الرضاعة الطبيعية: صحة جيدة للأم ولطفلها
صحة

الرضاعة الطبيعية: صحة جيدة للأم ولطفلها

رام الله - صدى نيوز - يبدو الأمر بديهيا عند الحديث عن أهمية الرضاعة الطبيعية، وفوائدها بالنسبة إلى الطفل، فالرضاعة الطبيعية بالتأكيد هي الأفضل، وفوائدها لا تحصى ولا تعد ليس بالنسبة إلى الطفل فقط بل إلى الأم أيضا.

فلا خيار أفضل من حليب الأم للطفل فهو غذاء مثالي يملك صفات لم يتمكن أي مختبر أن يقلدها في أي حليب اصطناعي.

فهو سهل الهضم، وجاهز في كل الأوقات مجاناً، وتركيبه لا مثيل له، وهو خال من الميكروبات، ويحمي الطفل من المغص والإسهالات ومن الإصابة بأمراض كثيرة، كالسكري والبدانة والربو، ويعطي الطفل مناعة في وقت هو في أمس الحاجة إليها لمواجهة الأمراض المعدية، خصوصاً التهابات الأذن الوسطى والأمعاء والجهاز التنفسي.

حليب الأم يعزز ذكاء الطفل

وتنصح منظمة الصحة العالمية بأن يبقى حليب الأم هو مصدر الغذاء الرئيسي للطفل حتى يصل إلى سن نصف سنة، كما توصي بالإستمرار لاحقاً (إضافةً إلى الغذاء الصلب) بالرضاعة الطبيعية حتى سن السنة.

ويجب على الأم البدء بارضاع الطفل منذ الساعات الاولى بعد الولادة. بحيث تعزز الرضاعة العلاقة بين الأم والطفل، كذلك تمنح الطفل المواد الغذائية التي يحتاجها لتقويته وحمايته.

الرضاعة الطبيعية تجعل الطفل أكثر ذكاء، فكلما رضع من ثدي أمه لفترة أطول زاد ذكاؤه، أو بشكل أصح زادت احتمالات نجاحه في اختبارات الذكاء، وقبل فترة طويلة أكدت الدراسات والتجارب أن للرضاعة الطبيعية تأثيراً إيجابياً على مستوى الذكاء عند الطفل مستقبلاً.

وأجرى باحثون من النرويج والدانمارك دراسة على نحو ثلاثمائة وخمسين طفلا تتراوح أعمارهم بين ثلاثة عشر شهرا وخمس سنوات لمعرفة الفترة التي حصلوا خلالها على رضاعة طبيعية وعلاقتها بمستويات الذكاء والقدرة على التحصيل

وأظهرت الدراسة أن الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية لمدة تقل عن ثلاثة اشهر كانوا عرضة لانخفاض مستوى الذكاء إلى أدنى من المتوسط عن الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية لمدة ستة اشهر أو اكثر.

 

فوائد الرضاعة للأم

لا تقتصر فوائد الرضاعة الطبيعيّة على الطفل فقط فالأم تحصل على مجموعة من الفوائد أيضاً، ومنها، زيادة هرمون الأوكسيتوسن الذي يسهم في تسريع تقلصات الرحم، ممّا يسهم في تسريع الشفاء بعد الولادة وتقليل مستويات التوتر.

حيث أشارت العديد من الدراسات إلى أنّ الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن لا يعانين من اكتئاب بعد الولادة، وتخفيض الوزن المكتسب أثناء الحمل، فإنتاج الحليب يحتاج إلى سعرات حراريّة، بالتّالي يحفّز حرق الدهون، إلى جانب تقليل احتمالية الإصابة بسرطان المبيض والثدي، وتقليل احتماليّة الإصابة بتخلخل العظام، وأمراض القلب والشرايين.

وعندما ترضع أم رضيعها فإنها تخفض بذلك على ما يبدو خطر إصابتها بمرض السكري فيما بعد، وذلك حسب نتائج دراسة أمريكية أجريت على مدى أكثر من 30 عاما.

وتبين من خلال الدراسة أن احتمال إصابة الأمهات اللاتي أرضعن أولادهن فترة تراوحت بين ستة إلى 12 شهرا بمرض السكر انخفض بنسبة 47 في المائة مقارنة بنساء أطعمن أبناءهن بأغذية جاهزة.

كما انخفضت نسبة الإصابة بالسكر بواقع 25 في المائة بين نساء المجموعة التي أرضعت فترة تصل إلى ستة أشهر،ة وكان علماء الطب يرجحون منذ فترة طويلة أن الرضاعة ليست جيدة للرضيع فقط بل لها مميزات صحية للأم أيضا.

وكانت هناك إشارات في الماضي أكدت انخفاض خطر إصابة الأم بمرض السكري عندما ترضع أبناءها بشكل طبيعي.

غير أن هذه الدراسات كانت تستند في الغالب إلى البيانات التي تذكرها النساء المشاركات في الدراسة وليس إلى أبحاث طبية.

وقام فريق من الباحثين بتتبع الحالة الصحية لـ 1238 امرأة منذ كان أن كانت أعمارهن تتراوح بين 18 و 30 عاما وذلك في الثمانينات ثم أنجبن طفلا واحدا على الأقل، وذكر هؤلاء النساء بيانات عن مدة الرضاعة وبيانات عن تفاصيل أخرى عن أسلوب حياتهن، ثم أخضع الباحثون هؤلاء النساء لفحص طبي كل خمس سنوات خلال الثلاثين عاما التالية لبدء الدراسة.

كما أدرج الباحثون خلال تحليل نتائج الدراسة تأثيرات أخرى على مرض السكري من بينها التغذية والنشاط الجسدي والطول “فوجدوا علاقة قوية بين فترة الرضاعة وانخفاض خطر الإصابة بالسكر حتى عند مراعاة جميع العوامل المحتملة الأخرى”، وتبين للباحثين أيضا أن الرضاعة تترافق مع انخفاض خطر الإصابة بالسكر بصرف النظر عما إذا كانت الأم مصابة بسكر الحمل أم لا.

 

الحليب الصناعي لا يحتوي على الحديد

يحتوي حليب الأطفال البديل (الصناعي) على جميع ما يحتاجه الطفل من الفيتامينات والمعادن ما عدا الفلوريد ويعود أكثر أسباب انتشار فقر الدم في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين إلى نقص الحديد (لأن عنصر الحديد لا يوجد في حليب الأبقار)، ويمكن تقديم الحديد أيضا في الشهر الرابع من العمر بإضافة الحبوب الغنية بالحديد إلى الطعام.

ويحتاج الأطفال إلى الفلوريد من ستة أشهر إلى ستة عشر عاما من العمر لمنع تسوس الأسنان، إلى جانب أن خلود الطفل للنوم ومعه رضّاعة الحليب أو العصير أو أي سائل محلى في فمه قد يسبب تسوسا شديدا في أسنانه التي ظهرت حديثا.

وتتجه أغلب الأمهات في عصرنا اليوم إلى بديل حليب الأم والتعويل على الرضاعة الصناعية، لأسباب متعددة أهمها عمل الامهات وعدم ايجاد الوقت لارضاع مواليدهن، لكن في الفترة الأخيرة بدأ التشجيع في عديد البلدان على الرضاعة الطبيعية.