مقترح عُماني قيد الدراسة في طهران بشأن المفاوضات مع أمريكا

صدى نيوز -تدرس إيران حاليا مقترحا من سلطنة عمان يهدف إلى إزالة العقبات التي تعرقل استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، بحسب ما كشفه مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.

وأوضح عراقجي أن المقترح العماني قيد الدراسة في طهران، وأنه قدم تقريرا مفصلا إلى لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني حول الجولة الأخيرة من المحادثات التي جرت في العاصمة الإيطالية روما.

وجاءت هذه التصريحات عقب الجولة الخامسة من المحادثات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، والتي عقدت يوم الجمعة الماضية في روما بوساطة عمانية.

وكانت الجولة الأولى من هذه المحادثات قد انطلقت في العاصمة العمانية مسقط في 12 نيسان/أبريل الماضي، في إطار جهود دبلوماسية لإحياء قنوات التواصل بين طهران وواشنطن بعد سنوات من الجمود والتوتر.

وعن مجريات الجولة الأخيرة، قال عراقجي إنها كانت "الأكثر مهنية"، مؤكدا أن الوفد الإيراني عرض خلالها مواقف بلاده بوضوح.

من جانبه، صرّح وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، بأن المحادثات شهدت "بعض التقدم، وإن لم يكن حاسما"، معربا عن أمله في حل المسائل المتبقية خلال الأيام المقبلة بما يسمح بالانتقال إلى مرحلة الاتفاق المستدام.

وتعد هذه المحادثات الحالية أرفع مستوى من التواصل بين إيران والولايات المتحدة منذ توقيع الاتفاق النووي الدولي عام 2015، المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة" (JCPOA)، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 في عهد الرئيس دونالد ترامب.

وقد أعقب ذلك فرض واشنطن سلسلة عقوبات اقتصادية صارمة على إيران ضمن ما عُرف بسياسة "الضغوط القصوى".

وتسعى إدارة ترامب إلى التفاوض على اتفاق نووي جديد يوسع القيود على البرنامج النووي الإيراني ويعالج ملفات أخرى مثل برنامج الصواريخ الباليستية والنفوذ الإقليمي لطهران. في المقابل، تطالب إيران برفع العقوبات المفروضة عليها كشرط مسبق للعودة إلى التزاماتها النووية.

ورغم هذا التحرك الدبلوماسي، تظل مسألة تخصيب اليورانيوم نقطة الخلاف الأساسية، حيث تواصل إيران رفع نسب التخصيب إلى مستويات تثير قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الغربية، ما يجعل التوصل إلى اتفاق نهائي رهينًا بحلول وسط توازن بين مطالب الطرفين.

وبينما تستمر الوساطة العمانية كقناة خلفية فعالة، يترقب المجتمع الدولي ما ستسفر عنه هذه الجولات، وسط تصاعد الحاجة إلى تهدئة الملف النووي الإيراني، الذي بات يشكل أحد أبرز ملفات الأمن الإقليمي والدولي.