حرب وأزمة اقتصادية ضخمة.. إسرائيل عالقة مع أسوأ وزير مالية على الإطلاق
تقارير مميزة

حرب وأزمة اقتصادية ضخمة.. إسرائيل عالقة مع أسوأ وزير مالية على الإطلاق

ترجمة اقتصاد صدى- قالت صحيفة كالكيست العبرية المختصة بالشأن الاقتصادي، إن حكومة بنيامين نتنياهو الحالية خلقت سابقة، عندما تم تعيين رئيس حزب قطاعي في منصب وزير المالية الإسرائيلية وهو لم يكن جزءاً من الحزب الحاكم.

وأضافت الصحيفة: لقد أظهر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، رئيس الصهيونية الدينية، في الأشهر العشرة الأخيرة ولاءه الصارم للقطاع الذي أرسله إلى الكنيست، عندما حرص على ضخ مئات الملايين من الشواقل إليه من الخزانة العامة. وذلك بشكل رئيسي من خلال اتفاقيات الائتلاف.

وتابعت كما ترجم اقتصاد صدى: "لا يتذكر قدامى المحاربين في وزارة الخزانة وزيراً أظهر مثل هذه الأجندة الداعمة للقطاعات على حساب بقية المواطنين، سموتريش هو وزير مالية "الجميع"، ولكن عندما يجلس على صنبور الخزانة العامة، يقوم بتشغيلها أولاً لموازنة ناخبيه، ثم لضمان ولاء الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة".

وقالت: "لقد استغل سموتريتش بشكل جيد حقيقة ضغط نتنياهو، وبالفعل في الاتفاق الائتلافي الموقع مع تشكيل الحكومة، تم تخصيص حوالي 700 مليون شيكل لوزارة البعثات القومية برئاسة أوريت شتروك. سموتريش لم يكتف بذلك، بل فاز أيضا بمنصب وزير في وزارة الدفاع مسؤول عن تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، والإدارة المدنية، والقوات النووية في التوراة وهيئات أخرى ذات صلة بناخبيه المستوطنين".

وأكملت: "الحرب التي اندلعت لم توقف نهب الموازنة وبدلا من إيقاف أموال القطاعات وتحويلها إلى القتال وإعادة الإعمار، حارب سموتريتش ضد المصلحة الاقتصادية لإسرائيل حتى لا يلغي أموال الائتلاف، لا أمواله ولا أموال شركائه في الائتلاف. وهو لا يزال، بالتعاون مع رئيس اللجنة المالية موشيه جافني، يؤخر لمدة شهر ضخ 1.3 مليار شيكل لإعادة بناء الجبهة الداخلية، من أجل تقليص التخفيض في أموال الائتلاف".

وتابعت: "تلقت بعض ميزانيات اليهود المتشددين والوزارات التي يسيطر عليها حزب سموتريش زيادة، حتى مع ارتفاع العجز الحكومي الإسرائيلي، بالإضافة إلى ذلك، هناك 5 مليارات شيكل مضمونة كأموال للائتلاف في موازنة 2024، وهي لم يتم تخفيضها بعد ومن المشكوك فيه أن يتم تخفيضها".

وقالت: "كان بنيامين نتنياهو يعرف كل ذلك، لكنه احتضن سموتريتش طوال الطريق إلى المنصب. ويستمر في الاحتضان حتى عندما يتدهور الاقتصاد ويتسبب وزير المالية في الهجمات الاقتصادية الواحدة تلو الأخرى".

وتابعت الصحيفة الاقتصادية: "إن غطرسة سموتريتش التي لا يمكن تصورها، على الرغم من جهله العميق بالعلوم الاقتصادية، فهو يظهر عدم فهم لآليات عمل الاقتصاد الإسرائيلي وارتباطه بالاقتصاد العالمي، وربما الأسوأ من ذلك أنه يظهر عدم اهتمام. ففي نهاية المطاف، ربع الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل عبارة عن صادرات، ونحو 80% من رأس المال الذي يغذي التكنولوجيا الفائقة الإسرائيلية يأتي من الخارج. وزير المالية هو أولا وقبل كل شيء مدير المخاطر الرئيسي للاقتصاد، والذي يجب عليه توخي المزيد من الحذر".

وأكملت: "يبعثر سمرتيتش الأموال في كل مكان ويسميها (سياسة التوسع)، من دون أن يدرك أن هناك فجوة عميقة بين رمي الأموال عندما تكون الخزانات العامة فارغة، والتوسع المالي الذي يجب أن يتم بطريقة معقولة وقابلة للقياس، وفي المقام الأول مع تنازلات مؤلمة بنفقات أقل ضرورة".

وتكمل الصحيفة كما ترجم اقتصاد صدى: "الأمر الأكثر إثارة للقلق في سلوك وزير الماليةالإسرائيلي هو أنه لا يستمع، رغم عدم فهمه، فلم يستمع إلى المسؤولين في مكتبه وفي بنك إسرائيل، الذين حذروا من التبعات الاقتصادية للانقلاب وميزانية الدولة التي صاغها، وهي ميزانية مضادة للنمو تعمل على إدامة الفقر والجهل، وهو يتجاهل بنفس القدر التحذيرات والنصائح والتوصيات المحيطة بالسياسة الاقتصادية في زمن الحرب، كما أنه لا يستمع لكبار الاقتصاديين في الاقتصاد، الذين لم يتوقفوا منذ توليهم السلطة عن التحذير من تحركاته. ومن المؤكد أنه لا يستمع بل ويتجاهل بكل غطرسة المنظمات الاقتصادية الدولية مثل صندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والبنوك الدولية ("إنهم لا يفهمون إسرائيل") أو شركات التصنيف. الجميع يحذر مراراً وتكراراً من المخاطر المحدقة بالاقتصاد الإسرائيلي نتيجة السياسات الخاطئة والمهملة".

وكشفت الصحيفة السبب في ذلك بقولها: "جزء من تجاهله لتقارير وتوصيات وتحذيرات الهيئات الدولية يرجع إلى أنه لا يفهم اللغة الإنجليزية، لكن وراء العائق الفني هناك مكون أيديولوجي متميز: الاعتقاد بأنه لا يجوز للـ"أغيار"، -وهو مصطلح ديني يهودي يطلقه اليهود على غير اليهود- التدخل فيما يحدث بمملكة اليهود".

وتابعت: "إن الجمع بين الصفات الشخصية والنظرة العالمية لـ "التفوق اليهودي" جعل سموتريش بالفعل أحد وزراء المالية الذين ألحقوا أكبر قدر من الضرر بالاقتصاد الإسرائيلي. والمخيف هو أن اليد لا تزال مائلة، ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لا يبالي على الإطلاق".