ماذا قصد الرئيس عباس بـ"تغيير الدور الوظيفي للسلطة"؟
أهم الأخبار

ماذا قصد الرئيس عباس بـ"تغيير الدور الوظيفي للسلطة"؟

رام الله- خاص صدى نيوز: أكد الرئيس محمود عباس في خطابه، ليلة أمس، تعليقاً على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن صفقة القرن البدء بـ"اتخاذ كل الإجراءات التي تتطلب تغيير الدور الوظيفي للسلطة" تنفيذا لقرارات المجلسين المركزي والوطني، لكن ماذا يعني هذا القرار؟

الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب قال في تصريح خاص لـ صدى نيوز إن ما قصده الرئيس محمود عباس في إنهاء الدور الوظيفي للسلطة هو إنهاء اتفاق أوسلو، لكن دون الإعلان الصريح عن ذلك.

وتابع أن تصريحات الرئيس حال تنفيذها ستؤدي إلى وقف التنسيق الأمني، والذي هو التزام على الفلسطينيين نتيجة اتفاق أوسلو.

وقال حرب إن تصريحات الرئيس لا تزال تمارس للضغط على إسرائيل، والتي تريد للواقع أن يظل موجوداً، وأن تظل الأجهزة الأمنية موجودة لإدارة شؤون الفلسطينيين، إضافة إلى بقاء الوزارات الخدماتية أيضاً، حتى لا تضطر إسرائيل لتحمل هذا العبء.

وأشار إلى أن تأخر إقدام السلطة على هذه الخطوة، يعود لرؤيتها السياسية حول كيفية الخروج بأقل الأثمان، كما أن الرهانات على مواقف دولية مختلفة أدت لتمديد الفترة الانتقالية لأكثر من 20 عاما على تاريخ انتهائها.

من جهته، قال الباحث في مؤسسة يبوس للاستشارات والدراسات الإستراتيجية في رام الله، سليمان بشارات لإنه إذا حدث وحلت السلطة فعليا، فإن أول ما يترتب على ذلك إلغاء كافة الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل عمليا وبالتالي غياب الضامن لشكل العلاقة مع الاحتلال، وهذا خيار ترفضه أوروبا وأميركا وإسرائيل أيضا.

يضيف بشارات أن حل السلطة يعني فورا انتقال التبعية الإدارية للفلسطينيين إلى الاحتلال في كل مناحي الحياة وبكامل التكاليف، بعد نحو ربع قرن من عدم المسؤولية المدنية والاحتلال غير المكلف.

وتابع أن إنهاء اتفاق أوسلو يعني خسارة سنوات من التمهيد والتهيئة لتطبيع عربي وإقليمي من جهة، والتوقف عن التنصل من المسؤولية تجاه الفلسطينيين وإلقائها على عاتق السلطة من جهة ثانية.

ويشير بشارات إلى أن السيناريو الأخطر في حال إلغاء الاتفاقيات هو إزاحة المظلة الأمنية الفلسطينية عن الاحتلال بتوقف التنسيق الأمني.

بالتوازي مع ما سبق، لا يستبعد الباحث الفلسطيني الفوضى العارمة وغير المنضبطة والفراغ المجتمعي في الضفة الغربية إذا ما اتخذ قرار حل السلطة، خاصة مع غياب التأطير السياسي والفصائلي لجيل من الفلسطينيين على الأقل خاصة بعد الانقسام بين فتح وحماس.