لا تتركوا الجامعات والطلبة لوحدهم!
رئيس التحرير

لا تتركوا الجامعات والطلبة لوحدهم!

كتب رئيس التحرير: أفرزت جائحة كورونا العديد من الإشكاليات والعقبات والكوارث، على الأصعدة الصحية والاجتماعية والاقتصادية، فغرق كثيرون في هذه العقبات، منهم من فقد عزيزاً ومنهم من فقد مصلحته التجارية أو وظيفته، ومنهم من عانى من العنف المنزلي أثناء الحجر الصحي.

هذه الأيام تبرز مشكلة جديدة كإفراز طبيعي لأزمات كورونا المركّبة، وهي مشكلة أقساط طلبة الجامعات، والذين أنهوا مرحلة التوجيهي بكل مآسيها ليجدوا أنفسم غير قادرين على الدخول من بوابات الجامعة لأن أهاليهم لا يملكون "ترَف" تسجيلهم بمئات الدنانير، كذلك الطلبة النظاميين!

لم يكن تأثير كورونا الاقتصادي منحصراً على دول العالم الثالث وفلسطين منها، بل إن الدول الكبرى والعظمى عانت بحكم اقتصادها الكبير أضعاف أضعاف ما عانته الدول الفقيرة، إلا أن الحالة الفلسطينية استثناء، فلا دولة تدق صدرها لمواطنيها، ولا اقتصاد قوي، ولا جامعات قوية مالياً تحتمل دعم الطلبة والتخفيف عنهم. 

باختصار، الوضع الفلسطيني بكل تفاصيله "مهلهل"، والكل يتكئ على الكل حتى نصمد، إلا أن "عامود البيت" وهي الحكومة تقف أحياناً وكأنها متفرجة، فلا قرارات تخفف فيها على الناس من وقع الأزمة الاقتصادية، حتى الموظفين تُركوا لدفاتر الدين في المحلات!

هناك علامات استفهام كبيرة بدأ الناس يطرحها في الشارع، وهي دليل على أن الأزمة في طريقها إلى الانفجار إذا لم تُحل بشكل عقلاني، والسؤال هو: لماذا ترفض الحكومة استلام أموال المقاصة من إسرائيل وهي حقنا؟ لماذا نصر على عقاب أنفسنا بأنفسنا؟ لماذا لا تستلم الحكومة المقاصة من خلال الصليب الأحمر كما باتت تفعل مع التحويلات الطبية؟

"سارحة والرب راعيها"، هكذا يبدو المشهد الفلسطيني في غياب التخطيط والاستراتيجيات الواضحة للتعامل مع الوباء والاقتصاد والسياسية.

وعودة على ملف طلبة الجامعات، طوابير طويلة جداً لا تزال تنتظر بوابات الجامعات حتى تُفتح، لكن بإجراءات مخففة على الطلبة وأهاليهم. نعلم تماماً أن الوضع الاقتصادي للجامعات في الحضيد، ونعلم أن الحكومة قصرت في دعمها لها، إلا أن المطلوب منا جميعاً أن نحاول الوصول بمركبنا المتهالك إلى بر الأمان، دون الإضرار بالطلبة، ودون حرمان أي طالب من حق الحصول على معقد دراسي.

"اليد الواحدة لا تصفق"، والتواكل لن يجدي نفعاً، ورمي المسؤولية على الآخرين مصيبة، وهنا يجب على الجامعات أن تثبت نفسها مجدداً، وأن تؤكد مرة أخرى بأنها منارات للمجتمع والدولة.

"لا يموت الذيب ولا يفنين الغنم"، لا نقول أن تستقبل الجامعات الطلبة بصفر دينار أو صفر شيقل، بل أن تستقبلهم بحد أدنى من الأقساط، وأن يتم استكمالها بعد انتهاء أزمة رواتب الموظفين مثلاً.

طيب، أين وزارة التعليم العالي من الأزمة؟ ولماذا تُترك الجامعات دون سند ولا ظهر ولا حماية؟ 

سلطة النقد مثلاً عممت على البنوك إجراءات للحد من تأثير الوضع الاقتصادي وعدم انتظام صرف رواتب الحكومة على الموظفين، فأين إجراءات وزارة التعليم العالي بالخصوص؟

 ميركل عندما سألوها: لماذا تهتمين بالتعليم اكثر من كل القطاعات ؟؟ اجابت لان الجهل يكلفنا كثيرا وينعكس على كل مناحي الحياة في المانيا، فهل تعلم الحكومة تكلفة اهمالها لهذا القطاع؟؟

المواطن فهم ان من واجبه الصمود، فلم نرَ حتى الان احتجاجات جماهرية رغم قساوة الظروف بسبب قناعة الشعب في المعركة ضد صفقة ترمب ومحاربة كورونا، لكن صبره وحسب المؤشرات على الأرض قد لا يدوم طويلاً.

بإختصار مستقبل طلابنا وانتظام دراستهم مسؤولية الحكومة وعليها استخدام كل الوسائل لتكاتف الكل الفلسطيني لكي نعبر الأزمة بأقل الخسائر.

الواقع الآن يعتمد على قيادات وقبطان السفينة ومن يقوم بالتجديف، وصمت الحكومة سيغرق السفينة.