من المحاسبة إلى منجرة الأحلام.. إقبال شلبي تبدع في عالم النجارة
أهم الأخبار

من المحاسبة إلى منجرة الأحلام.. إقبال شلبي تبدع في عالم النجارة

 صدى نيوز - بعد أكثر من 8 سنوات من العمل في مجال دراستها "المحاسبة"، شقت إقبال شلبي من بلدة بيتونيا قضاء رام الله، طريقاً آخر ترى فيه حلمَها.

بخطى واثقة تخطو نحو تحقيق المنى الأكبر في توسيع منجرتها، والوصول إلى كل مكان في فلسطين.

youtube

المنجرة الصغيرة التي افتتحتها منذ قرابة العام كانت شاهدةً على شغف يكبُرُ يوماً بعد آخر، وعمل دؤوب في مشروع "خشبيات"، التي انطلق بعدما ابتاعت إقبال معدات النجارة تدريجياً.

تقول شلبي لصدى نيوز إنها لم تكن غريبة عن عالم العمل، فقد عملت سابقاً في مجالات المحاسبة وإدارة المشاريع، ووصلت إلى منصب مديرة مؤسسة، لكنها اضطرت للتوقف مؤقتاً بسبب مسؤولياتها الأسرية.

وتُضيف: "لما كبروا أولادي شوي، حسّيت إنه آن الأوان لأحقق حلمي، خصوصاً إني بحب شغل الخشب من زمان، ولما صارت الفرصة قدامي قررت أبدأ" .

خطوة بخطوة.. وبدعم عائلتها، طورت إقبال مشروعها بالرغم من المعي قات التي واجهتها إثر نظرة المجتمع لها كسيدة تعمل في النجارة، إلا أن إرادتها ودعم ذويها دفعها للاستمرار.. هذا إلى جانب الموازنة بين عملها ودورها كأم.

البداية من "اللوثري".. والخطوة الأولى نحو الحلم

بدأت إقبال مشوارها بدورة تدريبية كاملة في مدرسة اللوثري استمرت سنة كاملة، تلتها ثلاثة أشهر من التدريب العملي في منجرة، ثم عام كامل من العمل الفعلي في هذا المجال، وبفضل هذا الإصرار، تمكّنت من افتتاح مشروعها الخاص داخل منزل العائلة، حيث خصصت الطابق السفلي المجهّز للعمل، وجهزته بالمعدات التي اشترتها على مدار عام من راتبها الشهري.

فتقول: "كل شهر كنت أشتري ماكينة صغيرة من راتبي، لحد ما صار عندي مجموعة منيحة، وبعدها اللوثري دعموني بآلات أكبر، ومن هنا بدأت الانطلاقة الحقيقية".

منجرة تحتضن النساء

شاركت إقبال في عدد من المعارض المحلية، وهناك لاحظت الحاجة الكبيرة لدى النساء لأماكن تدعمهن في تنفيذ أفكارهن، مُردفةً: "الكثير من النساء اللواتي يفضلن العمل في مجال النجارة كُنّ يواجهن صعوبة في ممارسة العمل على أرض الواقع في المناجرة، كون العاملين بها هم رجال، ولذلك منجرتي بمثابة مساحة تفتح المجال لتلك النساء للتجربة، والانخراط في سوق العمل" .

دعم العائلة.. سر النجاح
أما عن دعم عائلتها تُكمل: "وجود أسرتي وأبنائي إلى جانبي هو ما جعلني أستمر، رحم الله والدي، فقد كان أول الداعمين لي، وكان دائم التشجيع، يحثني على المضي قدماً، واليوم أفتخر بأن أبنائي أصبحوا يساندونني ويساعدوني في المهنة" .

وتختتم رسالتها لكل سيدة فلسطينية تحمل حلماً قائلة: "ابدأي، ولكن الأهم أن يكون هناك دعم من العائلة، وخصوصاً من الرجال، فهم السند في مواجهة المجتمع، بهم بإمكانك كسر أي حاجز" .
تقضي إقبال وقت عملها بسعادةً محضرةً طلبات الزبائن المختلفة، بدءاً من القطع الخشبية الصغيرة، وحتى ديكورات المنازل التي تتطلب وقتاً وجهداً كبيراً، وربما يعده الناس عملاً شاقاً، لا تراه هي كذلك لحبها لتلك المهنة.

تم إنتاج هذا التقرير بدعم من الاتحاد الأوروبي.