراقبون إعادة طرحها، مستبعدين ترجمتها على الأرض لاعتبارات اقتصادية وأمنية وغيرها، يستعدّ أهالي المنطقة لكلّ الاحتمالات، معلنين رفضهم تجريدهم من حقوقهم الجماعية من خلال "تبادل أراضٍ" هي أصلاً ملكٌ للشعب الفلسطيني.

قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، هو الذي طالب إدارة دونالد ترامب بأن تشمل "صفقة القرن" نقل منطقة المثلث إلى سيطرة فلسطينية. 

واكدت الصحيفة اليوم الثلاثاء إن نتنياهو طرح هذه الفكرة أمام كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية في العام 2017، وخلال إحدى زيارات صهر ومستشار ترامب، جاريد كوشنر، إلى إسرائيل.

وينص أحد بنود "صفقة القرن"، التي تزعم إدارة ترامب أنها ترمي إلى تسوية الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني ولكنها تقترح دولة فلسطينية منقوصة السيادة ومحاطة بأراضي فلسطينية تسعى إسرائيل إلى فرض "سيادتها" عليها، مثل غور الأردن، نقل معظم مدن وبلدات المثلث، وبينها كفر قرع وعرعرة وباقة الغربية وأم الفحم وقلنسوة والطيبة والطيرة وكفر قاسم وكفر برا وجلجولية، إلى الدولة الفلسطينية.

وأضافت الصحيفة نقلا عن المصادر، التي كانت ضالعة في المحادثات حول مضمون الصفقة، أن نتنياهو طرح نقل المثلث على أنه "تعويض" للجانب الفلسطيني مقابل ضم المستوطنات إلى إسرائيل، معتبرا أنه ليس باستطاعته تأييد خطة تشمل إخلاء مستوطنات، وأن منطقة المثلث تساوي مساحة منطقة المستوطنات، وتغيير مكانة سكان المثلث من مواطنين في إسرائيل إلى مواطنين فلسطينيين.
 
وحسب "صفقة القرن"، فإن نقل المثلث إلى الدولة الفلسطينية ينبغي دراسته "وإخضاعه لموافقة الجانبين". ولفتت الصحيفة إلى أنه ليس واضحا من هما "الجانبان"، وهل هما إسرائيل والسلطة الفلسطينية، أم أن المطلوب موافقة سكان المثلث أنفسهم. ويرفض سكان المثلث هذا المقترح، مثلما رفضته السلطة الفلسطينية وفضت الصفقة كلها، ووصفوا هذا البند بأنه يتحدث عن ترانسفير.

ولم يأت اختيار الولايات المتحدة و"إسرائيل" لمنطقة المثلث من أجل نقلها إلى السيادة الفلسطينية من فراغ أو لمجرد تبادل الأراضي؛ فهي تعتبر أهل مناطق المثلث شوكة في حلق عددها السكاني ووضعها الديمغرافي، وإن اختيار إسرائيل لهذه المنطقة جاء لأنها محاذية أكثر لمناطق السلطة الفلسطينية، إضافة لذلك فإن المثلث تاريخيًا ضُمت في معاهدة رودس عام الـ 49". وكا نت  "إسرائيل"  وقتها قد طلبت من الدول العربية وتحديدًا الأردن، ربط الشمال بالجنوب لأسباب أمنية، فكانت هذه المناطق "المثلث" الطريق الرابط بينهما.