العالم محتل وفلسطين وحدها تقاوم
مقالات

العالم محتل وفلسطين وحدها تقاوم

في هذا العالم الذي غرق في صراعات لا تنتهي تبقى فلسطين وحدها ترفع راية المقاومة بوجه احتلال متعدد الأبعاد ، العالم اليوم يخضع لقوى الاستعمار والصهيونية بينما تبقى فلسطين تُقاوم بأمل وقوة رغم الحصار والظروف القاسية محققة بذلك تحدياً مستمراً للعالم الذي اختار الصمت والركوع للصهيونية.

العالم خاضع وفلسطين تُقاوم

لقد أصبحت الهيمنة الصهيونية قوة غاشمة تسيطر على مفاصل العالم ، أوروبا التي تتشدق بالقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان تتحول إلى أداة تنفيذية لمصالح المشروع الصهيوني ، تجدها تقمع أي محاولة تضامن مع فلسطين وتُدين أي مناصر لقضيتها ، تذعن لتكتيك إسرائيلي بسيط تحت شعار “أمن إسرائيل أولاً” بينما تتجاهل معاناة شعبٍ يطالب بحقوقه المشروعة ، في المقابل تواصل أمريكا دعمها اللا محدود للكيان الإسرائيلي وتمنع أي محاولة لمحاسبته على جرائم الحرب التي ارتكبها بحق الفلسطينيين و هذا ضد القيم الامريكية المعلنه و مصالحها.

فلسطين معركة غير متكافئة

بينما تنشغل القوى الكبرى في صراعاتها الداخلية و تخضع للقوى و اللوبيات الصهيونية تبقى فلسطين هي الوحيدة التي تقاوم  في تاريخ البشرية خاضت شعوب عديدة معارك من أجل التحرر مثل الجزائر والهند وجنوب أفريقيا وكوبا حيث انتفضت ضد الاحتلالات والإمبراطوريات ، لكن فلسطين في معركة غير متكافئة تحمل الراية الوحيدة التي تبقى مرفوعة في وجه الطغيان والاحتلال الإسرائيلي وسط صمت العالم وتخاذله ، ومع ذلك تظل إرادة الشعب الفلسطيني هي الأشد قوة حيث يستمر في المقاومة بأشكال متعددة رغم قوة العدو إلا تعلم الدول العربية و الاسلامية ان اهداف الصهيونية دولة اسرائيلية من النيل للفرات و إلا يعلم العالم أن الصهيونية تعتبر ان البشر عبيد للصهاينة.

العجز العربي والإسلامي و الركوع للصهيونية

الدول العربية والإسلامية التي كان من المفترض أن تكون رأس الحربة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي تجد نفسها في حالة من العجز المزمن ، وإسرائيل تحتل عاصمة عربية و إسلامية اولى القبلتين للمسلمين ، وللأسف هذه الدول تكتفي بتصريحات فارغة عن التضامن بينما تواصل إسرائيل تعزيز قبضتها على فلسطين ، والقمم العربية والإسلامية تنتج بيانات تصدر وعوداً  كاذبة بينما تترك فلسطين تواجه وحشية الاحتلال في صمت وقد فشلت ما يُسمى “شبكة الأمان المالية” في دعم الشعب الفلسطيني رغم الوعود الفارغة بل أُغلِقَت الأموال والمساعدات في وجههم، و كلما حاولت فلسطين أن تطلب الدعم كانت تُقابل بالرفض واللامبالاة من القادة العرب المفروضين على شعوبهم من الصهيونية العالمية دون مقاومة لهذا الشعوب ضدهم .

المساعدات الإنسانية مشروطة بالإذلال

حتى المساعدات الإنسانية التي تصل غزة لا تُقدَّم إلا عبر شروط ذل وقيود إسرائيلية صارمة ، و تعرقل إسرائيل وصول المساعدات وتُحدد من يمكنه تقديم الدعم وكمية الإغاثة التي يتم السماح بها ، هذا بينما يعاني الأطفال في غزة من الجوع والمرض والحوامل يموتن بسبب نقص الرعاية الطبية و تُمنع القوافل الإنسانية تحت ضغط الاحتلال وحلفائه لتظل غزة تعيش في محنة مستمرة.

بالطبع، إليك الفقرة بعد إعادة الصياغة وإدماج النقطة الخاصة بالأسرى المحررين المحتجزين في القاهرة، مع تقوية التعبير وإبراز المعنى السياسي والإنساني:

الأسرى في قبضة الصمت العربي والدولي

أما الأسرى الفلسطينيون الذين ضحّوا بأعمارهم في سبيل حرية وطنهم، فيُقتلون بدم بارد داخل زنازين الاحتلال، ويُعذَّبون، ويُغتصبون، ويُجَوَّعون في ظروف لا تمتّ بصلة لأي من الاتفاقيات الدولية الخاصة بمعاملة أسرى الحرب، بينما يلتزم العالم صمتاً أخلاقياً مدوياً و الأنكى من ذلك أن الأسرى الذين تم تحريرهم في صفقة التبادل الأخيرة لا يزالون محتجزين في فندق بالقاهرة ممنوعين من الحركة و ترفض أي دولة استقبالهم خشية الغضب الإسرائيلي والضغط الأمريكي وكأنهم باتوا أسرى من نوع جديد تحت غطاء الصمت العربي و الإسلامي والدولي.

الدول العربية والإسلامية بل وحتى أوروبا التي تدّعي حماية حقوق الإنسان تُحجم عن إدانة الجرائم الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين وتخشى اتخاذ أي موقف يزعج الاحتلال ،  وبينما يطالب العالم بإطلاق سراح 40 أسيراً إسرائيلياً لا يتحدث أحد عن أكثر من 800 ألف فلسطيني مرّوا بسجون الاحتلال منذ بدء الاحتلال الاسرائيلي وكأن حياك و دم الفلسطيني لا وزن لها ولا حق لهم في القوانيين الإنسانية ، انها ببساطة المعايير المزدوجة وفّق الرؤية الصهيونية.

رغم خضوع العالم تبقى فلسطين تقاوم

وسط عجزٍ عالمي وعربي  فاضح تظل فلسطين تجسيداً حياً للمقاومة المشروعة التي تكفلها كل القوانين والمواثيق الدولية  ففي كل ركن من أرضها يُقاتل الفلسطينيون ببطولة وتُقمع أصواتهم بلا رحمة ورغم ذلك يفشل الاحتلال في كسر إرادتهم أو طمس كرامتهم ، لقد واجهت شعوب كثيرة في العالم الاحتلال لكن فلسطين تبقى في طليعة النضال تقاوم ليس فقط من أجل أرضها بل من أجل كرامة الإنسان وحرية الشعوب كلها.

اليوم بينما يقتطع العالم جزءاً من ذاته لصالح الركوع لابتزاز الصهيونية تظل فلسطين صامدة، تُقاوم بكل ما أوتيت من قوة وتُصر على أن يكون الحق هو المنتصر ، بينما كل العالم خاضع لهيمنة الصهيونية و يتم تعيين قادة الشعوب في معظم دول العالم بضغوطاتها و قرارها تبقى فلسطين هي الوحيدة التي ترفع الراية وتستمر في صراعها الطويل من أجل التحرر.

إن “العالم محتل وفلسطين وحدها تقاوم” هو شعارها الذي ترفعه بصوتٍ عالٍ والمقاومة هي ديدنها رغم الخذلان الدولي والصمت العربي.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.