في اليوم ال 700 من الحرب.. هكذا يحترق الغزيون بفعل صواريخ إسرائيل
أهم الأخبار

في اليوم ال 700 من الحرب.. هكذا يحترق الغزيون بفعل صواريخ إسرائيل

صدى نيوز - منذ 700 يوم من الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، والتي أحرقت كل ما يملكه سكان القطاع من أجساد أحبابهم، ومنازلهم وممتلكاتهم، لم تتوقف بشاعة تلك الجرائم المرتكبة بحق السكان.

كانت ساعات ليلة الجمعة ثقيلة على سكان مدينة غزة، كما مئات الليالي التي مرت من هذه الحرب، لكن قساوة المشهد الذي رصده أحد أفراد جهاز الدفاع المدني، لربما يكشف جزءً من فظاعة المجازر المرتكبة بغزة.

في عمارة أبو ظبي والتي لم تنال من اسمها حظًا ونصيبًا، وهي الواقعة قبالة مستشفى الخدمة العامة الخاص بمدينة غزة والذي خرج هو الآخر عن الخدمة بشكل شبه كلي، تعرضت شقة سكنية لغارة إسرائيلية، كما هو معتاد بغزة كل ساعة وكل نهار يوم، ما أدى لاستشهاد وإصابة العديد من المواطنين بينهم سيدة، فكانت هنا الرواية والنهاية التي رواها رجل الدفاع المدني عبود المجدلاوي في قروب خاص بالصحفيين، ورصدتها "صدى نيوز" وننقلها كما كتبها بلغتها العامية البسيطة التي تشير لواقع صعب ومعقد يواجهه رجال الإنقاذ في القطاع:

 

هي جيتي من استهداف شقة في عمارة أبوظبي
أقسم بالله حرام اللي بصير يا جماعة والله حرام والله بكتب وقلبي كله حرقة على أبشع منظر شوفته بحياتي احنا بشر عنا مشاعر وبنحس….دخلنا الشقة المستهدفة ووصلت للغرفة الي فيها النار 
الام وابنها وبنتها بصوتوا قاعدين الام بتقلي طلعوناا انا انحرقت واحنا كنا بنطفي بالشقة من كثافة النيران
ماسك خرطوم الميا وبطفي وصوت الأم بتردد ب أذني طلعوني انحرقنا النار قربت علينا
قلت يارب ساعدنا ياارب 
اعطيت الخرطوم لزميلي وخلعت سترتي وبلوزتي وحطيت البلوزة على وجهي وربطتها لعل انه تخفف عني شدة الدخنة الناتجة عن الحريق وطبعا عشان ما في عنا معدات ما في طريقة غير هيك
وصلت باب الغرفة وناديت عالام اللي هي بتحكيلي انا سحت وعضمي سااح واولادي بطل الهم صوت
يا ناس انا بشر والله ما اتحملت اقسم بالله ما اتحملت ومسكت دمعتي واطلعت من الشقة اخد نفس لانه حسيت صدري سكّر من كثر ما استنشقت دخنة
ارجعت تاني للام وحكتلها والله غير نطلعك
ام بتستصرخ فينا وبينها وبين طوق النجاة بس الباب اللي انا واقف امامه
استمرينا في عملية الاطفاء وطبعا انا مش شايف الام والاولاد بتاتا بس سامع صوتهم من شدة الدخنة
ربنا الهمني وقدرت اوصل الغرفة اللي جانب الغرفة المشتعلة وكان في شباك داخلي ما بين الغرفتين واتمكنت اني افتحه 
فتحت الشباك ومسكت الضو اضوي شفت منظر ما عندي طاقة اني اتحمله ابدا
شفت الام على الارض وبتزحف بتحاول تروح على اي مكان وكل اشي حولها نار مشتعلة
وايديها ساحوا من النار وشدتها
الام صارت تبحث عن نجاة لنفسها فقط وبطّل تفكيرها بأولادها…متخيلين شدة الموقف وصعوبته
متخيلين قاعد بحكيلكم اللي صار معي وبكل ثانية كانت الأم تنحرق ويسيح جلدها عن جسمها؟
تمكنت انا وزميلي من الدخول للغرفة وانتشلنا الطفل وكان يلفظ أنفاسه الأخيرة وكذلك انتشلنا اخته المتفحمة تماما
اما عن الام التي مرت بدقائق لم يمر بها ولم يتحملها أحد قط تمكنا من اخراجها 
وما يدمي القلب أكثر لما امسكنا ايديها نرفعها كانت ايديها تقع منا من شدة الحروق التي اصابت جسدها
وبفضل الله تمكنا من انتشلها وتسليمها للاسعاف
ما لفتني نظري هو انا الام وابنها وبنتها كانوا كل شخص في جهة كل شخص يبحث عن النجاة بأي طريقة لكن آلة البطش الاسرائيلية لم ترحمهم
اكتب لكم واحدثكم عن اصعب مواقف الحرب واكثرها دموية 
لو تم توثيق هذه اللحظات المرعبة ربما لتحرك العالم النائم لكن صعوبة الموقف واستغاثات الام بصوتها الذي بُح لم يسمح بالتوثيق بل كل ما في العقل هو انقاذ هذه الأم وأطفالها…لم ولن أقدر على تخطي هذا الموقف طيلة حياتي وستظل صرخات الأم وأطفالها تتردد في مخيلتي