إضراب عام في السودان والبشير يعد "بإصلاحات حقيقة" في البلاد
عربي ودولي

إضراب عام في السودان والبشير يعد "بإصلاحات حقيقة" في البلاد

رام الله - صدى نيوز - شهدت عدة مدن سودانية الاثنين إضرابا عاما، استجابة لدعوة "تجمع المهنيين السودانين" في إطار موجة احتجاجات واسعة بدأت الأربعاء الماضي تنديدا بقرار الحكومة رفع أسعار الخبز في البلاد. وتجددت الاحتجاجات الاثنين بولاية الجزيرة التي تترقب زيارة للرئيس عمر البشير الثلاثاء.

من جانبه، حذر البشير المواطنين من "الاستجابة لمحاولات زرع الإحباط، واعدا بإجراء "إصلاحلات حقيقية" في البلاد، في أول تعليقات علنية له منذ بدء الاحتجاجات التي تعد الأكبر منذ نحو ثلاثة عقود.

ولبت قطاعات مختلفة في السودان دعوة "تجمع المهنيين السودانيين" إلى الإضراب العام، في حين استمرت المظاهرات حتى وقت متأخر من ليل الأحد في عدة مدن، لاسيما أم درمان.

وتجددت الاحتجاجات في ولاية الجزيرة التي تترقب زيارة للبشير الثلاثاء بحسب وكالة الأنباء السودانية.

وقال شاهد عيان من مدينة المناقل في الولاية (186 كلم جنوب الخرطوم) "خرج عشرات من طلاب الجامعة وساروا في تظاهرة وهم يهتفون ’الشعب يريد إسقاط النظام‘ وفرقتهم الشرطة باستخدام الهراوات".

كذلك شهدت مدينة رفاعه (120 كلم جنوب الخرطوم) تظاهر عشرات الطلاب الذين أغلقوا الطريق وأحرقوا إطارات قديمة للسيارات، وفقا لشاهد آخر.

"تجمع المهنيين" يدعو الرئيس إلى التنحي وتشكيل حكومة انتقالية

وفي بيان أصدره الإثنين قال تجمع المهنيين إنه قرر تسيير مظاهرة الثلاثاء إلى القصر الجمهوري "لتسليم مذكرة لرئاسة الجمهورية تطالب بتنحي الرئيس فورا عن السلطة استجابة لرغبة الشعب السوداني وحقنا للدماء".

وأضاف البيان أن التجمع يقترح إذا ما وافق البشير على التنحي أن "تتشكل حكومة انتقالية ذات كفاءات وبمهام محددة ذات صبغة توافقية بين أطياف المجتمع السوداني".

ورأى محللون بناء على هذه التطورات أن الأوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات، معتبرين أنه إذا كان المحرك الأساسي للاحتجاجات هو الوضع الاقتصادي فإنه في النهاية مرتبط بسياسات الحكومة.

وقال عبد اللطيف البوني عميد كلية الاقتصاد في الجامعة الوطنية إن "السبب الأساسي للاحتجاجات اقتصادي ومرتبط بغلاء الأسعار، إلا أن الأزمة الاقتصادية جذرها سياسي ومتمثل في فشل السياسات الحكومية وارتكابها أخطاء وسوء إدارة".

الحزب الحاكم يتهم "البعض" باستغلال الاحتجاجات الاقتصادية لخدمة "أجندات سياسية"

لكن المتحدث باسم حزب المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) إبراهيم الصديق اعتبر أن أسباب الاحتجاجات اقتصادية لكن "البعض" استخدمها خدمة "لأجندات سياسية".

وقال "هناك سببان للأحداث أحدهما الضائقة الاقتصادية وهذا مفهوم الاحتجاج ضده والحكومة معترفة به والناس خرجت بسبب شح الخبز والوقود والسيولة النقدية وهذا من حقها".

وأضاف "أما السبب الثاني فهو أجندات سياسية بعضها داخلي لأحزاب يسارية تريد خلخلة بنية الدولة وبعضها أجندة خارجية مرتبطة بالمجموعة التي أعلن أنها ضبطت وتنتمي لحركة عبد الواحد نور المتمردة وجاءت من إسرائيل وهي من تسببت في حرق المؤسسات".

البشير يحذر من "المحرضين"

من جانبه، حذر الرئيس السوداني عمر البشير المواطنين الاثنين من "الاستجابة لمحاولات زرع الإحباط" في أول تعليقات علنية له في اليوم السادس من الاحتجاجات المناهضة للحكومة بالعاصمة الخرطوم.

وقالت وكالة الأنباء السودانية الرسمية إن البشير اجتمع بمساعديه الأمنيين ونقلت عنه قوله إن الدولة مستمرة في "إجراء إصلاحات اقتصادية توفر للمواطنين حياة كريمة".