ماذا يعني وجود عكارة في البول؟ وما علاقة تناول البروتين بذلك؟
منوعات

ماذا يعني وجود عكارة في البول؟ وما علاقة تناول البروتين بذلك؟

صدى نيوز - تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً منشورات مفادها أن الإفراط في تناول البروتين قد يُسبب عكارة البول، مما يدل على إرهاق الكلى. إلا أن خبراء الكلى والمسالك البولية يؤكدون أن هذا الخوف لا أساس له.

ويعتقد الناس أن اتباع نظام غذائي غني بالبروتين يُسبب وجود بروتين في البول، لكن هذا ليس صحيحاً، وفقاً للدكتورة جينغيين يان، زميلة الأكاديمية الأميركية لأمراض الكلى، التي قالت لموقع «فيري ويل هيلث» الصحي إن «البول العكر لا يعني وجود بروتين في البول. إنهما مفهومان مختلفان».

وتظهر عكارة البول الحقيقية عادةً على شكل بول رغوي أو فقاعيّ، وليس عكارة. وغالباً ما ترتبط عكارة البول بمرض السكري وأمراض الكلى.

ووفق يان، «عادةً ما تعمل الكلى كمرشح، ولكن في حال وجود تلف في هذا المرشح، كما هو الحال بسبب داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم، فقد يتسرب البروتين من خلاله». وتضيف: «إذا ظهر البروتين في البول باستمرار، فمن المرجح أن يكون علامة على أمراض الكلى، وليس سبباً له».

وعادةً ما يكون سبب ظهور البروتين في البول بصورة مؤقتة هو التمارين الشاقة، أو الجفاف، أو الالتهاب، أو الحمى، أو حتى الحمل، بينما يكون سبب الظهور المستمر هو أمراض الكلى فقط.

ماذا يعني وجود عكارة في البول؟

تقول ماري غارثويت، زميلة الكلية الملكية للجراحين، إنه «لا بأس بوجود بول عكر من حين لآخر». وتضيف أن البول العكر غالباً ما يزول مع زيادة الترطيب أو إحداث تغييرات طفيفة في النظام الغذائي.

أما إذا استمرت الحالة لعدة أيام أو صاحبتها أعراض مثل الألم، أو رائحة البول الكريهة، أو كثرة التبول، أو القوام الرغوي، أو تورم الساق والكاحل، فيجب عليك مراجعة الطبيب. ويمكن أن يساعدك تحليل البول البسيط في تحديد المشكلة.

هل يؤدي الإفراط في تناول البروتين إلى مشاكل في الكلى؟

يُعد اتباع نظام غذائي غني بالبروتين أمراً آمناً بشكل عام لمعظم البالغين الأصحاء ذوي وظائف الكلى الطبيعية. إذا كنت تعاني من مشاكل في الكلى، فمن الأفضل تجنب الإفراط في تناول البروتين، لأنه قد يؤدي إلى تفاقم تلف الكلى.

وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن نوع البروتين الذي تتناوله قد يكون بأهمية كميته نفسها، إن لم يكن أكثر. ووجدت دراسة أُجريت عام 2024 أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين، التي تعتمد بشكل أساسي على مصادر نباتية ومأكولات بحرية، ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة.

ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة كمية البروتين المثالية، وأفضل أنواعه، ومدة اتباع نظام غذائي غني بالبروتين بأمان.

ما كمية البروتين الزائدة على الحاجة؟

تقول ياسي أنصاري، الحاصلة على ماجستير في العلوم، واختصاصية التغذية المعتمدة: «أرى أن الكمية الزائدة من البروتين هي تناول أكثر من غرامين لكل كيلوغرام من وزن الجسم يومياً».

وعلى الرغم من أن هذه الكمية تتجاوز الكمية المُوصى بها حالياً والبالغة 0.8 غرام لكل كيلوغرام يومياً للبالغين الأصحاء، فإن العديد من الخبراء يتفقون على أن معظم الأفراد النشطين وكبار السن قد يستفيدون من تناول كمية أكبر من البروتين للحفاظ على العضلات والقوة مع تقدمهم في السن.

وتضيف أنصاري: «تأكد من شرب ما لا يقل عن لترين من السوائل يومياً، وتناول كمية البروتين المناسبة لك ولجسمك واحتياجاتك». ويساعد تناول كميات كبيرة من الألياف والماء على تجنب مضاعفات أخرى مثل الإمساك، وحصوات الكلى، ومشاكل الجهاز الهضمي.