فتحاويون ولنا رأي
مقالات

 فتحاويون ولنا رأي

لم يتمكن الساسة عندنا أن يكونوا مثلهم مثل الطبيب الذي يتعامل مع مريض مصاب بمرض عضال، فيبلغه بحقيقة مرضه بمنتهى الرقة واللطف، ويصف له دواء مراً مثل العلقم يؤدي إلى تساقط شعره ويُضعف مناعته، ولكن يوضح له أن تلك هي مصلحته للتغلب على المرض.
ساستنا اختاروا «تويتر» ليضربوا أحلامنا بالانفكاك عن الاحتلال من أجل تحصيل أموال هي حق لنا، ولم نحتجَّ عليهم عندما انقطعت عنا كناس غلابى، لأن غيابها كان مربوطاً بهدف سياسي واضح، ما أدى لصعود حالة التكافل والتضامن حتى في المناطق التي لا يوجد فيها معوز واحد أو موظف/ة حكومي واحد.
بقينا نحلم بالانفكاك عن الاحتلال رغم علمنا الأكيد انه لا توجد وثيقة أو قصقوصة ورقة تحكي كيف ننفك ومن أين نبدأ وأين ننتهي، حتى أن الباحثين الاقتصاديين والماليين والخبراء سايروا الأمر وعملوا باجتهاد شخصي لسد الثغرة المعلوماتية البحثية حتى لا يُضعفوا الموقف الوطني الشامل القائم على وقف كافة أشكال العلاقة مع الاحتلال، وبات خبراء «الملتي ميديا» ينتجون مقاطع تعزز هذا الموقف وتدعمه، والذي انتهى بتغريدة لحظة انتاج أول ورقة علمية موثقة عن الانفكاك عن الاحتلال وسبل تعزيز نموذج من نماذجها (التنمية بالعناقيد وسبل التنسيق بينها).
ما احزننا كفتحاويين وكجماهير أن الخيارات كانت متاحة باتجاه المصالحة والانتخابات والتلاحم الجماهيري الا انها غيبت الآن. صحيح أن المستهزئين اليوم هم ذاتهم الذين استخفوا باجتماع الأمناء العامين للفصائل قائلين: أين هي هذه الفصائل وما هو وزنها!!! ولم يعوا عمق الاجتماع بين رام الله وبيروت، حتى أنهم لم يذكروا بيروت بردة فعلهم، واليوم يرجعون لتعزيز رأيهم بعدم أخذ ذات الفصائل بعين الاعتبار عندما أعيد التنسيق!!!
الفتحاويون ذهبوا صوب معركة عنوانها الانفكاك عن الاحتلال وحشدوا طاقات الصبايا والشباب صوب ورش تهيئة لتعزيز سبل مقاطعة منتجات الاحتلال وتعزيز المواجهة مع المشروع الاستيطاني، وفكروا بآليات لزجّ مؤسسات العمل الأهلي في المسألة، ورفعوا شعارات مطلبية، ووقفوا الى جانب محاكمة بريطانيا على وعد بلفور، ووقفوا على جبل الطويل للاحتجاج على زيارة وزير الخارجية الأميركية للمستوطنة وإلزامه العالم بقبول عبارة «صنع في إسرائيل» لمنتجات المستوطنات، وكما غرد الدكتور علي الجرباوي «وزير الخارجية الأميركي يعلن برنامجه الانتخابي 2024 من مستوطنة جبل الطويل»، وصعدوا الى جانب لجان مقاومة الاستيطان وجدار الفصل والعزل المناهضة للاستيطان والاحتلال.
وبتغريدة قصيرة ابلغت الجماهير بأن تنتظر بياناً هاماً حول نسبة ما سنحصّله من أموالنا المتحققة من المقاصة وان رواتب موظفينا بخير الشهر القادم.
حركة فتح حركة الجماهير وهي ليست السلطة الوطنية، «فتح» مكوِّن من مكونات منظمة التحرير الفلسطينية، ومكون من مكونات السلطة الوطنية، ولكنها تبقى حركة الجماهير في كافة أماكن تواجدهم، هي حركة الأسرى والشهداء واللاجئين والقدس، هي حركة انطلقت من حلم لاجئ بالعودة، من حلم غائب في العالم يطمح أن يعود الى دولته.
حركتنا ليست حركة ردة فعل بل هي حركة فعل، هي صاحبة مشروع الانفكاك عن الاحتلال وتعبيراته الانتفاضة ووقوفها في صف مشروع المقاطعة والانفكاك عن الاحتلال، وأدبيات مؤتمراتها الحركية تحدثت علناً عن حركة المقاطعة، ولم يكن ذلك حبراً على ورق لأنها إرادة الفتحاويين في مؤتمر حركي تمثيلي، وبالتالي هو يعبر عنا بكل حرف، هي تحترم وتقدر مناضليها الشهداء والأسرى والجرحى ومناضلي كل أبناء شعبنا.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.